«جنوب أفريقيا» مستمرة حتى إشعار آخر.فقد قرر منتج وبطل مسرحية جنوب أفريقيا الفنان عبدالعزيز المسلم، أن يواصل عرض مسرحية «جنوب أفريقيا» مع فريق العمل من النجوم على مسرح نادي القادسية الرياضي، بعد شعوره بأن الإقبال الجماهيري يحتّم عليه فعل ذلك.المسرحية، التي انطلق قطار عرضها مع حلول عيد الفطر السعيد، تواجدت «الراي» بين مقاعد رحلتها لزيارة «جنوب فريقيا». ولعل الأسباب التي جعلتها تستمر، تكمن في الإمكانات الكبيرة التي تم توظيفها بشكل فني في العرض والتي ساهمت بشكل كبير في وجود حالة من الإبهار، لاسيما أن القائمين عليها قاموا بتوسعة المسرح حتى تتواجد عليه آليات ومركبات تتحرك، بالإضافة إلى الشكل وتضاريس أفريقيا حتى تتناسب الأجواء مع النص المسرحي.تدور أحداث «جنوب أفريقيا» حول مجموعة من القيم والسلوكيات، فضلاً على أنها تنمّي الشعور الوطني وتنبذ العنصرية والطائفية، إضافة إلى بعض المشكلات الاجتماعية الشائكة، منها قضية الطلاق واستسهال هذه الكلمة، إلى أن يطلق الرجل زوجته ثلاث مرات. كما تتطرق إلى مشاكل الرياضة والإيقاف الرياضي والحسد وأهمية تنمية الكويت، لاسيما أنه لم يعد ينقص البلد أي شيء في سبيل التنمية والعمل.كما ينوّه العرض إلى دعم مشاريع الشباب والتمسك بالوحدة الوطنية والابتعاد عن السلبيات والأمور السطحية التي أصبحت تستهلك أوقات الجيل الجديد من دون فائدة.ولعل ما يحسب لعبدالعزيز المسلم وهيا الشعيبي وأحلام حسن وشهاب حاجية وفريق العرض، كمّ الكوميديا التي حركت جنبات المسرح وخلقت حيوية كبيرة في هذا العمل. وأثبت المسلم أنه يستطيع تطوير نفسه كممثل محترف في كل مكان وزمان، إذ استفاد من خبرته وجماهيريته وقدم عرضاً عالمياً بروح كويتية، معتمداً على مدرسة الرعب التي صنعها لنفسه، متفرداً بها في الشرق الأوسط، إضافة إلى اعتماده على جودة الإنتاج التي يحرص عليها في كل أعماله، لدرجة أنه حصل على شهادة أعلى جودة «الآيزو» لمدة تسعة أعوام، وهي أعلى معدل للجودة في العالم.بالنسبة إلى الديكور، فقد خدم فصول المسرحية بأحداثها بشكل كبير، وتمت الاستعانة بالدكتور داوود الشميمري لتصميم المسرح والتقنيات، وهو قام بعمله بشكل مذهل، فضلا عن تحريك حيوانات مفترسة على المسرح واستخدام كم كبير من الإضاءة من خلال فنيين محترفين. كل ذلك ساهم في وجود عرض مسرحي متميز جذب الجماهير، لدرجة أن هناك من دخل العرض أكثر من مرة.أخيراً، لقد حاول المؤلف والمخرج وبطل العرض الفنان المسلم أن يدمج الكوميديا والترفيه بالقضايا الحياتية حتى يجعل هناك فكراً في المسرح، وأن يبتعد عن السطحية والضحك والسخرية التي أصبحت سائدة في معظم الأعمال المسرحية، وهو ما جعله يحترم عقل المتفرج.
مشاركة :