تونس - تشارك مسرحية "شقف" او "القارب" للمخرجة التونسية سيرين قنون في مهرجان الحمامات الدولي، وتسلط الضوء على جراح ومعاناة المهاجرين غير الشرعيين اثناء عبورهم رحلة مخفوفة بالمخاطر من اجل حياة آمنة ومرفهة. وقالت إدارة مهرجان الحمامات الدولي إن 40 عرضا فنيا يشمل الموسيقى والمسرح والسينما والرقص ستقدم في الدورة 53 لثاني أعرق حدث فني صيفي في تونس بعد مهرجان قرطاج الدولي. وافتتح مهرجان المدينة السياحية الشهيرة في تونس بعرض مسرحية "ثلاثين سنة مرت" للتونسي توفيق الجبالي في الثامن من يوليو/تموز. وسيقدم المهرجان لجمهوره أيضا عرض "الحلفاوين" وعرض "حبوبة يرقص ويغني" للموسيقى الشعبية والعرض الموسيقي "جادو" للثنائي فائز علي فائز وتيت روبان. وسيعرض المهرجان مسرحيات منها "حديث أجيال" لفرقة الفنون المسرحية ومسرحية "حورية" لليلى طوبال ومسرحية "التالي" للسعد بنعبدالله. وسيعيش مسرح مهرجان الحمامات على إيقاعات الرقص بعرض "فوس كوش" لنجيب خلفالله وعرض بلانكا لي. وسيعرض خلال الدورة الجديدة فيلم "فاليريان ومدينة الألف كوكب" للمخرج الفرنسي لوك بيسون ومسرحية "الشقَف" حسب سيرين قنون لم تأت لتعيد تجسيد الواقع كما هو، لأن الفن مهما كان صادقا، لن يكون أبلغ من مأساوية الواقع بأعداده المفزعة ومشاهده الفظيعة، إنما هي مسرحية تتحدث عن تلك الشخصيات الهاربة من الواقع المرير،و من موت إلى موت آخر. مهاجرون غير شرعيون جمعهم "شْقَف" (قارب صغير) ليقتسموا الهروب والحلم، يحلم جميعهم بأرض جديدة يرسون فيها ذواتهم المتعبة. شخصيات تفرقها الحدود الجغرافية وتجمعها معاناة انسانية واحدة.." تلك هي فكرة عزالدين قنون التي لطالما حلم أن يجسدها تلاميذه من خريجي مسرح الحمراء والمركز العربي الإفريقي للتكوين والبحوث المسرحية الذي أسسهما وكوّن فيهما أكثر من 300 مسرحي. ذلك الحلم الذي كان مبرمجا أن يفتتح الدورة 17 من أيام قرطاج المسرحية السنة قبل الماضية، لكن المنيّة كانت أسرع منه ليرحل في 2015. مسرحية "الشقَف" هي مسرحية من اخراج سيرين قنون التي أصرت على تحقيق حلم والدها بالاشتراك مع مجدي أبومطر، لبناني الجنسية، وهو من أول خريجي المركز العربي الإفريقي للتكوين والبحوث المسرحية. ثمانية ممثلين من أربع جنسيات (البنين، سوريا، لبنان وتونس)، أبطال هذه المسرحية التي تحاكي الواقع الذي يحمل في طياته معاناة ودوافع المهاجرين غير الشرعيين للمخاطرة بحياتهم لعبور المتوسط بغية الوصول إلى مرسى وحياة أفضل. على متن القارب، تتحدث الشخصيات فيما بينها عن حكاياها وعن الأسباب التي دفعتها للهجرة. عبدالمنعم شويات، هو احدى الشخصيات "الحارْقة" على متن "الشقف" يحمل قضية الشباب الذين يعانون من التضييق الامني وتتعمق أزمته بالاغتيالات السياسية التي جدت في تونس بعد الثورة لتصبح فكرة الهجرة غير الشرعية لديه أهون من أن يعيش في بلد يضيّق على الحريات. غي أونص، هو ممثل مسرحي يجسد قضية الشباب الأفارقة الذين يركبون قارب الموت بحثا عن حياة أفضل في الضفة الشمالية للمتوسط. وريم حمروني "تحرق" لأن الوضع الذي تعيشه في تونس لا ينذر بخير، فتخيّر "الحرقة" على "العيشة المرّة" على حد قولها. ندى الحمصي تجسد شخصية أم تلتحق بابنها الذي سبقها إلى إيطاليا لتعيده إلى سوريا إيمانا منها أن مجد بلدها سيعود يوما ما. وللموسيقى والغناء النصيب الأكبر من حفلات الدورة الجديدة من مهرجان الحمامات التي ستحييها مجموعة من المطربين التونسيين والعرب والأجانب أمثال المصريين محمد منير وثامر أبوغزالة والفنانة دينا الوديدي واللبنانية هيام يونس والتونسيين عدنان الشواشي وزياد غرسة وياسين بولعراس.
مشاركة :