• هناك تحالفات ضد الإرهاب، وحروب ضده وجهود واجتماعات ومؤتمرات، لكن... ما هو هذا الإرهاب الذي يحاربه هؤلاء؟ هل هم متفقون على معنى وتعريف محدد للإرهاب؟ الجواب، قطعاً: لا، بل المؤكد أن ما تعتبره بعض الدول إرهاباً ربما تعتبره دول أخرى جهاداً أو من أصول الحق والدين ومما يجب الحفاظ عليه! ايديولوجياً نحن مختلفون على تعريف الاعمال الإرهابية ولا يمكننا الاتفاق على معناها.• تعريف الإرهاب أو الاعمال الإرهابية، ربما يمس معتقدات كثير من البشر بما يخالف بعضهم بعضا به. سأقول هذا الكلام بطريقة أخرى ربما أوضح... القتل قد يكون مباحاً عند البشر... كل البشر. بل قد يكون واجبا ومستحبا أحيانا عندهم، حتى التدمير والخراب. جائز في أعراف وأديان ومعتقدات ومناهج كل البشر، لكن هذا الجواز أو الوجوب يعتمد على دين أو مذهب أو أفعال المقتول أو المشرد والمدمرة بلده أو على حجم خلافك معه! أليست هذه هي الحقيقة؟ الذين يحاربون الإرهاب ألا يقومون بأعمال إرهابية أيضا كالقتل والتدمير لكنهم يملكون حججا يزينون بها تلك الأعمال؟• نقول هذا الكلام حتى لا ننجر نحو هذا المنزلق الفكري الخطير في تصنيف الناس أو الأحزاب والأفكار، فالمسألة كما هو واضح تتبع «الهوى» ليس إلا، ولا يمكن أن تكون لها ضوابط إلا المعايير الشخصية.• لعل القضية الفلسطينية هي أقرب مثال على هذا الخلاف في تعريف الإرهاب بين عالمنا العربي الإسلامي وغيره من العوالم، فما نراه نحن في أفعال اسرائيل إرهاباً يراه غيرنا حقاً مشروعاً. وما نراه نحن في بعض أعمال المقاومة من حق مشروع بل وقد يكون واجبا، يراه غيرنا ارهابا وتعديا وظلما.• المسألة قد تكون صراعاً فكرياً داخلياً في أنفسنا وعقلنا ومشاربنا الثقافية أكثر منه خلافا مع الغرب أو غيره.• أظن أن جهود محاربة الإرهاب قد تنضوي على منزلق فكري قد تطول ناره كثيرا من الأشخاص أو التجمعات السياسية وربما الثوابت الدينية عند البعض ما يوجب التنبه لكيفية التعامل معه. @lawyermodalsbti
مشاركة :