تحقيق: عايدة عبد الحميدازداد إقبال المستهلكين على عمليات الشراء، عبر المواقع الإلكترونية المتخصصة في التسويق، وأكد متسوقون أن تجاربهم في عمليات التسوق الإلكتروني كانت إيجابية وذات فوائد قيمة، خصوصاً عند الشراء من مواقع معروفة وموثوقة، وتوفير سلع غير مطروحة بالأسواق المحلية، وأشاروا إلى أن توجههم إلى هذا النمط التسويقي عبر الشبكة الإلكترونية، جاء لأسباب عديدة على رأسها، ميزتها التفاعلية الفريدة، المتمثلة في فوريّة الشراء بمستوى عالٍ من الراحة والسهولة، وتوجه الإعلانات فيها بصورة شخصية وفردية، وهي وسيلة فعالة أيضاً في الاحتفاظ بولاء العميل ورضاه بشكل دائم. في ذات السياق حذر آخرون، خلال حديثهم ل «الخليج»، من عمليات الشراء من مصادر غير موثوقة، والتي لا تخلو من عمليات غش في نوعيات السلع والأسعار، أضف إلى ذلك أن هناك عدداً من المواقع غير المعروفة على شبكة الإنترنت، تجذب المشتري إليها من خلال عرضها لسلع بأثمان زهيدة مقارنة بأمثالها، مؤكدين أن عملية التسوق الإلكترونية مرغوبة ومفيدة لشريحة واسعة من الناس، وتتمثل سلبياتها في الوقوع ضحية عملية نصب، إذا تم الشراء من موقع غير موثوق به، أو تنافي سمات المنتج الحقيقية مع كل المميزات الوهمية التي تسهب المواقع في وصفها.يضاف إلى ذلك عدم إمكانية التفاوض في السعر أو مواعيد التسليم وغيرها من الأمور، لعدم وجود تواصل وجهاً لوجه بين المتسوق والبائع، كما يمكن رؤية المنتج فقط عبر الصورة وبعد استلامها، إذا لم تطابق الصورة التي يتخيلها المتسوق وقرر عدم استلامها، يكون عليه دفع مصاريف شحنها في جميع الأحوال.مريح وسهلأنا من عشاق التسوق الإلكتروني على الإنترنت؛ لأنه مريح وسهل، بهذه الكلمات بدأ محمد عبيد هلال، مذيع ومقدم برامج شبكة قنوات دبي، وأضاف، غالباً ما تكون الأسعار أرخص عن أسعار السوق التقليدي، حيث التسوق الشبكي من أفضل ما أنتجته التكنولوجيا الحديثة؛ لأنه يوفر الكثير من الوقت والجهد، كما يمكن العثور على بضائع غير موجودة في الأسواق والمحلات.وأشار علي سالمين بادعام، رئيس قسم تنسيق وتنظيم العمليات الفنية بمؤسسة الشارقة للإعلام، إلى أن الشراء عبر الإنترنت سهل ويوفر الوقت، وأشار إلى أن المواقع الموثوق بها، حتى وإن حملت فروقاً سعرية بسيطة، فإنها تحمل للعميل الثقة والأمان، وقال، إن مواقع النصب والاحتيال تخفض الأسعار كي تغري العملاء بالشراء منها، لذلك أبتعد عنها نهائياً.تكون حذرةبعض المواقع الأخرى يساعد بشكل كبير على شراء هدايا المناسبات، هذا ما أشارت إليه أثير بن شكر، المذيعة بإذاعة الأولى 107.4 (إف إم)، وقالت إنها تتسوق عبر الإنترنت في كثير من الأحيان، لكنها تكون حذرة من عمليات النصب والتحايل التي يتعرض لها العملاء، وخصوصاً مع مواقع لا تُعرف مرجعياتها الدولية ولا القانونية، مؤكدة أن كل العمليات التي تتم عبر الإنترنت تحمل عامل مخاطرة، سواء أكانت تجارية أم اعتيادية، كون المستخدم يقدم معلومات شخصية بطريقة أو أخرى.وبدورها قالت ريهام شوقي، خريجة جامعية، إن من أكثر المواقع التي أتعامل معها في مجال الشراء من شبكة «النت» مواقع الأطعمة والمطاعم الموجودة، لأختار ما أريد وبعد فترة بسيطة أجده أمامي ومعه شيك الدفع، وهذا بالطبع يوفر لي وقتاً طويلاً قد يهدر في الذهاب إلى هذه الأماكن، خصوصاً أن طبيعة عملي لا تسمح بذلك.آراء الآخرينيستخدم علي بني ياس النت للتسوق، وهنا يقول، أول ما يجذبني أحدث الأجهزة الإلكترونية التي غزت العالم، ولم تظهر بعد في الأسواق العالمية، وأهم ميزة لمواقع البيع المختلفة على الإنترنت أنها تعرض السلع للبيع، مصحوبة بآراء الآخرين الذين اشتروها من قبل، مما يعطيك فكرة أفضل عن أية سلعة تفكر في شرائها.ويضيف: هناك إشكالات في الشراء عبر الشبكة العنكبوتية، على رأسها تأخير التوصيل، ويذكر هنا أنه اشترى فستاناً غالي الثمن وصل لزوجته، بعد شهر تقريباً، وقال إنه اضطر لشراء هدية جديدة بمبلغ آخر.مواصفات مختلفةنعم أفضل الشراء على الإنترنت، بهذه الكلمات بدأت راما مهنا، إعلامية حديثها، وأضافت: ولكن ليس على كل المنتجات، ومثلاً لو تعرفين قياسك جيداً فهناك ملابس رائعة وأرخص على الإنترنت، وهنا التجربة هي التي تحكم، وأحياناً أقوم بشراء فستان، وفي الصورة يبدو واضحاً أنه من قماش محدد، ولكنه على الواقع عندما أستلمه يكون مختلفاً كلياً، ومن واقع تجربتي في الشراء، فإن أفضل المنتجات التي يتم تسويقها عبر الشبكة العنكبوتية تتمثل في الإلكترونيات.واقع التجارب ومن واقع تجربته في الشراء عبر الإنترنت، يقوم علي المازم، موظف، بشراء الأدوات الكهربائية من شركة معروفة، حسب ما أشار في حديثه.وأضاف كل البضائع تصلني بالشكل الذي أرغب فيه، وأن عملية التسوق عبر الشبكة العنكبوتية، وفرت لي الكثير من الجهد واختصرت الزمن.حماية المعلومات الشخصيةطالب المستشار صلاح الحليان، الخبير المالي مؤسس بيزات، مستخدمي الإنترنت بضرورة إدراك بعض الأمور حول التسوق الآمن عبر الإنترنت، وحماية المعلومات الشخصية، ولفت إلى بعض الإيضاحات التي يجب الانتباه إليها؛ لتفادي سلبيات التسوق عبر الإنترنت، والتي تتضمن ضرورة التأكد دائماً من مسؤولية الموقع عن استخدام المعلومات التي تدلي بها ومشاركتها مع الآخرين، على ألّا يعطي المستخدم أية معلومات حساسة، إلا إذا كان ذلك ضرورياً جداً لإتمام عملية الشراء.وأشار إلى أن محال الشراء عبر الإنترنت والمؤسسات المالية تطلب عادة من العملاء التسجيل لاستعمال خدماتهم، ويطلب من العملاء تقديم بياناتهم الشخصية مثل العنوان ورقم الهاتف قبل إكمال العملية، فإن كان المستخدم جديداً على المعاملات عبر الإنترنت، فقد يساوره بعض الشك، وقد تطلب مواقع التجارة الإلكترونية والمؤسسات المالية الحصول على بياناتك الشخصية التي تحتاج إليها؛ لإتمام العملية التي طلبتها أو للتأكد من أن الشخص المتقدم لها لا ينتحل شخصية شخص آخر، كما يطلبون هذه البيانات الشخصية لتقديم خدمات شخصية خاصة.وحذر من إرسال أيٍّ من معلومات الدفع الخاصة بالعملاء عبر البريد الإلكتروني، باعتبار أنه غير آمن مطلقاً، لذا لا بد من تجنب إرسال معلومات الدفع الخاصة عبر البريد الإلكتروني، علماً بأن جميع المواقع الإلكترونية للتجار الذين يتمتعون بسمعة جيدة تستخدم تقنيات التشفير؛ لحماية البيانات الشخصية، والحيلولة دون التمكن من قراءتها من قبل الآخرين، أثناء عملية الشراء عبر الإنترنت، وبعض الجهات تتيح لك إمكانية إرسال فاكس أو الاتصال للتبليغ عن معلومات الدفع، إذا رغبت في عدم إرسالها عبر الإنترنت، أضف إلى ذلك ضرورة الاحتفاظ بسجلات عمليات الشراء عبر الإنترنت؛ لاستخدامها في حالة وجود مشكلة، وطباعة جميع المعلومات المهمة المتعلقة بتفاصيل الشراء والدفع والتسليم، والتأكد من البطاقة الائتمانية، وكشوف الحسابات البنكية، وفي حال وجود شكوك في بعض الأمور، لا بد من الاتصال بالبنك أو الموقع الإلكتروني للمؤسسة المالية التي يتعامل معها العميل.وأكد الحليان أن هناك مسؤولية مجتمعية تقع على عاتق البنوك المحلية والمؤسسات المالية لتوعية العملاء بالوسائل الآمنة في المعاملات الإلكترونية المالية، كما تبدو الحاجة ماسة لمعرفة حجم الخسائر المالية لعمليات القرصنة الإلكترونية على المستوى المحلي، من خلال إعداد نظام إحصائي ومعلوماتي دقيق، لا سيما أن حركة التطور الإلكتروني تتطلب المواكبة والاستفادة منها، بشرط توفر الوسائل الآمنة للمستخدم.التحذير من قراصنة الإنترنتحذر المستشار المالي صلاح الحليان من مخاطر التسوق عبر الإنترنت؛ بسبب وجود برامج مؤذية يمكن أن يبعث بها قراصنة الإنترنت إلى أجهزتهم، لا سيما إذا كانت هذه الأجهزة تعمل بأنظمة قديمة، وأكد أن قراصنة الإنترنت يستغلون ثغرات أمنية موجودة في النسخ القديمة من نظام التسوق الإلكتروني؛ للتلاعب بالمتسوقين والسيطرة على أجهزتهم، في إشارة إلى أنه عندما يدخل المستخدم بحسن نية إلى موقع التسوق يحاول البرنامج الخاص بالقرصنة البحث عن نقاط الضعف في متصفح الإنترنت ونظام التشغيل والبرامج الأخرى الخاصة بالمستخدم، بحيث يستطيع القرصان الإلكتروني التسلل إلى داخل أنظمة تشغيل كمبيوتر الضحية، ويقوم بتنزيل برنامج مؤذٍ، دون أن يتم اكتشافه. وأوضح أن كثيراً من المتسوقين لا يستطيعون اكتشاف أن أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم تعرضت للقرصنة، ولكن القراصنة بعد تنزيل هذه البرامج المؤذية يكون بمقدورهم الاطلاع على الأرقام السرية والبيانات الشخصية الخاصة بالمستخدم، بل والسيطرة على جهاز الكمبيوتر، واستخدامه في إرسال رسائل بريد إلكتروني دعائي. نمو التجارة بالهاتف في الإماراتاحتلت الولايات المتحدة والهند والصين صدارة أهم 3 وجهات تسوق بالنسبة للمستهلكين في الإمارات، بحسب التقرير العالمي السنوي الثالث للتجارة عبر الحدود 2016 من «باي بال»، الذي يسلط الضوء على الشرق الأوسط، باعتباره إحدى المناطق التي تضم أعلى نسبة من المتسوقين عبر الحدود على الإنترنت.وأشار التقرير إلى أن المستهلكين في الإمارات يواصلون زيادة نسبة تسوقهم عبر الإنترنت، حيث تسوق 68% من الأشخاص البالغين في دولة الإمارات عبر الإنترنت خلال عام 2016، مقارنة مع 63% في عام 2015.وجاءت دولة الإمارات ضمن الدول الثلاث الأولى التي شملتها الدراسة من ناحية أعلى معدلات لعمليات الشراء عبر الحدود، التي تتم عن طريق الأجهزة المحمولة (مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية)، وتليها مصر ونيجيريا على مستوى مناطق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.ومع الانتشار الواسع للهواتف المحمولة في الإمارات، تزداد أعداد المتسوقين عبر الإنترنت، ممن يفضلون الشراء باستخدام هواتفهم المحمولة، ليؤدي ذلك إلى نمو في الإنفاق عبر الهواتف المحمولة، تقدر نسبته ب 29% بين 2015 و2016 ليبلغ حوالي 10 مليارات درهم، مع توقعات بتواصل الزخم خلال 2017، ليحرز نمواً إضافياً 27%.وتتنوع الأسباب الرئيسية التي تدفع المتسوقين في الإمارات للشراء من مواقع الإنترنت خارج بلدانهم، فالبعض يرى في هذا الأسلوب طريقة آمنة للشراء، (وفق اختيار 47% من المتسوقين في الإمارات عبر الإنترنت، والذين رأوا فيه دافعاً للشراء من المواقع الإلكترونية في دول أخرى) بالإضافة إلى الشحن المجاني للسلع (44%)، وإثبات أصالة المنتج (43%)، ويواصل إجمالي الإنفاق عبر الإنترنت نموه في الإمارات، وتشير التوقعات إلى أنه سيبلغ 33 مليار درهم بحلول 2018. وكشف التقرير عن قيام 68% من الأشخاص البالغين في دولة الإمارات بالتسوق عبر الإنترنت خلال الأشهر ال 12 الماضية مقارنة ب 63% في عام 2015. دفع مباشرالتسوق الإلكتروني، بحسب ندى عبد الحميد، موظفة، كما تقول: يضمن لي دفع ثمن ما حصلت عليه من أطعمة مباشرة، ومن دون إدخال بطاقة الائتمان الخاصة بي على شبكة الإنترنت، وهو أيضاً يوفر نوعاً من الحماية، وكذلك أعتبر التسوق من الصيدليات ومحلات الزهور من أهم الخدمات المتميزة التي تتيحها شبكة الإنترنت، فيكفي أنه يجعل بإمكانك إرسال زهور إلى صديق في دولة أجنبية وأنت في مكانك.تعمل ناهد عبد الله في تجارة العبايات، فبعد أن اختارت «البضاعة» تواصلت مع المورد، وحوّلت المبلغ على حسابه البنكي الخاص، إلا أن الطلب تأخر فاتصلت به، فوجدت هاتفه مغلقاً، وتبيّن أن الموقع كان وهمياً.أصابت الدهشة نور محمد، عندما تم توصيل فستان لها بعد شرائه من أحد المحلات الشهيرة، حتى ظنت أن أصحاب المحل أخطؤوا في العنوان؛ لأن الفستان الذي طلبته لا يشبه الذي رأته في الإعلان الخاص بالمحل، واضطرت لإرجاعه مما سبب لها خسائر مادية وضياعاً في الوقت.وشنت فاطمة النقبي هجوماً على الشركات التي تروج إعلانات كاذبة أفقدت ثقة الناس بالتسوق عبر الإنترنت، وكان لها تأثير سلبي في عمل الشركات الحقيقية، التي تسوق لمنتجاتها عبر الإنترنت، ودعت الأشخاص الذين يتسوقون عبرها إلى التأكد من وجود موقع حقيقي لأصحاب المنتجات؛ ليتسنى للمتسوقين مراجعتهم وإرجاع أو استبدال البضاعة التي لم تعجبهم.
مشاركة :