استنكرت «الهيئة العليا للمفاوضات» تصريحات سفير روسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف ألكسي بورودافكين الذي وصف أعضاء الهيئة الذين طالبوا بعدم إشراك الرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سورية بأنهم «عناصر متطرفة داخل الهيئة (العليا للمفاوضات)». وقالت «الهيئة العليا» في بيان أمس، «نستغرب أن يكون السفير الروسي غير مطلع على بيان الرياض، وهو وثيقة هامة، ويشكل خريطة طريق واضحة، بألا يكون للأسد أو زمرته وكل من تلطخت يده بدماء السوريين أي دور في مستقبل سورية السياسي». وكان بورودافكين قد قال في مؤتمر صحافي أول من أمس، «ما زالت هناك سلبيات في المحادثات، وأهمها وجود عناصر متطرفة في صفوف الهيئة العليا للمفاوضات والذين يطالبون بإقصاء الرئيس الشرعي بشار الأسد». وأشارت الهيئة في ردها إلى أن وصف من يطالبون برحيل الأسد بـ «المتطرفين هو دفاع مرفوض عن الظلم والقتل والتدمير والتشريد، وهذا الدفاع يعادي كل قيم الحرية والعدالة الإنسانية». كما أكدت أنه «لا مكان في صفوف الثورة والمعارضة، لكل من يريد التشويش على وحدة صفها، أو الذين يقبلون ببقاء الأسد في السلطة، والذي يعتبر المسؤول الأول عن دماء السوريين التي أهرقها بحماقة وحقد على كل من طالب بالحرية والكرامة». ولفتت أنه «لا يعنيها ما يفكر به الآخرون من دول تبحث عن مصالحها فقط، فثورة الشعب السوري مستمرة وسيزيدها القتل والتشريد إصراراً». وكانت «الهيئة العليا» أكدت في اختتام محادثات «جنيف 7» أنهم لم يتطرقوا إلى «السلة الأساسية» وهي عملية الانتقال السياسي حيث تركزت على الدستور ومكافحة الإرهاب. كما أعربت عن رفضها لأي مشاريع ومخططات لا تشمل عموم سورية، مرحبة بالوقت ذاته بأي مساع لـ «تخفيض التصعيد»، وذلك في إشارة منها إلى اتفاق «خفض التوتر» بين أميركا وروسيا والذي شمل فقط محافظات درعا والقنيطرة والسويداء في الجنوب السوري. وجاء في بيان «الهيئة العليا»، أن «وقف إطلاق النار لا يكون حقيقياً وفعالاً ما لم يشمل جميع السوريين، ويحظى بآليات مراقبة ومحاسبة تكفل عدم استغلال القوات النظامية للمدنيين، وفرض ما يسمى المصالحة الوطنية على المناطق المحاصرة».
مشاركة :