رجل أعمال مخضرم وعصامي، يُعد من جيل المؤسسين لقطاع الأعمال في المملكة، فقد بدأ أعماله قبل ستين عاماً، وقد ساهم الشيخ محمد بن عبدالعزيز الشعلان مع الرعيل الأول من التجار السعوديين في إرساء دعائم سوق الغذاء في المملكة، رعى أعماله بشكل مهني، وعمق وجود العلامة التجارية التي يحيطها باهتمامه (أرز الشعلان) حتى أصبحت واحدة من أهم العلامات التجارية في هذا المجال. يملك الشيخ محمد الشعلان رؤية ثاقبة تجاه المعطيات الاقتصادية المحركة للسوق المحلي مدعوماً بخبرة كبيرة اكتسبها من خلال رحلة طويلة أثمرت عن هذه المكانة التي تحتلها شركة الشعلان اليوم في السوق المحلي. في الحوار التالي جلسنا إلى الشيخ محمد بن عبدالعزيز الشعلان لنسأله عن رؤاه تجاه كثير من المتغيرات في سوق الغذاء السعودي التي يشهدها اليوم. *كيف ترون التحولات التي مر بها سوق الغذاء في المملكة خلال العقود الماضية؟ - يمثل سوق الغذاء في أي بلد زاوية مهمة من زوايا الاقتصاد الحيوية والمؤثرة في اقتصاد ذلك البلد، وقد شهد سوق الغذاء في المملكة تحولات كبيرة وجوهرية خلال العقود المنصرمة، مدعومة بالتحولات الاقتصادية الكبيرة التي شهدها الاقتصاد السعودي خلال مراحل الطفرات الاقتصادية المتعاقبة، ولعل أبرز العوامل التي أثرت بشكل واضح في مراحل تطور سوق الغذاء في المملكة الاستقرار السياسي الذي تعيشه المملكة، والنمو السكاني المضطرد خلال العقود الأخيرة، وكذلك تنامي عملية الصناعة الوطنية في مجال الغذاء، مما عزز من مكانة سوق الغذاء السعودي وجعله يحتل مكانة متقدمة بين أسواق دول المنطقة، إضافة إلى عامل آخر يتمثل في توجه روؤس أموال كبيرة للاستثمار في الأسواق المركزية الكبيرة المتخصصة في بيع المواد الغذائية في مختلف مدن المملكة خلال العقدين الأخيرين، مما أوجد زخماً كبيراً في سوق الغذاء المحلي من خلال أعداد شركات الأغذية المحلية والعالمية التي تتنافس على تعزيز مكانة منتجاتها على رفوف تلك الأسواق المركزية الكبيرة. * كيف أثرت كل تلك العوامل التي ذكرتها على قيمة سلة الغذاء السعودية من حيث تكلفتها على المستهلك؟ - كان لذلك تأثير ايجابي بلا شك على قيمة سلة الغذاء السعودية وتدني تكلفتها على المستهلك السعودي والمقيم في المملكة، فقد ساهمت تلك العوامل التي ذكرتها آنفاً في حفاظ سلة الغذاء المحلية على تكلفتها التي تُعد الأقل بين سلات الغذاء في دول مجلس التعاون الخليجي، وهي الأقل تكلفة منذ عقود، مدعومة بالاستقرار الاقتصادي الذي تعيشه المملكة، وكذلك السياسة الاقتصادية التي تنتهجها المملكة والتي أدت إلى قوة رأس المال المستثمر في مجال صناعة واستيراد الغذاء، الأمر الذي ساهم في تعاظم القوة الشرائية في السوق السعودي مما جعله أحد أهم الأسواق إقليمياً للشركات العالمية الصانعة للغذاء، كما أن القوة الشرائية للمتسوقين في المملكة تعد الأكبر خليجياً، مما زاد من حجم الاستمثارات في سوق الغذاء المحلي، وجعله مستقراً رغم كل التحولات العالمية والظروف الإقليمية غير المستقرة طيلة السنوات الماضية. سوق الأرز في المملكة يحظى بمنافسة قوية كفيلة بالسيطرة على الأسعار والحفاظ على الجودة * كيف يمكن لسوق بهذا الحجم أن يؤثر ايجابياً في حياة المجتمع السعودي؟ - هناك تأثير كبير وبالغ لضخامة وقوة سوق الغذاء في المملكة في مناحٍ كثيرة من حياة المجتمع السعودي، فالرخاء الاجتماعي يتمثل في أهم صوره حين تتوفر الأغذية بكافة أصنافها ومن خلال خيارات كثيرة أمام المستهلك وبأسعار تعد الأرخص على مستوى الخليج مثلما ذكرنا، كما أن هذه الوفرة تمكن المستهلك دائماً من الحصول على المنتج الغذائي الذي يريده وكذلك على بديله، بحيث تتوفر أمام المستهلك خيارات شتى ينتقي ما يشاء منها حسب رغباته، وحسب السعر الذي يناسبه، وهذه حين تتوفر في أي مجتمع فإنها أحد أهم مؤشرات الرخاء، إضافة إلى ذلك فإن لتنامي الأسواق المركزية وأسواق الغذاء الكبرى دوراً اقتصادياً مهماً في توفير وظائف للمواطنين، كما أن المنافسة الكبيرة بين تلك الأسواق تنعكس بشكل ايجابي على أسعار السلع الغذائية بشكل مباشر. * كونكم تملكون واحدة من أهم العلامات التجارية في مجال الأرز وهي أرز الشعلان، هل لنا أن نعرف أين موقع هذا المنتج في سوق الغذاء المحلي اليوم؟ - شكل الأرز الطبق الغذائي الأهم عالمياً منذ زمن ليس بالقريب، وفي المملكة عرف الناس الأرز حينما عرفوا بدايات الرخاء والاستقرار السياسي والاجتماعي بُعيد توحيد البلاد بشكل بات فيه الغذاء متوفراً بالتزامن مع الاستقرار الذي بدأ في البلاد آنذاك، وظل الأرز محافظاً على قيمته ومكانته في المطبخ السعودي إلى يومنا هذا على الرخم من انفتاح المطبخ السعودي على أطباق مختلفة، إلا أن الأرز لا زال هو الخيار الأهم على المائدة السعودية إلى يومنا هذا، ويبرز التنافس الكبير بين العلامات التجارية المهمة في مجال الأرز في المملكة أهمية هذا المنتج الغذائي ذي القيمة الغذائية العالية، والذي ارتبط كذلك بكونه طبقاً يمثل الكرم والوجاهة، فالعزائم والمناسبات السعودية تقوم بشكل أساسي على الأرز كطبق رئيسي في تلك المناسبات، كذلك فإنه حتى في المطاعم يعتبر الأرز أحد أهم الوجبات التي عليها طلب كبير من قبل مرتادي تلك المطاعم، ما يؤكد ارتباط هذا المنتج بالمجتمع السعودي والخليجي بشكل عام، وهو ارتباط وثيق بدأ منذ عقود مضت. * لكن أسعار هذا المنتج ارتفعت في السنوات الأخيرة ارتفاعاً كبيراً قد يحد من ارتباط الناس بهذا المنتج على المدى القريب؟ - منتج الأرز من المنتجات الوفيرة والتي قد يبقى الكيس الواحد منه بوزن 40 كجم في البيت لمدة تقترب من السنة ضمن استهلاك الطبخ الأسبوعي لأسرة صغيرة، فحين يدفع المستهلك مبلغا يبقى لقرابة السنة فهو مجد بالتأكيد، إضافة إلى المنافسة في السوق المحلي بين شركات الأرز هي منافسة قوية جداً، والمنافسة دائماً تؤدي إلى الوصول بالأسعار إلى أدنى مستوياتها، وبالجودة إلى أعلى مستوياتها بغية الظفر بحصة سوقية جيدة، وهذا يؤكد أن الارتفاع الذي شهدته أسعار الأرز خلال السنوات الماضية كان مصدره بلاد المنشأ وظروف زراعة وتصدير هذا المنتج، كما أن السلوك الغذائي للناس قد تغير، فرغم تعلقهم بالأرز ومكانته المتقدمة على المائدة السعودية، إلا أنه لا يطبخ كل يوم، وهذا ما يجعل كيس أرز أو اثنين كافيين لعام كامل لدى أغلب الأسر. * ما مدى قوة علاقة الشركات السعودية المالكة لعلامات الأرز بزارعي ومصدري الأرز؟ - هي علاقة قوية،،متجذرة، وتوشك أن تصبح علاقة شراكة، فنحن كشركة الشعلان لدينا علاقات مع مزارعي الأرز ومصدريه في بلاد المنشأ تزيد عن الخمسين عاماً، وهي علاقات تمكنا من خلالها من توفير منتج أرز الشعلان الذي بنى مكانته في السوق المحلي على مدى العقود الماضية، وكسب ثقة ورضا العملاء الذين توارثوا تفضيل أرز الشعلان لأجيال متتالية، بالنظر إلى العناية الكبيرة التي يجدها أرز الشعلان منذ مراحل الرزاعة إلى الحصاد والتنظيف والتغليف والتصدير والتخزين ضمن مراحل تتم بعناية كبيرة مكنت أرز الشعلان من أن يصبح خياراً أولياً لسيدات المطبخ في المملكة والخليج، وهي ثقة كبيرة تنظر لها الشركة بعين التقدير، كما أنها تمثل دافعاً كبيراً لنا للمضي قدماً نحو مزيد من تعزيز مكانة أرز الشعلان والحرص الكبير على تمتعه بكل العوامل الأساسية التي حققت له هذه المكانة لدى المستهلكين في المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج العربي، مدعومين بثقة عملائنا والتعاون الوثيق الذي يربطنا بشركائنا المزارعين.
مشاركة :