مع نهاية النسخة السابعة من مفاوضات جنيف، أعلن المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان ديميستورا، مبادرة لتحديد الأولويات لتسوية الأزمة المتشعبة، تبدأ بمحاربة الإرهاب، النقطة التي تتفق عليها جميع أطراف الأزمة. وقال ديميستورا، الذي التقى منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، ورئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري: "أنا واثق تماما أن اليوم ستسود الواقعية السياسية الحقيقية"، مشيرا إلى أنه يجب أن نبسط الحل ونسهله، لأن الأزمة متشعبة، لذلك يبدو الحل غير ممكن. وأوضح المبعوث الأممي أن الأزمة "بدأت من ثورة، واكتسبت بُعدا إقليميا، ثم تحولت إلى حرب بين الجيران، حتى أصبحت صراعا دوليا". وأكد أنه للوصول إلى تسوية لابد من تفكيك هذه التشعبات، والبدء من الخطر الذي يهدد الجميع، وهو الإرهاب الذي يتغذى من الصراع. وشدد ديميستورا على أنه إذا "لم تتم تسوية الأزمة السورية بالطرق السياسية، فإن ما سُمي بالأمس تنظيم داعش، والذي أصبح مثل الطفيليات الضارة، سينمو في أماكن، وتحت مسميات أخرى، كما وقع في العراق". إلى ذلك، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس، أن العمل جارٍ لإنشاء مناطق تخفيف التصعيد في إدلب. وقالت: "في الوقت الحاضر، العمل مستمر على تصحيح آلية وعمل مناطق تخفيف التصعيد، والتي تهدف إلى الحد من مستوى العنف في سورية، وتحسين الأوضاع الإنسانية للسوريين، كما أن العمل مستمر بالنسبة للمناطق الأخرى، في شمال حمص والغوطة الشرقية وإدلب". وفي وقت سابق، أكد المبعوث الأميركي الخاص للتحالف الدولي بريت مكغورك، أمس الأول، أن روسيا أبدت استعدادها لنشر مراقبين لمنع أي انتهاكات من جانب قوات الحكومة السورية لوقف إطلاق النار بجنوب سورية، مبينا أن الولايات المتحدة "سعيدة جدا" بالتقدم الجاري منذ بدء الهدنة الأحد الماضي. وفي إيران، أكد وزير الخارجية محمد جواد ظريف، الذي وصل أمس الأول إلى نيويورك، لحضور اجتماعات الأمم المتحدة، أن طهران تدعم وقفا شاملا للنار على امتداد سورية، لافتا إلى أنها كانت في صدارة المتصدين للإرهاب مع حكومات وجيوش وشعوب المنطقة. وفي السياق، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتزام بلاده والولايات المتحدة العمل على إنشاء مجموعة اتصال تضم إلى جانب الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، القوى الإقليمية، لإعداد خارطة طريق لفترة ما بعد الحرب في سورية، مشيرا إلى الاستعداد لإشراك ممثلين عن الرئيس بشار الأسد، الذي اعتبر مجددا أن رحيله عن السلطة "لم يعد شرطا". وعلى الأرض، حققت قوات سورية الديمقراطية (قسد) تقدما في معركتها مع تنظيم داعش في الرقة، بالسيطرة على حي البتاني في شرق المدينة، لكنها تواجه صعوبة في الاحتفاظ بمواقعها، جراء هجمات بسيارات مفخخة يقودها انتحاريون. ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، فإن "قسد" بعد سيطرتها بشكل كامل على حي البتاني، انطلقت إلى حي الرميلة المجاور. وفي حلب، هز انفجار عنيف المدينة قبل منتصف ليل الخميس- الجمعة، سُمعت أصداؤه في جميع أنحائها، وتبعته عدة انفجارات متلاحقة في مبنى فرع حزب البعث الحاكم.
مشاركة :