مهرجان قرطاج ينبش في ذاكرة الموسيقى التونسية

  • 7/15/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مهرجان قرطاج ينبش في ذاكرة الموسيقى التونسيةتحمل عروض مهرجان قرطاج الدولي لهذه السنة رؤية تجسد الخطوط الفنية والمقامات التونسية طيلة ستين سنة بقراءة موسيقيّة معاصرة وبشكل بوليفوني راوح بين الأوركسترا الغربية، والآلات العربية والتقليدية الإيقاعيّة، ومزج بين الغناء التونسي والأوبرالي.العرب  [نُشر في 2017/07/15، العدد: 10692، ص(24)]عروض من عمق التراث تونس – سافرت أولى عروض مهرجان قرطاج الدولي في دورته الثالثة والخمسين بجمهورها في الزمان والمكان لتوثّق 60 سنة من الفن والإبداع التونسيين. وأحيت سهرة الافتتاح التي اختار لها المنظمون شعار “ستون سنة من الموسيقى التونسية”، وسط حضور جماهيري كثيف، الاركسترا والكورال الفيلهارموني بقيادة الموسيقار شادي القرفي، وشاركه في الغناء فنانون على غرار نورالدّين الباجي ومنجية الصفاقسي وعدنان الشواشي وسلاف ونور قمر ورشيد الماجري وأسماء بن أحمد ومحمد الجبالي وقاسم كافي. وأخذ العرض جمهور قرطاج بالعاصمة تونس إلى حقبة زمنية ازدهر فيها الفن المحلي كما استحضرت علامات مضيئة تركت بصمتها في عالم الغناء والموسيقى. كما عادت آلة الزّمن بالحضور إلى أغان وموسيقى خلدتها قامات فنية على غرار محمد التريكي والشاذلي أنور ومحمد رضا ورضا القلعي وعلي شلغم والصادق ثريا وصالح المهدي وقدور الصرارفي وصولا إلى جيل ثمانينات القرن الماضي كعبدالكريم صحابو ومن ظهر معه خلال تلك الفترة. وكان الحفل أيضا تجسيدا لخطوط فنية ومقامات تونسية طيلة ستين سنة بقراءة موسيقيّة معاصرة وبشكل بوليفوني راوح بين الأوركسترا الغربية، والآلات العربية والتقليدية الإيقاعيّة، ومزج بين الغناء التونسي والأوبرالي، مع استعراض البعض من الأغنيات الجديدة المعدّة خصيصا للعرض. وقد سعت سهرة الافتتاح إلى التنويع في الألوان الموسيقية التونسية التي نبشت في ذاكرة الفنّ التونسي ليتمّ تقديم عرض متكامل، وكان من بين هذه الأغانِي القديمة التي أداها الفنانون خلال السهرة “تبعني نبنيو الدّنيا زينة” و“خلي يقولو واش يهم” و“ما نحبش فضة وذهب” و”لليري يمة” و“الخمسة الي لحقوا بالجرّة”. ويعود تكوين الأوركسترا والكورال الفيلهارموني إلى الموسيقار شادي القرفي سنة 2013 وهو يضم عازفين من أساتذة الاختصاص الموسيقي في تونس وآخرين ناشطين في الأركسترات العالمية بأوروبا. وتخللت العرض أيضا فقرات راقصة صاحبت البعض من الأغاني الشعبية الإيقاعية للكوريغراف رشدي بلقاسمي جسدها في لوحتين الأولى بدا فيها شبيها بـ“ولد جلابة”، ذاك الراقص الشعبي الذّي عرف في عشرينات القرن الماضي عندما كان يقدّم عروضا في باب الجزيرة وسوق الحلفاوين من أحياء المدينة العتيقة التي تتحول ليلا إلى “كافيشانطات” (مقاه للغناء والرقص). وظهر في الثانية بلباس يعرف في تونس بـ“الدنقري” (لباس من قماش أزرق اللون) تمازج مع تعبيرات جسديّة ورقصات شعبية. أمّا اختيار شعار العرض فهو يتزامن مع اقتراب احتفاء تونس بذكرى 60 سنة على إعلان الجمهوريّة في 25 يوليو 1957 لما يحمله هذا التاريخ من رمزية لدى التّونسيين. وتتواصل فعاليات الدورة الـ53 من مهرجان قرطاج الدولي بالعاصمة تونس إلى غاية 19 أغسطس المقبل بمشاركة فنانين محليين وعرب وأجانب. وأثارت البرمجة الرسمية للمهرجان جدلاً بين النقاد وعامة الجمهور التونسي، بسبب ما اعتبره البعض “ضعفاً في الأسماء المشاركة والأعمال الفنية المبرمجة”، والتي لا ترتقي -وفق تقديرهم- لمهرجان دولي عريق في حجم قرطاج. غير أن مدير الدورة مختار الرصاع يقول إن الدورة الجديدة لم تخلُ من تنويع يستجيب لكل الأذواق الفنية.

مشاركة :