سوريا - أ ف ب: خلال أربع سنوات، لم يسمع محمد الحسن شيئاً عن ابنه الجندي في الجيش السوري إلا مرة واحدة، حين وجه عبر الراديو تحية إلى العائلة التي كانت محاصرة في الرقة، معقل تنظيم داعش . لا تتوقف معاناة هذا الرجل الستيني عند هذا الحد، إذ انقطع تواصله مع ابنه الثاني ولم يتمكن من رؤية ابنتيه المتزوجتين وقبل ثلاثة أشهر، تمكن محمد مع زوجته نظيرة وبقية أفراد أسرتهما من الفرار من مدينة الرقة إلى مخيم للنازحين في مدينة عين عيسى تقول نظيرة، لا نعرف إذا كانوا أحياء أم أمواتا» وبعد أقل من عام، تمكن تنظيم داعش من السيطرة على المدينة، وبات يتحكم بكافة مفاصل الحياة فيها. ومنذ ذلك الحين، لم يتمكن الوالدان أيضاً من رؤية نورا ووفاء اللتين تزوجتا قبل بدء النزاع في العام 2011 وانتقلتا للسكن في مدينة الحسكة الواقعة بمعظمها تحت سيطرة الأكراد. وقال «كان داعش يراقبنا ويقول لنا إذا حاولتم الاتصال بهم فأنتم تتصلون بالنصيرية»، وهي تسمية يطلقها التنظيم على أبناء الطائفة العلوية التي ينحدر منها الرئيس السوري بشار الأسد وعلى الموالين له. ويقاطعه أحد أصدقائه أبو سمير (اسم مستعار) ليوضح «المرة الوحيدة التي سمعنا فيها خبراً عن ابنه سامي كانت حين وجه تحية لوالده عبر الراديو». يهز محمد رأسه إيجاباً قبل أن يضيف «خنقنا الدواعش».ويوضح في ما يتعلق بابنتيه «كنا نتواصل عبر الانترنت، لكن آخر مرة تحدثت إليهما كانت قبل ثمانية أشهر. لا أعرف عنهما شيئاً اليوم وهما لا تعرفان أننا في المخيم». وازداد الوضع سوءا منذ إطلاق قوات سوريا الديموقراطية حملة «غضب الفرات» لطرد تنظيم داعش من الرقة في نوفمبر الماضي. جراء ممارسات تعسفية للأكراد بحق السكان.
مشاركة :