أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن المشكلة الأساسية مع قطر هي تحالفها مع الفكر المتطرف وقيامها بإنفاق المليارات لدعم أفراد ومنظمات إرهابية بعضها مرتبط بتنظيم القاعدة، لافتاً إلى أن الأزمة حصاد سنوات من مساعي قطر لتقويض الأمن والاستقرار في السعودية والبحرين، والتخريب في الإمارات، وشدد على أن البيت الأبيض لديه موقف حاسم بشأن ضرورة وقف قطر دعمها وتمويلها للإرهاب، وأن ضغط الدول الداعية لمكافحة الإرهاب هو ما أدى لتوقيع قطر على اتفاق مع الولايات المتحدة لوقف تمويل الإرهاب. وألقى معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، كلمة، أمس، في المعهد الملكي للدراسات الدولية «تشاتام هاوس» خلال محاضرة بعنوان «الأزمة في الخليج.. أسبابها وما سيتمخض عنها» تناول فيها الأزمة مع قطر بما في ذلك خلفيتها وتبعاتها وآفاق الحل. واستهل معاليه كلمته بشرح خلفيات الأزمة بما فيها توجهات قطر المقلقة منذ تسعينيات القرن الماضي وتلمس دولة الإمارات لخطر التطرف منذ الثمانينيات وقيامها بوضع سياسات وتدابير لمكافحته. وأشار إلى أن الأزمة الحالية ذات أبعاد تتجاوز الساحة المحلية لدول مجلس التعاون، منوهاً بضرورة وضع حد للدعم الرسمي للتطرف والإرهاب في مختلف أرجاء العالم العربي. وذكر معالي الدكتور قرقاش أن الأزمة الحالية ليست مرتبطة بإيران بشكل رئيسي وإن كانت مستفيدة منها. وقال معاليه: «إن المشكلة الأساسية مع قطر هي تحالفها مع الفكر المتطرف وقيامها بإنفاق المليارات لدعم أفراد ومنظمات إرهابية بعضها مرتبط بتنظيم القاعدة»، مشيراً إلى سعي دولة الإمارات لحل نهائي لا لإطالة الأزمة ولكن دون العودة إلى غض الطرف عن بواعث القلق الأساسية التي أدت إليها. ولفت معاليه إلى أن الضغوط والمفاوضات والاتفاقيات على مدى العشرين عاماً الماضية لم تفلح في ثني قطر عن سياساتها تلك، إلا أنه أكد أن الدبلوماسية هي المسار الوحيد الذي تتبناه الدولة في هذا السياق وأنها لا تنوي التصعيد بما يتجاوز الإجراءات السيادية ويصل إلى مستوى القانون الدولي. وأكد معاليه أن الإمارات مستعدة للانتظار إلى أن تأخذ العملية مجراها وأنها إذا ما نجحت في تغيير سلوك قطر فإن ذلك سيعود بالنفع على الجميع. الأزمة قد تطول وفي مقابلة خاصة مع تلفزيون دبي، أكد معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية أن الأزمة بين الدوحة والدول الداعية لمكافحة الإرهاب قد تطول، إلى أن تدرك قطر أهمية وضرورة التعامل بجدية وإيجابية مع قلق الجيران. وقال معالي الدكتور أنور قرقاش: «نعتقد أن توقيع قطر لمذكرات التوقف عن تمويل الإرهاب مع الولايات المتحدة، خطوة إيجابية»، مضيفاً أن «هذا التوقيع جاء نتيجة لضغط الأزمة، والآن الوعود القطرية بالتعامل الجدي مع قائمة الـ59 شخصاً و12 منظمة التي نشرتها الدول الأربع، أيضاً نعتبره إيجابياً»، وأشار معاليه إلى أن «الغرابة أن قطر تردد دائماً أنها حريصة على استقلاليتها، لكن يبدو أن هذا الأمر يقتصر على الجيران فقط وليس مع الجهات الأخرى»، مشدداً على أن «أي خطوة تتخذها قطر تجاه كبح دعمها للمشروع المتطرف والمشروع الإرهابي هي خطوة إيجابية، وأن الموقف الأميركي في هذا السياق إيجابي جداً، وبنفس الجدية التي تتعامل بها قطر في مسألة كبح مشروع التطرف والإرهاب من خلال مذكرة التفاهم الأميركية». ورأى معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية أن «الأزمة قد تطول لأن تعويلنا الأساسي هو على الحكمة، وإلى الآن لم تتحرك الحكمة ضمن المؤسسة الحاكمة في قطر، لتدرك بأن من غير الطبيعي استمرار القطيعة مع الجيران»، مؤكداً أن «هذه القطيعة هي نتيجة سياسات قطرية أصبحت معلومة وواضحة ولا يمكن إنكارها»، وبناء عليه شدد على أن الموقف الإماراتي هو أن «تأخذ الأزمة مجراها إلى أن تدرك قطر بأن هناك ضرورة للتعامل مع مشاغل وقلق الجيران»، وأوضح أن «هناك أموراً أخرى في المنطقة يجب التصدي لها والتعامل معها، ولا يمكن أن نجمد كل هذه الأمور بانتظار الحكمة القطرية أن تلعب دورها». ورأى معاليه أن «عامل الوقت لا يخدم أحداً، لأن الذي يخدم الجميع هو تغليب الحكمة من قبل قطر، من خلال إدراك أن هذا هو حصاد سنوات من السياسات التي سعت إلى تقويض الأمن والاستقرار في السعودية والبحرين، والتخريب في الإمارات، ودعم العديد من العناصر المتطرفة في الدول العربية مثل اليمن وليبيا وسوريا ودول أخرى»، وختم بالقول إنه «يجب أن يسود إدراك بأن قطر لا يمكن أن تبقى إلى أبد الآبدين منعزلة عن الجيران، خصوصاً في ظل تشابه نظم الحكم والنظم الاقتصادية والنسيج الاجتماعي والعلاقات بين الأسر» في منطقة الخليج العربي. إجراءات رقابية وفي تصريح لـ «سكاي نيوز عربية»، قال معالي الدكتور أنور قرقاش، إن أي حل سياسي مع قطر يجب أن يتضمن إجراءات رقابية وضامنة. وأوضح أن الغرب بات مدركا أن الكثير من الأموال القطرية تنفق على أشخاص ومنظمات إرهابية. وشدد معالي قرقاش على أن البيت الأبيض لديه موقف حاسم بشأن ضرورة وقف قطر دعمها وتمويلها للإرهاب. وقال الوزير إنه لابد لقطر أن تتعامل مع جذور المشكلة وتدرك أن علاقاتها مع دول المنطقة والسعودية أساسية، مشيراً إلى أن التصعيد القطري بجلب قوات تركية كان أمراً غير مبرر، مردفاً: «نطالب تركيا بالحياد والعقلانية». وقال معاليه: «أرسلنا رسالة واضحة لقطر بضرورة وقف تقويض الأمن في المنطقة»، مؤكداً أنه من «الأفضل أن يكون الحل خليجياً وأن نجاح الدور الكويتي مرهون بوقف التعنت القطري».
مشاركة :