عام بعد محاولة الانقلاب في تركيا: تحولات سياسية وحملات تطهير وأردوغان "أقوى"

  • 7/15/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يحيي آلاف الأتراك السبت الذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرض لها الرئيس رجب طيب أردوغان الصيف الماضي. وبهذه المناسبة تنظم عدة فعاليات تكريما لمن سقطوا في هذا اليوم. وبالعودة على أحداث العام الماضي، يرى المحللون أن فشل محاولة الانقلاب أعقبها تحولات سياسية وعمليات تطهير منهجية وتوترات مع الغرب، إلا أن أردوغان خرج من هذه التجربة أقوى من ذي قبل. تحيي تركيا السبت ذكرى محاولة الانقلاب الفاشل في 15 تموز/يوليو الماضي لإطاحة الرئيسرجب طيب أردوغان. وأدى فشل الانقلاب ورد أردوغان الحاد في أعقاب ذلك إلى تغيير الوضع السياسي والاجتماعي والدبلوماسي لتركيا. ومنذ سنة، تقوم الحكومة بعملية تطهير واسعةغير مسبوقة في التاريخ الحديث للبلاد، وتلاحق بلا هوادة من تتهمهم بأنهم أنصار الداعية فتح الله غولن المتهم بتدبير الانقلاب الفاشل، رغم نفيه المتكرر من مقر إقامته في الولايات المتحدة. للمزيد: تركيا: تسريح أكثر من 7000 شخص من الشرطة والجيش والموظفين الحكوميين ويبدو أردوغان أقوى من أي وقت مضى، ويتهمه منتقدوه باستغلال حالة الطوارىء المطبقة منذ الانقلاب، لخنق أي شكل من أشكال المعارضة ولا سيما وسائل الإعلام التي لا تقف في صفه. مداخلة حسين أسد مراسل فرانس 24 حول تسريح 7 آلاف موظف عشية الذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب ونجمت أيضا عن الانقلاب الفاشل تأثيرات مهمة على العلاقات الدبلوماسية لتركيا المرشحة لدخول الاتحاد الأوروبي، والعضو في حلف شمال الأطلسي، وتوترت علاقاتها بالغرب توترا شديدا منذ سنة. ويلاحظ جان ماركو، الباحث المشارك في المعهد الفرنسي للدراسات الأناضولية، أن "تأثير الانقلاب الفاشل كان كبيرا"، مشيرا إلى أنه تبعته "إعادة تشكيل لمؤسسات الدولة" ترافقت مع "عمليات تطهير منهجية وجذرية". ليلة لم ينم فيها الأتراك ليل 15 الى 16 تموز/يوليو، لم ينم سكان أكبر مدينتين في تركيا، عندما كانت الطائرات الحربية تحلق فوق منازلهم، والمروحيات تطلق النار على متظاهرين معارضين للانقلاب، بعد أن نزلت دبابات الانقلابيين إلى الشارع. متظاهرون أتراك 15 يوليو/تموز 2016 عندها أعلنت مجموعة من العسكريين قالت إنها تريد إحلال "الديموقراطية" واطلقت على نفسها "مجلس السلام في البلاد"، أنها سيطرت على الحكم. لكن أردوغان شن هجوما مضادا من المنتجع البحري بجنوب غرب تركيا حيث كان في إجازة. وعبر شاشة هاتفه المحمول، دعا أنصاره للنزول إلى الشارع، فاستجاب لندائه عشرات الآلاف. للمزيد: أردوغان في إسطنبول: سأبقى مع شعبي والانقلابيون سيدفعون ثمنا باهظا : وحصلت واقعة حاسمة على أحد الجسور التي تربط ضفتي البوسفور وأعيدت تسميته منذ ذلك الحين "جسر شهداء 15 تموز/يوليو"، حيث أطلق انقلابيون النار على مدنيين. وفشل الانقلاب مع استسلامهم في الصباح الباكر. اعتبر أردوغان هزيمة الانقلابيين انتصارا للقوى الديموقراطية في تركيا. لكن الأمل في حمل السلطات على الانفتاح ولم الشمل سرعان ما تلاشى أمام حجم حملة الرد  التي نفذتها السلطات. حملات تطهير طالت الآلاف وقامت الحكومة التي توعدت باستئصال "الفيروس" بحملات تطهير كثيفة اعتقل خلالها أكثر من 50 ألف شخص وصرف أكثر من 100 ألف من وظائفهم او جمدت. اعتقالات في تركيا بعد فشل محاولة الانقلاب شملت عملية التطهير التي تجاوزت إطار من اتهموا بمناصرة فتح الله غولن، الأوساط المؤيدة للأكراد، الذين زج بأبرز قادتهم السياسيين في السجن، رغم أنهم عارضوا الانقلاب، وصحفيين معارضين، وناشطين في منظمة العفو الدولية غير الحكومية.   أردوغان في أوج قوته وبعد عام على نجاته من أخطر تجربة في حياته السياسية، يبدو أردوغان في الواقع في أوج قوته. فقد استعاد الإمساك بالجيش الذي قام بعدد كبير من الانقلابات في تاريخ تركيا، وحصل على تعديل للدستور يتيح له نظريا البقاء في الحكم حتى 2029. نجم عن ذلك انقسام عميق في المجتمع بين مؤيدي أردوغان ومعارضيه. وتمكنت حركة احتجاجية دفاعا عن "العدالة" يقودها زعيم حزب الشعب الجمهوري أبرز أحزاب المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو، من حشد مئات آلالاف من المستائين من الوضع في تظاهرة عارمة في إسطنبول الأحد الماضي بعد مسيرة 450 كلم من أنقرة. توتر مع الغرب لكن بعد سنة، لا تزال أنقرة  تجد صعوبة في فرض روايتها  ومبرراتها لحملات التطهير الواسعة على العواصم الغربية. وأسفر هذا عن توتر دبلوماسي. وردت أنقرة بغضب على الانتقادات الأروبية لانتهاك الحريات، وطالبت واشنطن بتسليم غولن، لكن واشنطن تجاهلت هذا الطلب حتى الآن. للمزيد: تركيا: غولن يندد "بالانقلاب الحقير" وبالحملة التي يشنها النظام ضد معارضيه احتفالات وتكريم ل250 "شهيدا" وتحيي تركيا السبت الذكرى السنوية الأولى لمحاولة الانقلاب، بتنظيم فعاليات عدّة. وقبل الفعاليات، يعقد البرلمان جلسةً خاصة يُشارك أردوغان ثم يشارك بعدها في مسيرة شعبية على جسر فوق البوسفور. وتتقيم احتفالات في أنحاء تركيا منذ الثلاثاء، لتكريم حوالى 250 "شهيدا" سقطوا في الانقلاب، بعد أن أصبحوا اليوم موضع إجلال كبير. وبحلول منتصف الليل بالتوقيت المحلي يُشارك الأتراك في تجمعات "ساعات الديموقراطية" في كلّ أنحاء البلاد لإحياء ذكرى نزول الناس إلى الشوارع في ليلة الانقلاب الفاشل. ثم يعود أردوغان إلى أنقرة لإلقاء خطاب في البرلمان الساعة الثانية صباحاً، أي التوقيت نفسه الذي تعرّض فيه مبنى البرلمان للقصف في ليلة محاولة الانقلاب. وسيزاح الستار عن نصب تذكاري للقتلى الذين سقطوا في تلك الليلة، خارج القصر الرئاسي في العاصمة. فرانس 24/ أ ف ب نشرت في : 15/07/2017

مشاركة :