شارك فريق سعودي في مشروع بحثي دولي نتج عنه نشر دراستين علميتين نُشرتا في مجلات علمية عاليمة وشمل المشروع البحثي 2200 طفل من 13 دولة تتراوح أعمارهم بين 8 أشهر و 36 شهراً وبدأ في مارس 2020 عند فرض حظر التجول في عدد من الدول من ضمنها المملكة العربية السعودية، تم قياس حصيلة المفردات لدى الأطفال في بداية الحجر وفي نهايته كما تم استطلاع الأنشطة التي انخرط فيها الأطفال خلال فترة الحجر بشكل فردي أو مع الوالدين ومنها الحوار المباشر مع الوالدين والقراءة المشتركة واللعب الفردي والمشترك واستخدام الأجهزة أو الشاشات. رصدت الدراسة الأولى ارتفاعاً في تعرض الأطفال للشاشات خلال فترة الحجر، كما وجدت الدراسة أن التعرض للشاشات كان أعلى لدى الأطفال كلما زاد عمر الطفل وانخفض مستوى تعليم الوالدين وزاد استخدام الوالدين أنفسهم للأجهزة. فيما رصدت الدراسة الثانية زيادة في اكتساب المفردات التعبيرية (الصادرة) والاستقبالية (المفهومة) بمعدل أعلى من معدل اكتساب المفردات قبل الجائحة، كما وجدت أن الأمهات الأعلى تعليماً يقضين وقتاً أطول مع أطفالهن في القراءة ووقتًا أطول في اللعب المشترك مع الطفل، فيما يقضي أطفالهن وقتاً أقل في مشاهدة الشاشات، وأنه كلما زاد وقت الشاشة كلما قل عدد المفردات التعبيرية التي يكتسبها الطفل خلال فترة الحجر، كما ارتبطت القراءة المشتركة لما يزيد على 15 دقيقة في اليوم بنمو المفردات الاستقبالية لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و18 شهراً. من جهتها أشارت رئيسة الفريق البحثي السعودي الدكتورة هيفاء الروقي إلى أن الوقت الذي قضاه الأطفال مع أهاليهم والتقارب الذي حصل بين أفراد العائلة خلال فترة الحجر كان له أكبر الأثر على النمو اللغوي للأطفال خصوصاً وهم يمرون بمرحلة مهمة من مراحل النمو اللغوي، وتكوّن الفريق البحثي السعودي المشارك في المشروع من الدكتورة هيفاء الروقي من جامعة الملك عبدالعزيز والدكتورة آلاء المحمدي من جامعة الملك عبدالعزيز وباحثة الدكتوراة خديجة العصلاني من جامعة بوردو الأمريكية، ونشرت الدراسة الأولى في مجلة ساينتيفيك ريبورتس نيتشر Scientific Report Sciences and Arts، كما نُشرت الدراسة الثانية في مجلة لانجويج ديفيليبمنت ريسيرش الأمريكية Language Development Research والمختصة بنشر الأبحاث المتعلقة بتطور اللغة لدى الأطفال.