بودابست - أ ف ب - هزت الاتحاد الدولي للسباحة فضيحة فساد بطلها نائب رئيسه الأول، الكويتي حسين المسلّم، وذلك قبل ايام على انتخاباته الرئاسية وانطلاق منافسات السباحة ضمن بطولة العالم المقامة حاليا في المجر.وفي تسجيل صوتي حصلت عليه ونشرته صحيفة «ذا تايمز» البريطانية والموقع الالكتروني لصحيفة «دير شبيغل» الالمانية، يُسمع المسلم وهو يطلب، عبر وسيط، عمولة بقيمة 10 في المئة من قيمة عقود الرعاية.وبصفته المدير العام للمجلس الاولمبي الاسيوي، طالب المسلم (57 عاما)، بحسب التسجيل الصوتي، بـ «عمولات» على عقود تراوح قيمتها «ما بين 40 و50 مليون دولار».وظهر التسجيل الصوتي الذي حصلت عليه «ذا تايمز» من مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي بخصوص التحقيقات بحق المسلم والشيخ أحمد الفهد في عملية دفع رشاوى الى رئيس اتحاد غوام لكرة القدم ريتشارد لاي الذي أقر في أبريل الماضي بالحصول على نحو مليون دولار.وأدت هذه القضية الى استقالة الشيخ أحمد الفهد لورود اسمه أيضا فيها، من مهامه الكروية ومنها عضوية مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وسحب ترشيحه لاعادة انتخابه في هذا المنصب، بينما احتفظ بمناصبه الاخرى ومنها رئاسة اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك).ويتعلق التسجيل بحديث بين وكيل صيني متخصص في مجال التسويق، والمسلم الذي اقترح أن يحصل بشكل منفصل على نسبة 10 في المئة من أي صفقات رعاية تبرم لصالح المجلس الاولمبي الآسيوي.وخلال الاجتماع، قال المسلّم إن على شركة التسويق أن تأتي بصفقات رعاية بقيمة «40 إلى 50 مليون دولار» للمجلس الاولمبي الآسيوي أو «لن يكون لها قيمة». ثم ينتقل في الحديث عن «العمولات» ويقول إن المجلس الاولمبي الآسيوي سيحصل على 18 في المئة من الأموال من أي صفقات على ان تنال شركة التسويق 8 في المئة و«نحن» 10 في المئة.واقترح الوكيل الصيني، وهو السيدة آن يوان يوي، في البداية أن تحصل الشركة على 16 في المئة، يكون نصيبها منها 10 في المئة فيما تذهب الـ 6 في المئة الى المسلّم.وتقول يوي في التسجيل: «قد نحدد مثلاً 16 في المئة... منها 6 في المئة تذهب اليك مباشرة من خلال حساب الشركة. أنت لا تحتاج بالتالي الى العودة الى المجلس الاولمبي الاسيوي؟».ويرد المسلم: «لا، لا، لا، لا، لأنني لا أستطيع القيام بذلك... تعود إلى المجلس الاولمبي. أنا أفهم لكن إذا كان لديك 8 في المئة»... ثم يتبادل الحديث باللغة العربية مع مسؤول آخر قبل أن يختم قائلا: «حسناً... 10 في المئة لنا وتحصلون انتم على 8 في المئة... وهذه الـ18 في المئة ستكون بمثابة عمولة كلية».وذكرت «ذا تايمز» انه من غير المعتاد في المنظمات الرياضية الدولية أن تدفع هذه العمولة بشكل منفصل إلى موظف في منظمة تتلقى الرعاية.ولم يعلق الاتحاد الدولي للسباحة بعد على التقارير واكتفى بالقول انه «سيراقب التطورات بعناية»، مضيفا: «بيد انه تم التأكيد على انه ليس هناك اي رد بالاعتماد على المعلومات المتاحة للاتحاد الدولي في هذا الوقت. وعلاوة على ذلك، لم يكن هناك خرق لأي من لوائح فينا».من جهتها، اكدت اللجنة الاولمبية الدولية لصحيفتي «ذا تايمز» و«دير شبيغل» انها أبلغت مسؤولها في لجنة الاخلاق والنزاهة بهذه الادعاءات.اما المجلس الاولمبي فقد أقرّ بوجود الشريط لكنه يصر على عدم تقديم أي طلبات للحصول على عمولات أو دفعها لأي مسؤولين فيه.وقال في بيان: «المجلس ينفي بشدة أن يكون مسؤولون فيه طلبوا عمولات عن صفقات الرعاية ويؤكد أن أي عمولة أو أموال لم تدفع الى مسؤولين في المجلس الاولمبي الاسيوي، بشكل مباشر أو غير مباشر، وذلك عن صفقات الرعاية. جميع الأموال المرتبطة بعروض الرعاية تذهب مباشرة إلى المجلس الاولمبي الاسيوي».واضاف: «المجلس يعلم تماما بالشريط المعني ومضمونه ويعتقد انه يستخدم في حملة ذات دوافع سياسية قبل انتخابات الاتحاد الدولي للسباحة».وأشارت «ذا تايمز» الى ان المسلم يعرف باسم «الكابتن» على خلفية عمله سابقاً كطيّار، وأضافت انه الوريث الواضح لرئاسة «فينا»، وعضو في لجنة التضامن الاولمبية في اللجنة الاولمبية الدولية التي توزع مئات الملايين من الدولارات على الدول من اجل التنمية الرياضية.وفي ما خص انتخابات «فينا»، فإن رئيس الاتحاد الدولي للسباحة الاوروغوياني خوليو ماغليوني (81 عاما) قام بتعديل في قوانين الاتحاد ليترشح لولاية جديدة.ويواجه ماغليوني، الذي يرأس الهيئة الدولية منذ 2009 ويشغل منصب عضو اللجنة الاولمبية الدولية منذ 1996، منافسة من الايطالي باولو باريلي.
مشاركة :