جهود بارزة لقطر في مكافحة تمويل الإرهاب

  • 7/16/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - الراية : أكد سعادة عبد الله بن حمد العطية رئيس مؤسسة عبد الله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة على جهود دولة قطر في محاربة الإرهاب ومكافحة سبل تمويله.. منوهاً بأن توقيع دولة قطر مؤخراً مع الولايات المتحدة لاتفاقية الشراكة لمحاربة الإرهاب يبعث برسالة واضحة مفادها أن التعاون الدولي مع قطر يأتي نتيجة موثوقيتها ضمن إطار الأمم المتحدة وجهودها الرامية لمحاربة الإرهاب وتعزيز التنمية المستدامة. كما دعا العطية إلى استثمار أموالها في التنمية المستدامة لا في إطلاق سباق للتسلح. جاء ذلك لدى مشاركته في الدورة 22 لمؤتمر المجلس البترول العالمي والتي انعقدت تحت عنوان «جسور لمستقبلنا في الطاقة» والذي انطلقت فعالياته في مركز إسطنبول للمؤتمرات بمدينة إسطنبول التركية في الفترة بين 9 يوليو وحتى 13 يوليو 2017. وشارك سعادة عبد الله بن حمد العطية في فعاليات مؤتمر البترول العالمي في حلقة نقاشية رفعية المستوى والتي خصّصت لاستضافة الشخصيات القيادية العالمية في مجال صناعة الطاقة، إذ يعتبر العطية من الشخصيات البارزة دولياً في شؤون الطاقة والاستدامة ويتمتع بعضوية عدد من مجالس إدارات المؤسسات الدولية وبيوت الخبرة المعنية بشؤون الطاقة والتعاون الدولي. وتناولت الجلسة الخاصة مناقشة موضوع «تعزيز العمليات والحلول المستدامة المعنية بصناعة البترول»، وفي معرض سؤال حول كيف يمكن لصناعة النفط والغاز أن تجعل من عملياتها مستدامة بمنظور تجاري وبيئي واجتماعي. قال سعادة عبدالله العطية: إن التنمية المستدامة من المنظور التجاري والبيئي قد حققت تقدماً لافتاً، إلا أنه ومن خلال المنظور الاجتماعي فإنه لا تزال هناك العديد من التحديات التي يواجهها العالم اليوم في هذا الإطار. مشيراً إلى أننا في عالم يعيش فيه أكثر من 800 مليون شخص في فقر مدقع؛ وواحد من أصل تسعة أشخاص يتضوّرون جوعاً، وهناك حوالي 2.5 بليون شخص غير قادرين على الوصول إلى المياه النظيفة، وحوالي 1.3 مليار شخص ليس لديهم القدرة للحصول على الكهرباء. إنفاق التسلح وأبدى العطية استنكاره لقيام بعض الدول بإنفاق مئات المليارات من الدولارات على شراء الأسلحة، حيث إن هذه الأموال جاءت من خلال استثمارات عائدات النفط والغاز، وهي عائدات ناضبة تنتهي بنهاية هذه الموارد. وقال: إن من الأولى لهذه الدول أن تستثمر أموالها في تعزيز التنمية المستدامة لبلدانها لا في إطلاق سباق للتسلح، حيث إن استغلال الأموال في قضايا التنمية المستدامة يُسهم في تعزيز الأمن والسلام ويضمن تنمية الحلول المستدامة التي تعمل على رقي ونهضة شعوب تلك الدول. ومضي سعادته يتساءل أنه وعلى الرغم من تلك الأرقام المخيفة التي تهدّد الإنسانية فهل لا يزال البعض مُصر على شراء الأسلحة وجلب المزيد من الدمار والتعاسة، عوضاً عن استثمار هذه الأموال فيما يخدم التنمية ورفاه الإنسان. وتساءل العطية عن الهدف من كل هذا التسلح ولمصلحة من؟. التنمية المستدامة في هذا الصدد قال سعادة عبد الله العطية: إن دولة قطر استطاعت من خلال عقدها لشراكات عالمية مع شركات الطاقة الدولية استغلال مواردها فيما يعزّز التنمية المستدامة، وفي إطار سعي دولة قطر للتعاون مع كبريات شركات العالم الحر، وهو ذات العالم الذي عبّر عن دعمه لقطر في أزمتها الحالية، وثقته في عدم دعمها للإرهاب. مكافحة الإرهاب في رد على اتهام بعض الدول لقطر بأنها داعمة للتيارات الإرهابية أشار العطية إلى جهود قطر في محاربة الإرهاب ومكافحة سبل تمويله، وقال: إن توقيع دولة قطر مؤخراً مع الولايات المتحدة لاتفاقية الشراكة لمحاربة الإرهاب يبعث برسالة واضحة مفادها أن التعاون الدولي مع قطر يأتي نتيجة موثوقيتها ضمن إطار الأمم المتحدة وجهودها الرامية لمحاربة الإرهاب وتعزيز التنمية المستدامة. وأشار سعادته إلى الدروس التي استفادت منها قطر بما يضمن تطوير مواردها بطريقة مستدامة، وقال: إن قطر امتلكت بفضل هذه الجهود قدرات عالية فيما يتعلق بالاستمرار في مواصلة الابتكار، والتكيّف مع مناخ الأعمال المتغير، وكذلك حرصها على تنمية الخبرات والدراية المهنية التي اكتسبتها الكوادر الوطنية القطرية بالدخول في شراكات للمشاريع المشتركة مع الشركات العالمية ذات العلاقة. وقال: إنه وبفضل الرؤية القطرية وقدرتها على الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية المتاحة لها تمكنت من تطوير أكبر مصنع لتحويل الغاز إلى سوائل ومشتقات بترولية، وبناء مصانع ذات مواصفات عالمية لإنتاج الغاز الطبيعي المسال. مشيراً إلى إنتاج قطر من الغاز الطبيعي المسال، والذي يبلغ حالياً 77 مليون طن سنوياً، في ظل وجود خطة لزيادة هذا الإنتاج إلى 100 مليون طن خلال السنوات الخمس المقبلة. وأشار سعادته إلى الجهود التي تبذلها قطر على الصعيد البيئي، من خلال الجهود المتضافرة للجهات المعنية بالدولة للحد من حرق الغاز والانبعاثات الكربونية الضارة، ويأتي ذلك في إطار رؤية قطر الوطنية 2030 في تعزيز موارد التنمية المستدامة والعمل على مساعدة العالم للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة من أجل تحقيق عالم أفضل. دور التكنولوجيا وتطرّق العطية في ختام حديثه في الحلقة النقاشية إلى دور التكنولوجيا في تحقيق مستقبل مستدام لصناعة النفط والغاز، وأشار إلى أن التقنية المتقدمة لها دور كبير في تمكين مستقبل مستدام لصناعة النفط والغاز، إذ أن التكنولوجيا المتطورة تساعد في مواجهة مختلف التحديات التشغيلية والبيئية التي تواجه القطاع. وسيظل التقدم في التكنولوجيا الأداة الأكثر فعالية لإطلاق الموارد الطبيعية غير المستغلة حالياً. كما أوضح سعادة العطية بأن قطر قد تمكّنت من خلال امتلاكها لتكنولوجيا متقدّمة من تطوير صناعة الطاقة لديها عبر الاستفادة من سلاسل القيمة المضافة بأكملها في عدد من المشاريع المختلفة. اتفاقية تعاون تجدر الإشارة إلى أن مشاركة مؤسسة عبد الله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة في المؤتمر تعكس الثقة القوية التي يوليها مجلس البترول العالمي للمؤسسة، حيث وقّع الطرفان مؤخراً اتفاقية للتعاون المشترك لعقد عدد من الأنشطة ذات الاهتمام المشترك بدولة قطر خلال الفترة القادمة، وكذلك للدور الذي تلعبه المؤسسة منذ نشأتها باعتبارها مؤسسة مستقلة، معنية بتقديم رؤى مستقلة، حول القضايا التي تؤثر على صناعة الطاقة والتنمية المستدامة بما يتماشى مع متغيّرات الطاقة ومفاهيم التنمية المستدامة، حيث تضطلع المؤسسة بدور هام من خلال تواصلها مع المؤسسات ذات العلاقة لوضع الحلول المقترحة سواء على شكل أبحاث أو دراسات أو مؤتمرات للمتغيرات العالمية في شؤون الطاقة وموضوعات الاستدامة. كما تقدّم المؤسسة أيضاً آليات لإجراء مناقشات مفتوحة بين أكثر الأشخاص نفوذاً في الحكومات والأعمال بما في ذلك المؤسسات الأكاديمية والبحثية والعلمية.

مشاركة :