برلين - أعلنت ألمانيا الجمعة أن تركيا منعت مجددا زيارة نواب ألمان لقاعدة عسكرية في تركيا حيث ينتشر عسكريون ألمان، ما يزيد من توتر العلاقات بين البلدين. وقالت وزارة الخارجية الألمانية إن تركيا طلبت من النواب الألمان تأجيل زيارتهم المقررة الاثنين المقبل لقاعدة حلف شمال الأطلسي في قونيا، معبرة عن أسفها للقرار التركي. ويأتي التوتر الأخير بعد قرار برلين الشهر الماضي سحب قواتها المتمركزة في قاعدة انجرليك في تركيا حيث ينتشر 260 جنديا في اطار التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق وإعادة نشرهم وطائرات استطلاع في قاعدة الأزرق في الأردن. إلا أن ما بين 20 و30 جنديا ألمانيا بقوا في قاعدة قونيا كجزء من مهمة نظام آيربورن للإنذار المبكر والتحكم وهو جزء من حملة التحالف الدولي ضد التنظيم المتطرف في سوريا والعراق المجاورتين. وأوضحت الخارجية الألمانية أن كافة الأطراف بما فيها الحلف الأطلسي على تواصل وفي مباحثات لتحديد موعد جديد للزيارة. واعتبر رئيس لجنة الدفاع في البرلمان فولفغانغ هيلميش أن قرار تركيا الأخير بمثابة انكار جديد للحق في زيارة النواب للقوات الألمانية وأن أنقرة تعزي الأمر "للعلاقات الثنائية المتوترة". وأضاف هيلميش أنه لا يرى فرصة الآن لتمديد البرلمان انتداب هذه القوات الصغيرة في وقت لاحق من هذا العام. وتوترت العلاقة بين تركيا وألمانيا، حيث يعيش ملايين الاتراك، خصوصا منذ الانقلاب الفاشل في 15 يوليو/تموز 2016 ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وعبرت برلين عن عميق قلقها من الاعتقالات الجماعية وفصل آلاف من المشتبه بتواطؤهم بمحاولة الانقلاب. وموضوع التوتر الآخر بين أنقرة وبرلين، هو حالة دنيز يوجيل الصحافي الذي يحمل جنسيتي البلدين والمسجون منذ فبراير/شباط في تركيا التي تتهمه بـ"التجسس" والقيام بأنشطة "ارهابية". وما زاد من غضب أردوغان هو منعه مع وزراء أتراك من القيام بحملة سياسية ترويجية في ألمانيا خلال الشهور القليلة الماضية في اطار تأييد تعزيز سلطاته عبر استفتاء جرى في أبريل/نيسان، متهما ألمانيا الأسبوع الماضي بأنها تقوم "بانتحار سياسي". والتقى أردوغان وميركل الأسبوع الماضي على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ، لكن ميركل اعترفت لاحقا أن "الخلافات العميقة" لا تزال قائمة بين البلدين.
مشاركة :