نشرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية الأميركية تقريراً عن «إعدامات ميدانية جماعية» نفذها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في تكريت بعد الاستيلاء عليها في 11 حزيران (يونيو) الجاري. وأشار التقرير الذي اعتمد على تحليل لصور فوتوغرافية وأخرى ملتقطة بالأقمار الإصطناعية، إلى أن تنظيم «داعش» قتل ما بين 160 و190 رجلاً في موقعين على الأقل في تكريت بين 11 و14 حزيران، لافتاً إلى أن «عدد الضحايا قد يكون أكبر بكثير» في ظل تعذّر الوصول إلى منطقة دفن الجثث. وكان «داعش» زعم في 12 حزيران أن مقاتليه أعدموا 1700 من جنود الجيش الشيعة في تكريت. وبعد يومين من ذلك نشر موقع إلكتروني صوراً فوتوغرافية لمجموعات من الرجال الذين كان يجري إعدامهم على ما يبدو. وبعد أيام، أعلن وزير عراقي أن التنظيم أعدم 175 من مجندي القوات الجوية العراقية في تكريت. وقال بيتر بوكارت، مدير برنامج الطوارئ في «هيومن رايتس ووتش»: «توفر الصور الفوتوغرافية وصور القمر الإصطناعي أدلة قوية على جريمة حرب مروعة تتطلب المزيد من التحقيق. ويبدو أن داعش أعدم 160 رجلاً على الأقل في تكريت». وذكر تقرير المنظمة أن «داعش» نشر أيضاً مقاطع فيديو لمئات الأسرى في ثياب مدنية، زعم أنهم استسلموا في قاعدة «سبايكر» العسكرية العراقية في تكريت. وفي 14 حزيران نشر قرابة 60 صورة فوتوغرافية «ظهر في بعضها مقاتلون ملثمون يدفعون أسرى في ثياب مدنية للصعود إلى شاحنات، ويرغمونهم على الرقاد في ثلاثة خنادق ضحلة وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم. وتبين بعض الصور مسلحين ملثمين يشيرون بأسلحتهم إلى الرجال ويطلقون الرصاص عليهم». وتابع التقرير: «بمقارنة ملامح ومعالم الأرض في الصور المنشورة من قبل داعش، تأكدت هيومن رايتس ووتش من وجود اثنين من الخنادق في موقع واحد. وبمقارنة تلك الصور بصور الأقمار الاصطناعية الملتقطة في 2013، والصور المتوافرة بالمجال العام والتي سبق التقاطها في تكريت، حددت هيومن رايتس ووتش وجود الموقع في حقل يقع على مسافة 100 متر إلى الشمال من «قصر الماء» في تكريت - وهو أحد قصور صدام حسين السابقة المطلة على نهر دجلة. ولم يتسن تحديد موقع الخندق الثالث». وقالت المنظمة إن صوراً حديثة بالأقمار الاصطناعية للمنطقة نفسها لم تظهر فيها جثث لقتلى في الخندقين المحددين و «لكنها تُظهر دلائل على تحركات حديثة لمركبات ميكانيكية، وعلى تقلبات بالتربة السطحية تتفق مع وجود الخندقين الضحلين الظاهرين في صور داعش». وأضافت أن: « صور الإعدام الميداني التي وزعتها داعش توحي أن المسلحين قتلوا ما لا يقل عن ثلاث مجموعات من الرجال في هذا الموقع، فتظهر الصور مجموعة من الرجال ترقد بأحد الخنادق ومجموعة أخرى ترقد فوق الأولى، كما تظهر مجموعة ثالثة من الرجال راقدة بالخندق الثاني. واستناداً إلى إحصاء الجثث الظاهرة في الصور المتاحة، تقدر هيومن رايتس ووتش قيام داعش بقتل 90-110 من الرجال في الخندق الأول، و35-40 في الثاني». وتابعت إنها تحدثت «مع رجل واحد قال إنه فر من تكريت بعد المذبحة. وقال إنه كان يتفرج من سطح منزله بحي القادسية ساعة العصر بعد وصول داعش، بينما كان أفراد مسلحون من داعش يقومون بتحميل مئات الأسرى على شاحنات ويقودونهم مبتعدين». ونقلت عن الشاهد: «رأيتهم بعينيّ هاتين. كنا ساعة العصر، واستغرق الأمر وقتاً طويلاً. رأيت نحو 10 مسلحين يصوبون أسلحتهم إلى طابور الرجال، ويقتادونهم إلى شاحنات عسكرية. كان بعض المسلحين ملثمين وبعضهم يكشفون عن وجوههم. لم يكن الرجال الأسرى مقيدين، وكانوا في ثياب مدنية». وتابعت: «قتل أي شخص أثناء نزاع مسلح، لا يشارك في الأعمال العدائية، بما في ذلك أفراد القوات المسلحة الذين نحوا السلاح جانباً والمحتجزين، يُعد جريمة حرب. كما يمكن اعتبار القتل جريمة ضد الإنسانية حين يكون ممنهجاً أو واسع النطاق ويرتكب كجزء من سياسة عمدية لجماعة منظمة. وتعد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية جرائم دولية، تقع مسؤوليتها الجنائية على من يرتكبها أو يأمر بارتكابها، وكذلك على من يساعد فيها، وتقع المسؤولية أيضاً على القادة الذين علموا بأمر الجريمة وأخفقوا في منعها». وقال بيتر بوكارت: «يرتكب داعش القتل الجماعي ثم ينشر الدعاية له أيضاً، وعليه هو وغيره من القوات المنتهكة أن يعلم أن أعين العراقيين والعالم عليها». العراقداعشالمالكي
مشاركة :