كيف تُنعش النمو اللغوي لطفلك؟

  • 7/15/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن تعلم اللغة هو من الخاصيات الطبيعية التي يتعلمها الإنسان بشكل تلقائي، نستطيع أن نتلمس ذلك بسهولة من خلال تلك المواقف البديهية التي نشاهدها بين الأمهات أو الآباء وأطفالهم في مراحلهم الأولى، حينما يشيرون للأشياء ويسمونها لهم، فيستجيب لهم الأطفال بالانتباه البالغ أو بالتفاعل عبر الأصوات والحركات أو تكرار الكلمات، أو حتى السؤال المتكرر عن ماهية الأشياء في مراحل متقدمة. هنا أقدِّم بعض النصائح للأمهات والآباء، ليست شيئاً آخر سوى محاكاة لهذه الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ولكن أحياناً يتوجب لفت انتباه الوالدين إليها من أجل إنعاش النمو اللغوي لأطفالهم. تحفيز الرغبة غالباً ما يكون حرص الآباء والأمهات على أبنائهم سبباً في استباق رغباتهم بتلبيتها، خصوصاً في الشهور الأولى. من المهم أن يكون هناك مجال يُعطى فيه الطفل فرصة ليعبر عن حاجياته، كرغبته في الأكل أو شيء ليس في متناوله. يجب على الطفل أن يفهم أن عليه أن "يعبر" عن رغباته لكي يحصل على ما يريد حسب قدرته. الوالدان بدورهما يقومان بفك شفرات لغة طفلهما بشكل تلقائي مع الوقت، فتجدهما أقرب الناس إلى فهم بكائه، حركاته، إشاراته، وكلماته، فيكون التفاعل الناتج عن ذلك سبباً في إكساب الطفل ثقة أكبر في نفسه، وتحفيزه أكثر على الاستمرار في التعبير عنها. من المهم أن يكون الوالدان متأنيَيْن جداً في متابعة طفلهما وتأمل الطريقة التي يعبر بها، في البداية لن يكون الطفل واعياً لعملية التواصل التي يخوضها مع الآخر، ولكن مع استمرار التفاعلات سوف يتحول التواصل إلى عملية واعية بالنسبة له، بل سيصبح هو الفاعل الرئيسي فيها. الكلام مصدر للمتعة الكلام وتعلم الكلام لا بد أن يكون عملية ممتعة بالنسبة للطفل. يجب أن يكون مستمتعاً بالتواصل مع الآخر. عندما يتحول تواصلنا مع الطفل إلى مجموعة من الأوامر أو الملاحظات السلبية، من المؤكد أن الطفل سيجيب عمَّا نقول، ولكن من المؤكد أنه لن يكون مستمتعاً بذلك. ولذلك وجب الوعي بضرورة البحث عن مواضيع ممتعة تثير اهتمام الطفل، ويتم تداولها من خلال اللعب والأنشطة المتنوعة في جوٍّ من المرح من شأنه أن يجعل عملية التواصل أمراً ممتعاً ووسيلة لتقوية العلاقة معه. من المهم أيضاً ألا تتم ممارسة نوع من الضغط على الطفل لكي يتكلم، فمن المؤكد أن ذلك سيؤدي إلى نتائج عكسية. الأفضل من ذلك هو إعطاء الطفل "اللغة" بشكل مجاني، دون انتظار نتيجة بالمقابل. يجب أن ندرك أن تعلم الكلام عملية تتم على المدى الطويل، وأن الطفل يقوم بتخزين ما يتعلمه، سيأتي الوقت الذي سيستعمله فيه عندما يكون مستعداً لذلك. التعليق على الأفعال اليومية العادية التفكير بصوت مرتفع، أو ترجمة الأفعال اليومية العادية إلى كلمات. هذا بالضبط ما يحتاجه الطفل لكي يكتسب "نموذجه اللغوي". عند تحضير الطعام، عند ارتداء الملابس، عند إصلاح عطب ما، الحياة اليومية مليئة بالأحداث التي يجب أن نبذل جهداً واعياً في التعليق عليها، مع الحرص على تقديم أفضل نموذج لغوي نقدر عليه لأبنائنا. ويدخل في ذلك أيضاً وصف ما يقوم به الطفل أثناء لعبه أو ما شابه. تقليد الطفل من المهم تقليد الطفل، إعادة أصواته، حركاته، كلماته. ذلك من شأنه أن يثير انتباهه، يساعد على ترسيخ معارفه اللغوية المكتسبة، وكذلك تلقينه مفهوم التقليد. وسيكون من الأفضل أن تتم مصاحبة ذلك بإضافات جديدة، صوت جديد، حركة جديدة، كلمة جديدة... حسب المستوى الذي وصل إليه الطفل. اتخاذ وضعية مناسبة لطول الطفل من أجل تواصل أفضل، من المهم أن يكون الطفل في نفس مستوى مخاطِبه، سواء بنزول هذا الأخير إليه، أو بوضعه فوق كرسي طويل مثلاً. سيكون ذلك مناسباً للطفل من أجل التقاط الإشارات البصرية في عملية التواصل في وجه مخاطبه، وسيعطيه إحساساً أكبر بأنه محط اهتمام، وأن ما يقوله يتم الاستماع إليه. لعب الأدوار التواصل اللغوي يقوم على الحوار، والحوار يقوم على مبدأ تناوب الأدوار. وتعلم تناوب الأدوار هذا يمكن أن يبتدئ في مرحلة أولى عبر لعب للأدوار أثناء التواصل غير اللغوي، بمعنى أن الطفل يجب أن يفهم بداية معنى "أن لكل دوره" لكي يستطيع تطبيق ذلك لاحقاً في التواصل اللغوي، وهنا تتجلى أهمية الألعاب من قبيل تبادل الكرة أو السيارة، أو نفخ فقاعات الصابون بالدور، أو غيرها من الألعاب التي يقال فيها: "الآن أنا"، "الآن أنت". من المهم أيضاً في إطار ترسيخ نفس المبدأ، تجنب السيطرة والاستحواذ على الطفل أثناء الحوار معه. دعوة طفلك للتواصل وهذه الدعوة تكون بتسجيل وقفة زمنية أثناء الحوار، تتيح له الرد، يمكن لهذه الوقفة أن تكون مصحوبة بالتحفيز عن طريق استعمال لغة الجسد، كهزِّ الرأس مع فتح العينين، والابتسامة، والالتفات بكامل الجسد نحو الطفل لإبداء أكبر اهتمام به وبالحوار معه. إعطاء طفلك نموذجاً لغوياً جيداً انطلاقاً من الرصيد اللغوي الذي يمتلكه الطفل، يمكن أن نعطيه نموذجاً لغوياً أفضل دون إجباره على الترديد، ولكن نكتفي بإعادة صياغة جملته بشكل أفضل عندما ينتهي ودون مقاطعته، مثلاً، إذا قالت طفلة لأمها "فستان أزرق"، يمكن أن تجيبها "نعم، سوف ترتدين الفستان الأزرق". أو إعطاء تفاصيل أكثر حول الفكرة التي يريد الحديث عنها. مثال: "إنهما متشابهان"، يمكن أن يعلق الأب قائلاً: "نعم، الكرة والبرتقالة دائريتان، وبرتقاليتان، لهما نفس الشكل واللون، إنهما متشابهتان". هذا مع الحرص على استعمال الإيقاع الصوتي المناسب، الذي يمكِّن الطفل من التركيز والانتباه. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :