على رغم النجاح الذي حققه مسلسل «ريّح المدام»، بطولة أحمد فهمي وأكرم حسني ومي عمر، أثناء عرضه خلال شهر رمضان الماضي، واعتباره من الأعمال التي تميزت عن بقية الأعمال الكوميدية المعروضة في الموسم ذاته، ثمة انتقادات كثيرة طاولت المسلسل، أوّلها تضمّنه بعض الألفاظ الخادشة للحياء، وهذا ما برّره صنّاع العمل بكونه ضرورة من أجل صناعة «إفيهات» (مواقف) مضحكة وواقعية. وفي وقتٍ أشاد بعضهم بجرأة المسلسل، انتقد كثيرون المشاهد الساخرة التي طاولت عدداً من المشاهير والشخصيات العامة- وهو لم يحدث في أي عمل درامي من قبل- وكان أبرزها السخرية من الحديث عن زواج المطرب أحمد سعد والفنانة سمية الخشاب. أو السخرية من ارتداء الفنان محمد كريم ملابس الاستحمام «البرنص» وتعمّده نشر تلك الصور والفيديوات على حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي. إضافة إلى التهكم من الإعلامية ريهام سعيد نتيجة تقديمها حلقة عن «السحر والشعوذة». وسخر المسلسل أيضاً من فنانين آخرين ومذيعين مصريين معروفين منهم عمرو أديب وأحمد موسى والداعية عمرو خالد والفنان مصطفى شعبان والفنان محمد رجب، ورجل الأعمال أحمد أبوهشيمة ونجيب ساويرس. وقد أعرب بعض الأشخاص ممن تناولهم المسلسل بالسخرية عن استيائهم من ذكر أسمائهم في أحداث المسلسل، ومنهم المذيعة ريهام سعيد التي أوضحت أنّ العمل اختزل تاريخها الإعلامي في حلقة واحدة تعرضت فيها «للجن والعفاريت». بينما هاجم عدد من النقاد المسلسل، ومن بينهم الناقد طارق الشناوي، لما تضمنه العمل من سخرية غير مبررة لمجرد صنع مواقف كوميدية، وهذا ما حصل في حلقةٍ تعرّضت بسخرية لأصحاب البشرة السمراء، ما ورّطهم في حرج إنساني وأخلاقي. بينما تعرض مخرج المسلسل كريم العدل لانتقادات بسبب عدم ترك بصمته في أداء الممثلين، فظهر كل ممثل وفق اجتهاده في تجسيده الشخصية، من دون وجود خطوط أو أسس رئيسة يسير عليها كل الممثلين. بينما أوضح آخرون أن ما فعله كريم العدل هو إحدى نظريات الإخراج المستخدمة في كثير من الأعمال الفنية. وهذه النظرية تُفيد بأن التمثيل مسؤولية كل ممثل، بحيث تعتمد على تقديم الفنان الشخصية وفقاً لرؤيته، ليُخرج كل إمكاناته وطاقاته الفنية من خلالها، من دون أن يحجمه المخرج في منطقة بعينها. في الوقت ذاته، احتوى المسلسل على عدد من العناصر التي ميزته عن أعمال كوميدية أخرى عرضت خلال موسم رمضان، بحيث اعتمد على البطولة الجماعية، وليس المطلقة، كما حدث في بقية المسلسلات الكوميدية، ومنها على سبيل المثل مسلسل «هربانة منها» بطولة ياسمين عبدالعزيز، ومسلسل «في ال لالالاند» بطولة دنيا سمير غانم. ولم يركز في الكوميديا على الفنان أحمد فهمي فقط، بينما شاركه أكرم حسني في جزء كبير من المواقف الكوميدية، وهذا ما اعترف به أحمد فهمي في أحد لقاءاته التلفزيونية، حيث قال إن 70 في المئة من نجاح المسلسل يعود لأكرم حسني، وكذلك الفنانة رجاء الجداوي التي جسدت شخصية والدة «سلطان» (أحمد فهمي). ومن عوامل النجاح أيضاً مناقشة العمل قصة قريبة من المشاهد، وقد تجسدت في الخلافات الزوجية بين الزوجين، وتعدد علاقات الزوج، ما جعل زوجته (مي عمر) تفكر بالاتفاق مع صديقه المقرب (أكرم حسني)، في إشغاله بشيء آخر. فقررا أن يضعاه في مشكلة من خلال تعرض زوجته لحادث سيارة أفقدها الوعي، وأوهماه أنها تعاني من مرض يجعلها تتقمص كل يوم شخصية جديدة. وكان إقحام شخصيات جديدة في كل حلقة سبباً في الاختلاف والتنويع وكسر الملل والتكرار، ما جعل المشاهد يحرص على متابعة الحلقات الجديدة، وقد تميزت مي عمر في أدائها لعدد من الشخصيات مثل الملاكِمة والراقصة والطالبة في المدرسة والمصورة الفوتوغرافية والرسامة.
مشاركة :