مشاري الخلف | يعيش آلاف من شباب الكويت وشاباتها، سنوات خارج وطنهم لاستكمال دراستهم الجامعية، وذلك بعد اجتيازهم المرحلة الثانوية وحصولهم على بعثات خارجية من قبل وزارة التعليم العالي. ويدرس المبتعثون في جامعات معتمدة بعضها في الاميركيتين وأخرى في اوروبا وفي دول عربية، مع وجود اختلافات تواجههم على المستويين الأكاديمي والحياتي. القبس تواصلت مع عدد من هؤلاء واستمعت إلى طريقة حياتهم وكيفية معيشتهم في دول الابتعاث، ومدى توافر الخدمات التي يحتاجونها بها، وكيفية قدرتهم على التأقلم مع عادات وتقاليد شعوبها، إضافة إلى الجوانب المتعلقة بجامعاتهم ودراستهم. بداية، قال الطالب المبتعث لدراسة الطب البشري في إيرلندا سعد الحجرف: ان الدراسة بالخارج تزخر بحياة جديدة ومختلفة تماما عما سبقها، حيث تكسب الشخص الاعتماد على النفس واكتساب خبرات جديدة قل ما ندركها في سننا المبكرة. وأضاف بان الطالب المبتعث ربما يواجه صعوبة في التأقلم لكنه يتعود مع الوقت، ولا أبالغ إن قلت ان ايرلندا ربما تكون من اسهل الدول حياتيا واجتماعيا ويسهل التأقلم فيها، وهي دولة جاذبة للطلاب من شتى الدول وتهتم بهم اهتماما كبيرا وتوفر لهم سبل الراحة والرفاهية. وعن الجانب الاجتماعي، يقول ان الايرلنديين لطيفين ومحترمين في تعاملهم ومستعدين لتقديم المساعدة، وعدد الطلبة الكويتيين كبير هناك، لا سيما في العاصمة دبلن. لا مصاعب من جانبه، قال الطالب محمد الياسين، والمبتعث للدراسة في فرنسا: قضيت 3 سنوات من الدراسة في الخارج، ولم أواجه أي مصاعب مع التأقلم والعادات والتقاليد الفرنسية، نظرا لوجود الكثير من الجاليات العربية، ناهيك عن توافر كل الاحتياجات مثل الأكل الحلال والسكن الملائم والمواصلات المتعددة. وبين الياسين أن اتحاد الطلبة الكويتيين في فرنسا، يستقبلهم بشكل دائم، ويقيم لهم الكثير من الأنشطة المتنوعة التي تعزز تواصلهم، مؤكدا أنه ينتظر لحظة التخرج ليعود الى الكويت ويفرح أهله ويحقق هدفه ويخدم وطنه. سنوات الدراسة من جهته، قال مبارك النويهض المبتعث للدراسة في أميركا: قضيت سنوات من الدراسة في جامعة واقعة في فلوريدا، ولم أواجه ببداية بعثتي لدراسة تخصص التسويق أي مصاعب. وأضاف: أهلي شجعوني كثيرا في بداية سفري، وما ساعدني أيضا أن 3 من أشقائي درسوا قبلي في الخارج، وذلك الأمر شجعني كثيرا وأعطاني القدرة على التأقلم سريعا مع الظروف والعادات والتقاليد الأميركية المختلفة عن الكويت. وعن الجانب المعيشي، قال النويهض: استأجرت في عامي الأول شقة للسكن بمفردي، ثم انتقلت بعدها للسكن مع طلبة آخرين قرب جامعتي، ولله الحمد كل شيء نحتاجه متوفر، كالمساجد والمطاعم والمواصلات. وأشار إلى أن الإعانة الشهرية التي يستلمها من «التعليم العالي» تبلغ 2600 دولار، وهو قادر على قضاء التزاماته واحتياجاته الأساسية شهريا بها. انتقادات كثيرة بدوره، قال المبتعث للدراسة في فرنسا عيد العجمي: قبل سفري سمعت انني سأواجه مشاكل وعراقيل تصعب علي الدراسة، لكنني لم أجد إلا كل خير، فالأمور ميسرة والدراسة مناسبة والخدمات متوافرة، والفرنسيون الذي التقيت بهم كانوا متعاونين جداً، وتمكنت من التأقلم على عاداتهم والالتزام بقوانينهم. وبين أن بعض المبتعثين هنا تواجههم مشكلتان، الأولى تقليص عدد الجامعات المعترف بها من قبل «التعليم العالي»، وتضاءل عددها الى 7 فقط من أصل 90 جامعة، والمعترف بها معظمها تتواجد في العاصمة ما يعني ان المعيشة بها غالية، والمشكلة الثانية تخص معادلة الشهادات، فهناك طلبة يأخذون الشهادة بتقدير محدد، يعتبر ناجحا فيه من الجامعة الفرنسية ومقبولا بالنسبة للتعليم العالي الكويتية، لكن عند عودته يجد جهات كثيرة لا توظفه، وتصنف تقديره بدرجة أقل عبر تصنيف آخر. صعوبة المعيشة يرى الطالب عيد العجمي ان الإعانة التي يستلمها بالكاد تكفيه لقضاء التزاماته المعيشية، وان الأمر ينطبق على الكثير من زملائه، وأكد أن الطلبة المتواجدين في باريس يواجهون صعوبة أكثر ومعظمهم لا تكفيهم مخصصاتهم. العودة إلى الوطن أشار معظم الطلبة الذين تواصلت معهم القبس، إلى انتظارهم لحظة تخرجهم في الجامعات التي يدرسون بها، ليعودوا إلى وطنهم الذي اشتاقوا إليه كثيراً، ليلتقوا بأهلهم وأصدقائهم ويحققوا طموحاتهم وأهدافهم.
مشاركة :