مهرجان ليوا.. موسم الرطب يحكي تاريخ الإمارات

  • 7/19/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مهرجان ليوا.. موسم الرطب يحكي تاريخ الإماراتتنطلق الأربعاء وإلى غاية 29 يوليو الجاري فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مهرجان ليوا للرطب، والتي تحتضنها مدينة ليوا في منطقة الظفرة الإماراتية على مساحة تقارب 34 ألف متر مربع من وسط واحات ليوا.العرب  [نُشر في 2017/07/19، العدد: 10696، ص(16)]احتفاء سنوي بخيرات الأرض أبوظبي - تتواصل على امتداد 11 يوما، تحديدا من الأربعاء حتى الـ29 من يوليو الجاري، فعاليات الدورة الـ13 من مهرجان ليوا للرطب الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي. وأعلن عبدالله بطي القبيسي مدير إدارة الفعاليات والاتصال في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي عن إطلاق اللجنة لمبادرة “الخير في وطن الخير” خلال فعاليات الدورة الجديدة من مهرجان ليوا للرطب التي تنطلق الأربعاء في مدينة ليوا بمنطقة الظفرة، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وذلك في إطار التفاعل المتواصل مع “عام الخير” الذي أطلقه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ليكون 2017 عاما يعكس النهج الذي تبنته دولة الإمارات منذ تأسيسها في العطاء الإنساني. وقال “يسرّنا توجيه الدعوة لزيارة مهرجان ليوا للرطب والمُساهمة في هذه المبادرة الرائدة، لنؤكد جميعا أنّ دار زايد هي دار الخير والعطاء والمحبة لكافة شعوب العالم، والتي تأتي كذلك مواصلة لمبادرة “الخير في وطن الخير” التي أطلقتها اللجنة في الدورة الأخيرة من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وشهدت إقبالا واسعا ومميزا من قبل جمهور المعرض الذين شاركوا في هذه المبادرة الإنسانية، ضمن جهود تفعيل العمل التطوعي بكل أشكاله وترسيخ ثقافة المسؤولية المجتمعية”. وأوضح القبيسي أنّ فكرة “الخير في وطن الخير” في مهرجان ليوا للرطب تتمثّل في أن يُساهم أهالي ليوا وجمهور المهرجان في تشكيل لوحة فنية بطول 7 أمتار وعرض 3 أمتار، من خلال وضع الكرات البيضاء المُضيئة التي ترمز للعطاء على اللوحة، بما يترك بصمة شخصية وفعلا إنسانيا للزائر، ينعكس واقعا في مدّ يد العون لشخص ما وإضاءة حياته.عبدالله بطي القبيسي: "الخير في وطن الخير" تؤكد أن الإمارات دار خير ومحبة لكافة الشعوب وفي نهاية المشروع ومع اختتام المهرجان، تتآزر المئات من الكرات البيضاء للمُتبرعين في تشكيل خارطة مُنارة كليا لدولة الإمارات العربية المتحدة بفضل تبرعات ومُساهمات الزوار، بما يعكس أصالة دولة الإمارات ووجهها المشرق، وإضافة لمسيرة الحضارة الإنسانية، وبصمة واضحة تعزز ريادة الإمارات على صعيد العمل الإنساني الدولي. وأكد القبيسي أنّ تنظيم مهرجان ليوا للرطب يأتي تأكيدا لرؤية ورسالة المهرجان التي تتمثل في مواصلة مسيرة العطاء والخير التي أسسها ودعم خطاها الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان. ويُقام مهرجان ليوا للرطب تحت رعاية الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وذلك في مدينة ليوا بمنطقة الظفرة خلال الفترة من 19 يوليو إلى غاية الـ29 منه. يُذكر أنّ منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) قد أكدت ريادة تجربة الإمارات الناجحة في التعامل مع ظاهرة التصحر، مُشيدة بالنهضة الزراعية التي شهدتها الإمارات بفضل تضافر كافة الجهود. ووفقا لإحصائيات الأمم المتحدة في عام 2014 فقد تمكنت دولة الإمارات خلال العقود الأخيرة من غرس حوالي 130 مليون شجرة، منها 22 مليون شجرة نخيل تشكل 20 في المئة من إجمالي أشجار النخيل في العالم، مما يعكس تقديرا دوليا متزايدا بأنّ الإمارات تساهم في انتشار الأراضي الخضراء والحدائق والمحميات الطبيعية، كما تتبوأ دولة الإمارات مكانة عالمية مُتقدّمة في مجال حجم إنتاج وتصدير التمور لأكثر من 40 دولة. وتشتهر مدينة ليوا بنشاطها الزراعي المزدهر وبمراعيها الخصبة وتتميز بوفرة واحاتها وجودة أنواع التمور، ويأتي اختيار ليوا لتكون حاضنة أساسية لمهرجان ليوا للرطب، نظرا لما تمتلكه من مقومات بيئية جغرافية متنوعة، إذ أنها تعتبر أكبر واحة وفريدة من نوعها في الجزيرة العربية والمدخل إلى الربع الخالي. وباتت ليوا اليوم واحدة من أهم المناطق استقطابا للزوار والسياح على مستوى المنطقة، لينعموا بالهدوء والطمأنينة في قلب الطبيعة، ساعدها في هذه المهمة ذلك المزيج المتجانس بمنتهى العفوية بين الحاضر والماضي، ففيها واحد من أعلى الكثبان الرملية بالعالم، كما توجد فيها حصون وقلاع تاريخية تشهد على أن هذه الأرض شهدت ملحمة من الملاحم التاريخية التي خطّت شجاعة وصبر الرجال في مواجهة قسوة الطبيعة الصحراوية وتحويلها إلى واحات وبساتين من النخيل. وتذكر المصادر التاريخية التي جمعها الخبراء والباحثون حول ليوا، أنها كانت في الماضي ملاذا آمنا لأبناء أبوظبي حال دون وصول أي غريب غير راغب في الخير إلى أرضها، ولطالما عرفت بكونها واحة تتسع بسماحتها وكرمها لكل سائل، وبكونها قلعة بدوية أصيلة تجذب الآخرين نحو ماضي دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ يقول أحد المستشرقين “ما يجعل الصحراء جميلة هو أنها تخفي واحة ما في مكان ما”. ومنذ سنوات تحولت ليوا إلى وجهة حديثة متكاملة تتوافر فيها كافة الخدمات الضرورية، فقد حظيت برعاية خاصة من حكومة إمارة أبوظبي حولتها إلى ما هي عليه اليوم كنقطة رئيسة في الحركة الزراعية والسياحية في المنطقة والعالم، وكمجال اقتصادي مزدهر بفضل مزارعها التي تنتج أصنافا وأنواعا متعددة من الخضروات والمزروعات والتمور.

مشاركة :