لم يكن الفن من ضمن أولوياته في الأساس، إذ قدم نفسه في بداياته على أنه رسام وشاعر يخوض المساجلات الأدبية أمام أكبر الكتاب والمثقفين، كذلك كان يحتد بشدة على نقدهم له في الندوات، إلى أن تبدلت ظروفه بعد الالتحاق بكلية الحقوق جامعة عين شمس. من مسرح كلية الحقوق بدأت الانطلاقة الفنية ليوسف شعبان، وهو من تجاوز رصيده من الأعمال حاجز الـ200، كان على رأسهم تجسيده لشخصية الضابط «محسن ممتاز» في مسلسل «رأفت الهجان» و«وهبي السوالمي» في «الضوء الشارد» و«سلامة فراويلة» في «المال والبنون». يستعرض «المصري لايت»، في التقرير التالي، 25 معلومة عن الفنان يوسف شعبان، مع حلول عيد ميلاده الـ86، حسب ما صرح به في حواره لصحيفة «الجزيرة». 25. في 16 يوليو 1931 وُلد الطفل يوسف شعبان شميس بحي شبرا في كنف عائلة ملتزمة، آنذاك كان والده يعمل مصمم إعلانات لمجموعة «إيجيبشيان جزيت»، التي تم تأميمها بعد ثورة يوليو، وهو الابن البكري للأسرة إذ يتبعه 3 أشقاء بنتين وولد. 24. ورغم نشأته في القاهرة إلى أنه تلقى تعليمه الأساسي بمدارس الإسماعيلية، ثم عاد للالتحاق بمدرسة التوفيقية الثانوية، ولم يكن طالبًا متفوقًا باستثناء مادة الرسم، والتي كانت حسب قوله «عشقه الأول» وحصل فيها على العديد من الجوائز في طفولته، وهو ما ولّد بداخله دافع الالتحاق بكلية الفنون الجميلة في مرحلة شبابه. 23. بجانب الرسم ظهرت ميوله الشعرية في طفولته كذلك، وهو من حرص على حضور الندوات الأدبية والشعرية التي كانت له فيها، حسب قوله، «مواقف وطرائف» مع أدباء وشعراء الخمسينيات مثل عباس محمود العقاد ونجيب محفوظ ويوسف إدريس والسباعي وعلي أحمد باكثير وإحسان عبدالقدوس وأحمد رامي وآخرين. من هذا المنطلق كتب الصبي أبياتًا شعرية ألقاها في حضور أعظم الأدباء، ودخل معهم في معارك ومساجلات من واقع ثقته الشديدة فيما يكتبه، ما شجعه على أعتلاء المنبر في أي ندوة، وحينما ينتقده أحدهم ينفعل عليه بشدة. 22. بانتهاء تعليمه الثانوي نشب الخلاف بينه وبين أسرته، إذ رغب في الالتحاق بكلية الفنون الجميلة إلا أنه واجه رغبة والديه في دخوله كليات البوليس (الشرطة كما كانت تُسمى) لأن عدد كبير من أبناء أخواله بها، أو الحربية التي تخرج فيها عدد كبير من أبناء أعمامه، والاختيار الأخير كان كلية الحقوق بحجة أن «الوزراء وكبار رجال الدولة في ذلك الوقت يتم اختيارهم من بين المحامين ورجال القضاء». 21. حتى يخرج من ذلك المأزق قدم أوراقه بالكلية الحربية وتعمد في الرسوب بكشف الهيئة، إلا أن الأسرة اكتشفت فعلته حتى عاقبوه بإلحاقه بكلية الحقوق إجباريًا. 20. تبدل حاله داخل كلية الحقوق إذ تعرف فيها على الفنان الراحل كرم مطاوع الذي كان يعشق الفن ويتحدث عنه باستمرار خاصةً المسرح، حتى أنضم إلى فريق التمثيل بالكلية وشارك في عروض عدة، كذلك جمعته صداقة بالفنان سعيد عبد الغنى والكاتب إبراهيم نافع. 19. بفضل نصائح كرم مطاوع قدم «يوسف» أوراقه إلى المعهد العالي للفنون المسرحية بجانب دراسته بالكلية، إلى أن تركها في السنة الثالثة وتفرغ للمعهد بشكل كامل، واستطاع أن يشارك في تلك الفترة في أفلام «في بيتنا رجل» و«المعجزة» و«أنا الهارب»، وحصل على جائزة وميدالية عن مسرحية «سالومى»، إلى أن تخرج في عام 1962. 18. بدأ رصيده من الأعمال السينمائية يزداد بعد تخرجه، إذ شارك في أفلام «زقاق المدق» و«الراهبة» و«معبودة الجماهير» و«ميرامار» و«بائعة الجرائد» و«الثلاثة يحبونها» و«للرجال فقط» و«الطريد» و«مراتى مدير عام». 17. يعتبر من أوائل الفنانين الذين شاركوا في أعمال تليفزيونية مع نشأة ماسبيرو، إذ شارك في العام 1963 بمسلسل «الحب الكبير» مع الفنانة ليلى طاهر وصلاح منصور ومحسنة توفيق، وهو ما يحتل في قلبه مكانة خاصة حسب روايته. 16. في هذا المسلسل نشأت بينه وبين الفنانة ليلى طاهر قصة حب كُللت بالزواج لمدة أربعة أعوام، شهدت خلالها خلافات كبيرة وغيرة بينهما أفضى في نهاية المطاف بالانفصال بعد أن طلقها 3 مرات، إلا أنه لم يؤثر على علاقتهما الفنية حسب قوله: «اشتركنا بعد الانفصال في بطولة فيلم (أبواب الليل) والعديد من المسلسلات والأفلام الأخرى مثل فيلم (حكمت المحكمة)». 15. كذلك شارك في الفرق المسرحية التليفزيونية، وقدم «الطريق المسدود» بعد تخرجه مباشرةً من المعهد، بجانب «شئ في صدري» و«أرض النفاق»، وكان مقر عمله بمسرح الهوسابير، لكنه قدم استقالته في منتصف الستينيات: «استشعرت وقتها أن المسرح مقبل على أزمة كبيرة فقدمت مشروعا بإنشاء 6 فرق مسرحية لاستيعاب كل العاملين، فتم رفض الطلب فاستقلت، وصدر قرار منعي.. أدركوا بعد هذا أنني كنت على صواب ولكن بعد أن وقع المسرح في أزمة كبيرة، فصدر قرار بإلغاء قرار فصلي». 14. في تلك الفترة فوجئ «يوسف» باعتراض الفنان الراحل عبدالحليم حافظ على العمل معه في أحد الأعمال، لم يذكر اسمه، وروى: «عبدالحليم اعترض على عملي في أحد الأفلام إلا أن شادية أصرت على وجودي بحكم الأعمال العديدة التي جمعتنا معا.. مما أثار العديد من الشائعات نحونا في هذا الوقت ووصل الأمر بها للتهديد بالانسحاب من الفيلم إذا أصر عبدالحليم على موقفه مني فقررت أنا الانسحاب». ويتابع حديثه لصحيفة «الجزيرة»: «تصاعدت الأزمة حتى اجتمعنا أنا وعبد الحليم وتحدثنا كثيرا، وانتهي الأمر بعملي في هذا الفيلم وأصبحنا صديقين حميمين.. حتى اليوم لم أفهم ولم أعرف ولم أصدق ما قاله لي البعض بأنه شعر بغيرة من وجودي معه في فيلم واحد»، منهيًا: «أعتقد أنه كان أكبر من أن يفكر بهذا الشكل وهو على القمة». 13.بعد إلغاء قرار فصله بمسرح التليفزيون رفض «يوسف» العودة وتوجه إلى المسرح الخاص، وقدم عرض «مطار الحب» عام 1970 مع عبدالمنعم مدبولي وميرفت أمين، وهي من حققت نجاحا كبيرا في ذلك الوقت. 12. عاد إلى مسرح الدولة من جديد بفضل الفنانة سميحة أيوب، وهي من أقنعته بالالتحاق بالمسرح القومي بعد فترة من أزمته مع التليفزيون، ليقدم عروض «رابعة تعود» و«رجل في القلعة» وغيرهما. 11. في عام 1973 استقبلت دور العرض فيلم «حمام الملاطيلي»، وحقق فيه حضورًا قويًا أثار إعجاب المتابعين، وهو ما تزامن مع تعرفه على نادية إسماعيل شيرين بنت الأميرة «فوزية» في حفل عيد ميلاد إحدى صديقاتها، إلى أن نشأت بينهما قصة حب اكتملت بالزواج رغم تحفظات أسرتها، وهو ما أدى في نهاية الأمر إلى الطلاق: «حدث احتجاج داخل أسرة الأميرة فوزية خاصة أن الملك فاروق كان لا يزال على قيد الحياة رغم أنه لم يكن ملكا أو موجودا في مصر، ولكن الموضوع بالنسبة له ولكل أفراد العائلة كان أمرا غاية في الصعوبة لكون نادية أول امرأة من العائلة تتزوج خارج حدودها»، لكنهما أنجبا ابنتهما «سيناء». 10. الزيجة الثالثة له كانت من سيدة كويتية أنجب منها «زينب» و«مراد»، وأصبحت حياته الخاصة غير معروفة للكثير في رغبة منه للعيش في هدوء. 9. في فترة الثمانينيات قدم مجموعة من الأعمال الهامة، على رأسها مسلسل «رأفت الهجان» الذي جسد فيها شخصية الضابط «محسن ممتاز»، وأفلام «حارة البرجوان» و«ليلة القبض على بكيزة وزغلول» و«المرأة الحديدية» و«اغتيال مدرسة». 8. أكمل تألقه كذلك في فترة التسعينيات خاصةً على المستوى الدرامي، إذ شارك في مسلسلات «المال والبنون» الذي جسد فيه شخصية «سلامة فراويلة»، و«ضمير أبلة حكمت» و«الوتد» و«الضوء الشارد» الذي جسد فيه «وهبي السوالمي»، و«امرأة من زمن الحب»، ووصولا حتى «العائلة والناس» عام 2000. 7. في عام 1997 أصبح نقيبًا للمهن التمثيلية لولايتين متتاليتين، واعتبر نفسه حقق إنجازات عدة على راسها إنشاء النادي الخاص بالنقابة، إلا أنه رأي أن المنصب أخذ منه الكثير أكثر مما نفعه: «أضاع مني أدوارا عديدة وأثر على راحتي واستقراري نفسيا، وكثيرا ما فكرت في الاستقالة خاصة بعد الدورة الأولى، إلا أنني وجدتهم يضغطون عليّ في الدورة الثانية، فكلما فكرت في الاستقالة أجدهم يصرون على وجودي ويضغطون عليّ مؤكدين أنه لا يوجد بديل عني». 6. بدأت أعداد مشاركاته الفنية تقل في تلك الفترة، ومن أبرز الأعمال التي ظهر فيها مسلسلات «الحقيقة والسراب» و«أميرة في عابدين» و«مصر الجديدة» و«أحلام في البوابة». 5. دخل في العديد من المعارك من واقع فيادته لنقابة المهن التمثيلية، إذ رفع دعاوى قضائية بحق كل من أحمد عز وأميرة فتحي و«بسمة»، لكنه برر: «إنني أحفظ حقوق النقابة وهؤلاء لم يكونوا أعضاء بالنقابة، فكان لابد من دفع رسوم محددة مقابل عملهم بالتليفزيون، وحينما لم تقم الشركات بسداد هذه الرسوم قررت تحريك الدعوى لأنهم يعملون بغير وجه حق، وما يدفع للنقابة من أموال يعود عليهم وعلى زملائهم في وقت الشدائد». 4. في الفترة 2005 حتى 2016 شارك في أعمال فنية قليلة، أهمهم مسلسلات «ابن ليل» و«أسمهان» و«قضية معالي الوزيرة» و«أوراق التوت»، بجانب فيلمي «الهرم الرابع» و«المشخصاتي 2». 3. في عام 2014 أثار جدلا حول تصريحه على فضائية «صدى البلد»، بعد أن قال إن مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية حسن البنا أصله من دولة المغرب التي يدين أغلبها باليهودية، لكنه أوضح أن ما ذكر أُسيء فهمه وفق المنشور بـ«العربية نت»: «وأشار إلى أن الديانة اليهودية وانتشارها في دولة المغرب ليس أمرا مسيئا إليها، خاصة أن مصر فيها يهود أيضا، وكذلك الرسول عليه الصلاة والسلام كان له جيران يهود، وهو أمر لا توجد فيه أية مشكلة». 2. في فبراير من عام 2016 تعرض لوعكة صحية أجبرته على الدخول إلى العناية المركزة، بسبب معاناته من مشكلات في الكلى ووجود ماء على الرئة. 1. آخر ظهور له على أمام الجمهور كان في مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما عقب تحسن حالته الصحية، وتم تكريمه عن مجمل مشواره الفني.
مشاركة :