وهذه قضية طالما شكونا منها وتذمرنا كل التذمر، إذ تكاد لا توجد استراحات للطرق وخاصة السريعة والطويلة في بلادنا، وإن وجدت فهي رديئة ودورات مياهها تصدّ من يستخدمها وتزكم أنفه، وقد نشرت صحيفة الرياض خبراً في عددها رقم الصادر بتاريخ شعبان الموافق يونيو يقول: «بدأت جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة الشؤون البلدية وبعض الجهات الأخرى المسؤولة تؤتي ثمارها فيما يتعلق بمسألة تطوير الاستراحات في الطرق السريعة بالمملكة وبالتعاون مع القطاع الخاص، وذلك في إطار تنمية السياحة الوطنية» ونحن إذ نشكر لهذه الجهات طموحها وجهدها نقول لها إنّ ما تحاوله لن يتمخض عن الهدف المأمول، فالمشكلة ليست في وجود دورات مياه نظيفة من عدمها في هذه الاستراحات، بل المشكلة في الناس، فهي إن وجدت وحتى لو كانت العناية بنظافتها على مدار الساعة فستكون متسخة، لأنّ من يستخدمها لا يعنى بالحفاظ على نظافتها، وقد لا يتخلص من مخلفاته، وربما يرمي الورق على الأرض بدلاً من وعاء النفايات الموجود بها، وخذوا مثلاً على ذلك دورات المياه في الطائرات، فعندما تقوم الطائرة تكون دورة المياه نظيفة، ولكن بعد عشر دقائق تتسخ وتسيل المياه على الأرض وقد يتراكم الورق في الكابينيه ويسده، وهاتوا لي أيّ دورة مياه نظيفة في المطارات أو المراكز الصحية أو أيّ دائرة حكومية، وطالما أنّ المشكلة في الناس فليس لها حل إلاّّ إذا تغيروا وهذا أمر عسير.
مشاركة :