أكّد وكيل معهد خادم الحرمين الشريفين لدراسات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وأستاذ الأدب المساعد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الدكتور محمد بن عبدالواحد المسعود، أن تسلُّم خادم الحرمين الشريفين الدكتوراه الفخرية في مجال خدمة القرآن وعلومه وسام فخر لجامعة الإمام ومنسوبيها. وقال "المسعود": القرآن الكريم خير الكتب التي أنزلها الله - سبحانه وتعالى - على نبيه -صلى الله عليه وسلم - وأحكمها، وأتمها.. وتضمن ذلك الكتاب العظيم أفضل الشرائع، وأكملها وأكثرها سماحة وعدلاً وإنصافاً، واحتراماً للإنسان، وحفظاً لحقوقه، وإقامة لاحتياجاته التي تكفل له حياة طيبة كريمة؛ خالية من العنف والتشدّد والتناحر والشقاق، حياة قائمة على التواصل بين بني البشر، والحوار بين الحضارات والأمم، تحقيقاً لقوله تعالى: " وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا". وأضاف: قد أظهر المسلمون على مر العصور اهتماماً ظاهراً بكتاب ربهم، ودستور حياتهم.. وتنوّعت أشكال تلك العناية بين جمعه ونسخه، وطباعته، ونشره، وحفظه، وتحفيظه، ومدارسته، وتأمل أوجه الإعجاز فيه، واستظهار مكامن الإبداع في آياته، إضافة إلى السعي إلى نشره في العالم، وبيان أثره الإيجابي في مناحي الحياة كافة. وفي العصر الحديث قيّض الله تعالى لكتابه العظيم دولة مباركة كريمة، جعلت القرآن الكريم دستور حياتها، ومصدر أنظمتها، ومحرّك نهضتها، وقائدها في شؤون حياتها كافة، إنها المملكة العربية السعودية بلد الإسلام، ومهوى أفئدة المسلمين، وبلد الحرمين الشريفين. وتابع قائلاً: بلد عظيم نذر ولاة الأمر فيه - رعاهم الله - أنفسهم ووطنهم وشعبهم في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين، مع تسخير كل إمكانات المملكة العربية السعودية في سبيل ذلك. وقال "المسعود": المتتبع للتاريخ الحديث يجد تلك العناية الكريمة المباركة قد بدأت منذ عهد الملك المؤسّس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -، وامتدت في عهد أبنائه من بعده: الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله -رحمهم الله جميعا -، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله وجزاه خير الجزاء - تعاظمت أشكال العناية، وتنوّعت مظاهر الاهتمام، ومنها: إنشاء جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، ورعايتها، ودعم برامجها وفعالياتها وأنشطتها، إضافة إلى إنشاء الكليات والأقسام المتخصّصة في تعليم القرآن وعلومه، ورعاية المسابقات المحلية والإقليمية والدولية في حفظ القرآن الكريم ومدارسته وتعلمه وتعليمه، وخدمة علومه المختلفة، ودعمها بالجوائز والحوافز. ومن نماذج عنايته - رعاه الله - بكتاب الله؛ إطلاق جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره للبنين والبنات؛ التي تهدف إلى تشجيع أبناء الوطن وبناته على الإقبال على كتاب الله ــ جلّ وعلا ــ حفظاً وفهماً وأداءً وتدبراً، إضافة إلى إذكاء روح المنافسة بين حفّاظ كتاب الله تعالى وحافظاته، والإسهام في ربط الأمة بالقرآن الكريم مصدر عزها في الدنيا وسعادتها في الآخرة، وإبراز اهتمام المملكة العربية السعودية بكتاب الله الكريم والعناية بحفظه وتلاوته وتجويده وتفسيره. ولا يخفى أثر تلك المسابقة على تنشئة أبناء الوطن وبناته تنشئة إسلامية سليمة، من خلال ترسيخ ارتباطهم بكتاب ربهم، وجعله منهاجاً لهم في حياتهم، وموجهاً لسلوكياتهم، ومنظماً لأخلاقهم، ومصدراً لمبادئهم وقيمهم، القائمة على النور والبصيرة الصادقة، والسماحة والحوار واحترام الحضارات والأديان والوسطية والاعتدال والوحدة والترابط، ونبذ التعصب والتشدّد والغلو والتطرّف في الأفكار والمعتقدات، والعنف والإرهاب بأشكالها كافة، والبُعد - كل البُعد - عن المبادئ الهدامة والأفكار الفاسدة، والأحزاب والجماعات والشبهات، والحذر - كل الحذر - من فتنها وضلالات أهلها ودعاتها؛ للإسهام بشكل كبير في بيان الصورة الصحيحة عن الدين الإسلامي، دين الحياة والسلام، والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة. وأضاف: من تجليات عنايته - حفظه الله - بالقرآن الكريم تكريمه من عديد من الجهات المعنية بتعليم القرآن الكريم، ومن ذلك تكريم جمعية (خيركم) عندما كان ولياً للعهد بجائزة خدمة القرآن الكريم عام 1434هـ؛ تقديراً لجهوده - جزاه الله خيراً - المباركة المتعدّدة في خدمة كتاب الله الكريم وأهله ودعم برامجه، ورعاية مناسباته ومسابقاته. ومن التجليات - أيضاً - كلماته التي ألقاها في عديد من المناسبات، ومن ذلك كلمته التي ألقاها في أثناء رعايته الحفل الختامي لمنافسات المسابقة الختامية على جائزته -رعاه الله - لحفظ القرآن الكريم: "إن من أجلّ النعم على أمة الإسلام نعمة القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين، فكلما تمسكنا بهديه بجميع شؤوننا كانت لنا العزة والمنعة، وكلما بعدنا عنه أصابنا الذل والتفرق". ومن النماذج كلمته التي ألقاها عند استقباله الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ؛ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، رئيس جمعية خيركم، وأعضائها: "إن القرآن الكريم نورنا وأساسنا، ونحمد الله أننا نرى الآن جمعيات خاصّة بتعليم القرآن الكريم وحفظه". ومن شواهد عنايته - يحفظه الله - تبرعه لعديد من جمعيات تحفيظ القرآن الكريم ومسابقاتها ومناسباتها المتنوّعة، فضلاً عن رصد الجوائز القيمة في عديد من المسابقات المحلية والإقليمية والدولية.. إضافة إلى دعم التقنية وتوظيفها لخدمة كتاب الله تعالى قراءة وحفظاً وتفسيراً، ومن ذلك دعمه مشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز لتعليم القرآن عن بُعد، الذي تنفّذه الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة "خيركم"، ويهدف إلى خدمة المسلمين في أنحاء العالم كافة، من حيث تعلم قراءة القرآن وتصحيح التلاوة باستخدام الأجهزة الذكية. ونالت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية شرف منح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - شهادة الدكتوراه الفخرية في مجال (خدمة القرآن الكريم وعلومه)؛ تتويجاً لجهوده العظيمة وأعماله الجليلة وعنايته المستمرة بكتاب الله تعالى. واختتم قوله: يشرفني وأنا أحد منسوبي هذا الصرح التعليمي الشامخ، أن أرفع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - خالص الدعاء، وأصدق الشكر والعرفان وأتمه؛ لموافقته السامية؛ التي تمثل دعماً وتأييداً لجهود الجامعة ووسام فخر لمنسوبيها على رأسهم معالي المدير، عضو هيئة كِبار العلماء الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل. كما أرفع إلى المدير، عضو هيئة كبار العلماء الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل؛ المباركة الخالصة بتسلُّم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - رعاه الله - شهادة الدكتوراه الفخرية في مجال (خدمة القرآن الكريم وعلومه)، وأكدت الجامعة بذلك وفاء منسوبيها على رأسهم معالي المدير، وإخلاصهم وصدق ولائهم لولاة الأمر - رعاهم الله - وتقدير جهودهم في خدمة الإسلام، وكتاب الله تعالى، واستشعاراً صادقاً لروح المواطنة الحقة التي تفرض ردّ صنائع المعروف التي بذلها قائد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله وسدّده - في سبيل خدمة كتاب الله تعالى.
مشاركة :