«القرينية»... كوميديا تتفجر رعباً. ففي الليلة الأولى، بعد ليلة الافتتاح، قدَّمت فرقة المسرح الشعبي العرض المسرحي الأول، ويحمل عنوان «القرينية»، في سياق فعاليات الدورة الثانية من مهرجان «ليالي مسرحية كوميدية» التي تقام في الفترة من11 - 19 سبتمبر الجاري على خشبة مسرح الدسمة. ووسط حضور غفير امتلأت به صالة المسرح، قدمت فرقة المسرح الشعبي عملها الذي امتزجت فيه الكوميديا مع الرعب في توليفة فنية لم تكن خالية من تسليط الضوء على بعض القضايا الاجتماعية التي التقطها الجمهور وسط أجواء الإثارة والتشويق. «القرينية» فكرة الدكتور نبيل الفيلكاوي، وتأليف وإخراج نصار النصار، في حين تقاسم تجسيد الأدوار كل من فاطمة الطباخ وخالد السجاري وهاني الهزاع ومحمد فايق ومحمد أكبر، ومجموعة من المشاركين. و«القرينية» هي منطقة في جزيرة فيلكا، وتقع تحديدا على مرتفع يطل على البحر، هُجرت بعد أن كان يسكنها كثير من البشر، لتتحول إلى مكان خالٍ مهجور، ولا تزال باقية في المكان بعض المقابر القديمة والبيوت. و«القرينية» تصغير كلمة «القرين»، وهي من القرى القديمة، ومعروفة منذ القرن الثامن عشر. وقبل بدء العرض، قدم مدير المهرجان عبدالكريم الهاجري وعضو اللجنة العليا للمهرجان شهادة تقدير للمسرح الشعبي، وتسلمها كل من عنبر وليد وهو رئيس المسرح الشعبي والفنان جاسم النبهان. تدور أحداث المسرحية حول خمسة من الشباب يريدون قضاء إجازة في جزيرة «فيلكا»، وتحديدا في «القرينية»، وهم يظنون أنهم سيقضون وقتا ممتعاً، وقد أعدوا أنفسهم للرحلة جيداً، لكن فجأةً تحولت الرحلة بما تحمله من متعة منتظرة، إلى صراعات ومشاكل وأمور غريبة لا تخلو من الرعب والخوف، حيث قرر أحد الشباب، وهو محمد (محمد أكبر) أن يقفز في حفرة من باب الفضول والتحدي مع جماعة الرفاق... وما كاد يقفز حتى وجد نفسه في «القرينية» يواجه مجموعة من الجن بعضهم طيبون، وبعضهم الاخر يتسم بالكثير من الشر والمكر، ولا يخلون من بعض الصفات التي يشاركون فيها البشر منها الحب، والميل إلى المنفعة الخاصة والبحث عن المصلحة الذاتية. وفي السياق يواجه «أم الجن» (فاطمة الطباخ) التي قدمت الدور بشكل كوميدي، كما كان لأسرتها صولات وجولات مع ابن البشر «محمد»، إلى أن يأتي له أصدقاؤه الأربعة لمساعدته والعودة به إلى موطنهم. حوَّل المخرج نصار النصار المسرح إلى قرية مرعبة من خلال استغلال إمكانات الديكورات والإكسسوارات، وأجاد عدد من الفنانين المشاركين في المسرحية في تقديم أدوارهم بعفوية، ومنهم من برز خلال الشخصيات، محمد فايق الذي أطل بدورين، هما، إنسان من البشر والصديق، وبعد ذلك قدَّم شخصية والد الجن، وأجاد الكوميديا العفوية التي راقت للجمهور. كما برز أيضاً الممثل الشاب هاني الهزاع، الذي يمتلك سرعة بديهة وحساً كوميدياً عالياً. ولا نبخس جهود الباقين الذين أدوا شخصياتهم بإجادة وإتقان، بجانب الصوت والإضاءة، وبقية العناصر المساعدة التي خدمت العرض المسرحي.
مشاركة :