مدينة نيس تستذكر يوم الاعتداء المشؤوم خلال الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي

  • 7/14/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

نيس (فرنسا) (أ ف ب) - تقول فلورانس "صحيح ان الحياة تستمر، الا ان ما حصل كان فظيعا"، في اشارة الى الاعتداء بشاحنة على الجادة الرئيسية في مدينة نيس قبل عام بالتحديد، والذي ادى الى مقتل 86 شخصا. وتضيف فلورانس (52 عاما) من سكان نيس وهي تحاول حبس دموعها ان المهم "ان يتذكر الجميع ما حصل، ولا يمكننا طي صفحة حادث من هذا النوع، لكننا نحاول التأقلم". ووقعت للتو على احد السجلات الموضوعة في تصرف الجمهور على طاولات قبالة البحر في هذه المدينة الواقعة في جنوب شرق فرنسا. وتضع الحشود وسط صمت مطبق وبينهم عدد من الناجين القطع الصغيرة ال12 الفا التي تحمل الوان العلم الفرنسي الواحدة الى جانب الاخرى، لتشكيل رسالة عملاقة على الرصيف. وتحمل كل قطعة اسماء الضحايا ال86 مكتوبة على شكل قلب. ومع مرور الوقت يظهر باحرف ضخمة شعار الثورة الفرنسية "حرية واخوة ومساواة" على بعد بضع مئات الامتار من مكان وقوع المجزرة. ويسود جادة نيس الرئيسية التي رفعت الاعلام الفرنسية على جانبيها، صمت غير معهود. وقطعت حركة السير وشوهد مصطافون يسبحون قبالة فندق نغريسكو. وحده هدير الطائرات التي تهبط كان يسمع ما يثبت ان النشاط السياحي يبقى اساسيا في هذه المدينة. اما البلدية فارادت ان يكون احياء هذه الذكرى الالمية مميزا بعد ان اقامت مساء الخميس قداسا في كاتدرائية المدينة حضره ممثلون عن كافة الاديان. وخصص قسم كبير من وسط المدينة للمارة حيث شددت الاجراءات الامنية مع نشر عدد كبير من عناصر الشرطة باللباس المدني. وقررت محلات بيع الزهور في نيس توزيع الورد الابيض على المارة. كما قامت محطات تلفزيونية عالمية بتغطية الحدث. وبواسطة ميكروفون يقول رجل يرتدي قميصا اصفر اللون بتأثر شديد "جثث اطفال مشهد لا يحتمل!" مشيرا الى الرصيف الذي كان مليئا بالجثث والاشلاء. - "كنت هناك!" - وعلى مسافة قريبة تغادر الاسر التي فقدت قريبا والناجون بحزن كبير حديقة فيلا ماسينا بعد قداس شاركت فيه كافة الاديان. وتقول بولين السائحة الايرلندية التي تزور منذ 10 سنوات الكوت دازور لتمضية عطلتها الصيفية "نفكر بالاسر. انه امر محزن جدا خصوصا بالنسبة للاولاد. ان 14 تموز يكون عادة يوما سعيدا". وترتدي بولين فستانا ابيض وحذاء زهريا وتعود برفقة زوجها الى شقتهما الصغيرة في نيس القديمة وتقول "كنت خائفة قليلا لكنني مسرورة لقدومي". وانهارت امرأة، وتحاول متطوعة من البلدية تهدئتها. وتقول "كنت هناك!". وتضيف "كنا على الشاطىء. كان الامر مروعا ووحشيا". وتابعت انها سهرت الى جانب جثة فتاة صغيرة دهستها الشاحنة قبل عام "كان عمرها خمس سنوات. لا تفارق صورتها ذاكرتي". بعد عام على الاعتداء تقول السائحة الايطالية ماريا لويزا (69 عاما) انها "لا تزال لا تصدق ان امرا كذلك يمكن ان يحدث. امر نراه فقط في الافلام او في مناطق بعيدة من العالم". واعد ايطاليون بطاقة تعاز تحمل كلمات للشاعر الشهير دانتي عن الحب والنور. اما ايميلي بوتيجان رئيسة جمعية ضحايا الاعتداء فتقول "يمكننا القاء اللوم على البلدية وانا اولهم (...) لكنهم قاموا ما بوسعهم القيام به". وفقدت ابنا في التاسعة من العمر. بعد الظهر ستكون الجمعية اول جهة تلقي كلمة خلال مراسم رسمية يحضرها الرئيس ايمانويل ماكرون. وحدادا لن يكون هناك مفرقعات او العاب نارية او طلقات مدفعية ظهرا. وفي الشوارع التجارية في وسط المدينة لم تغلق المحال التجارية ابوابها.كلودين رينو © 2017 AFP

مشاركة :