قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، أمس، إن زعماء الاتحاد الأوروبي مستعدون لتغيير قواعد التكتل الخاصة بحرّية تنقل العمال، لإتاحة الفرصة أمام بريطانيا لتفادي خروج شاقّ ومضرّ. وأضاف أن فوز إيمانويل ماكرون بالرئاسة الفرنسية جعل مسألة إصلاح الاتحاد الأوروبي مطروحة، ما يعني أن بإمكان بريطانيا والاتحاد الالتقاء في منتصف الطريق، لعقد اتفاق يبقي لندن داخل أكبر منطقة تجارة في العالم. وتابع، في مقال نشره معهد توني بلير للتغيير العالمي: «الزعماء الأوروبيون، من خلال مناقشاتي بالتأكيد، مستعدون لبحث تغييرات للتكيف مع بريطانيا، بما في ذلك ما يتعلق بحرّية التنقل، معارضة حرية تنقل الأشخاص بمجرد أن تدقق النظر في تفاصيلها لا تحمل الكثير من الاختلافات، يشارك الفرنسيون والألمان بعض المخاوف البريطانية خاصة بشأن الهجرة، وسوف يتوصلون إلى حلول وسط بشأن حرية الحركة». وتختلف تصريحات بلير عن الموقف التفاوضي للاتحاد الأوروبي، الذي يؤكد أنه لا يمكن الانتقاء من بين مزايا عضوية السوق الأوروبية الموحدة، دون القبول بحرّية تنقل العاملين من دول الاتحاد. وأعرب بلير عن أسفه لأن حزب المحافظين، الذي تنتمي إليه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، وحزب العمال المعارض، عقدا العزم على الخروج من السوق الموحدة دون بحث البدائل، مضيفاً: «في ضوء المخاطر وما نكتشفه يومياً من تكاليف خروج بريطانيا، كيف يمكن أن يكون من الصواب تعمد استبعاد خيار التوصل إلى حل وسط بين بريطانيا وأوروبا، يقضي بأن تبقى بريطانيا داخل أوروبا بعد الإصلاح؟». وأشاد بلير بالزعيم الحالي لحزب العمال جيريمي كوربين، لحشده أصوات الشباب في انتخابات عامة جرت الشهر الماضي، وخسرت فيها ماي أغلبيتها البرلمانية، إلّا أنّه قال إن بريطانيا قد تتلقى ضربات قاصمة إذا ما تولت حكومة بقيادة كوربين السلطة، وتبنّت سياسات اقتصادية يسارية متطرفة.
مشاركة :