دخلت السياسة في الدين، فأصبح الدين مسيَّساً، فأي دين نتبع؟ ودخلت السياسة في الثقافة، فأصبحت الثقافة أيضاً مسيَّسة، فأي ثقافة نمارس؟ دخلت السياسة في الاقتصاد، فأصبح الاقتصاد مسيَّساً، فبأي اقتصاد نثق؟ قاموا بإدخال السياسة في جميع مجالات الحياة، فأصبحنا مرغمين على العيش في مجالات الحياة المختلفة كما تجري السياسة، وكما يريد السياسيون، فأحداث حياتنا أصبحت وفقاً لما تقرره السياسة، فأصبحت السياسة لعبة داخل الملعب وخارجه، يشارك فيها اللاعبون والجمهور وكل مَن يشاهد، ولا قوانين تحكمها. هل من الضروري أن تكون السياسة موجودة في جميع مجالات الحياة، فتصبح هي العنصر الأساسي الموجّه للأحداث، فتكون العامل المؤثر في المجالات التي لا علاقة لها بالسياسة نفسها. وكيف للسياسة أن تحكم تصرفاتنا الشخصية، فتصبح الاختلافات السياسية حتى ولو كانت بسيطة سبباً لمشاكل كبيرة، فما سبب هذه الفجوة الكبيرة التي تستطيع السياسة القيام بها فقط بسبب الاختلاف بوجهات النظر والانتماءات، فينشأ كره وحقد بين الناس بسببها. السياسة كلمة، من معانيها تقبّل الآخر، وتقبّل الرأي الآخر، وكل ما هو مختلف عنا، لكننا نمارس السياسة بسلبياتها، فأصبحنا ندخلها بحياتنا الشخصية وبتعاملنا مع الآخرين وبحبنا وكرهنا للناس. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
مشاركة :