الخوف من المسؤول والتنازل عن جزء من الكرامة... من القضايا التي طرحتها مسرحية «عطسة»، مساء أول من أمس على مسرح الدسمة، ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي 12، بحضور كل من الفنان أحمد السلمان وأعضاء فرقة المسرح الكويتي، الدكتور حسين المسلم، الفنانة زهرة الخرجي، عبدالناصر الزاير، عبدالمحسن القفاص وفهد البناي وآخرين، ومن المجلس الوطني أحمد التتان وعبدالكريم الهاجري.«عطسة»، التي قدمتها لفرقة المسرح الكويتي، تم اقتباسها من المبدع الروسي أنطوان تشيكوف، طرحت قضايا مثل الخوف من المسؤول والتنازل عن جزء من الكرامة، بطريقة كوميدية ساخرة، لكسر حالة اليأس التي كان يعيشها البطل.تدور المسرحية حول رجل بسيط كان يشاهد إحدى المسرحيات ويجلس أمام رجل مسؤول، ولسوء حظه يعطس في وجهه فيغادر المسؤول غاضباً، ما يترك الموظف في حالة من الخوف ليتوجه إلى بيته فوراً ويخبر زوجته عما حدث، والتي بدورها نصحته بالذهاب إلى ذلك المسؤول والاعتذار منه حتى لا يؤذيه أو يقاضيه أو يدخله السجن. فرفض الزوج طلبها قائلاً: «العطس حالة إنسانية طبيعية، الجميع يصاب بها في أي وقت وأي مكان».صاحب «العطسة» واجه ضغوطاً مارسها عليه جميع من حوله، مطالبين إياه بتقديم الاعتذار للمسؤول، فيضطر في نهاية المطاف إلى الاستجابة لطلبهم ويقدم الاعتذار للمسؤول... وهناك يجد الإهانة، وينتهي به العرض وحيداً، وهو يقول «أنا بشر ولي احتياجاتي كإنسان، والعطس احتياج طبيعي».العرض أتى جميلاً في طريقة طرح المشاهد والحركة بإيقاع سريع. وحضور النصار كان له أثره الطيب لدى الجمهور، الذي ملأت كراسي الدسمة بالكامل. كما كان هناك تناغم بين أفراد العمل، ولم نشعر بالملل أو الرتابة، وساعد على ذلك الموسيقى المرافقة والإضاءة والديكور الرائع، فكانت السينوغرافيا مبهرة ولعبت دور العامل المساعد بنجاح العرض.يذكر ان مسرحية «عطسة»، والتي شاركت للمرة الأولى في مهرجان «أيام المسرح للشباب» العام 2016 وحصدت حينها جائزة أفضل ديكور وجائزة أفضل مخرج وجائزة أفضل عرض متكامل، قام بتأليفها محمد المسلم وأخرجها عبدالله التركماني، وهي من بطولة عبدالعزيز النصار بدور «العطاس»، سارة التمتامي، والممثلين مبارك الرندي، فهد الخياط، خالد الثويني، عدنان بالعيس، ناصر حبيب و محمد الفيلي وغيرهم. أما الإضاءة، فلعبدالله وفاضل النصار، الديكور لمحمد الربيعان، الأزياء لزينب خان والمؤثرات الموسيقية لعبدالعزيز القديري.
مشاركة :