يلتقي قطبا كرة القدم في مدينة مانشستر الإنجليزية، يونايتد وسيتي، مساء اليوم، في مدينة هيوستن الأميركية، في لقاء هو الأول لهما خارج بريطانيا، سيضعان فيه جانبا التنافس الكروي، لاستذكار ضحايا الاعتداء الدامي الذي استهدف المدينة في مايو (أيار) الماضي.وبعد أقل من شهرين على الاعتداء، يجد يونايتد وسيتي نفسيهما على بعد 7 آلاف و600 كلم من مدينة مانشستر في خضم استعداداتهما للموسم الكروي المقبل، وسيلتقيان في إطار مسابقة «كأس الأبطال» الودية.وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها القطبان الإنجليزيان خارج أراضي المملكة المتحدة، كما أنه اللقاء الأول بينهما منذ الاعتداء في المدينة، الذي كان الأكثر دموية في البلاد منذ تفجيرات استهدفت وسائل النقل في لندن عام 2005، وراح ضحيتها 52 شخصا.وسبق للناديين التبرع بمبلغ مليون جنيه إسترليني دعما لضحايا اعتداء مانشستر، وسيقومان خلال مباراة اليوم بإظهار تضامنهما مع عائلات الضحايا، من خلال ارتداء قمصان عليها صورة النحلة التي ترمز إلى مدينة مانشستر وقدرتها على تخطي ما أصابها. وبعد المباراة، ستباع هذه القمصان في مزاد يعود ريعه إلى عائلات الضحايا.وأوضح المدير العام لنادي مانشستر سيتي، فيران سوريانو: «النحلة ترمز إلى كل ما جعل من مانشستر مدينة مميزة. سيرتدي اللاعبون هذا الشعار بفخر كبير في إشارة إلى التضامن مع سكان مانشستر».من جهته، قال نظيره في يونايتد إد وودوارد: «سنستمر في مساعدة كل من طالهم هذا الاعتداء من خلال هذا العملية الهادفة إلى جمع المال، وهذه الحملة التي سيراها ملايين المشجعين حول العالم».لكن الفريقين اللذين توحدهما الذكرى ويجمعهما التضامن، ليسا على المستوى نفسه من مرحلة الاستعداد أو حتى التعاقدات.وسيخوض مانشستر يونايتد اليوم، أمام نحو 70 ألف متفرج، مباراته الثالثة خلال ستة أيام، بعدما فاز على فريقين من الدوري الأميركي السوبر هما لوس أنجليس غالاكسي (5 - 2) وسولت ليك سيتي (2 - 1).وسيقابل فريق «الشياطين الحمر» سيتي وريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين، وسيعمل مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو على منح فرصة اللعب لجميع اللاعبين بمن فيهم المنضم حديثا الدولي البلجيكي روميلو لوكاكو من إيفرتون مقابل مبلغ قياسي قدر بنحو 85.5 مليون يورو لأجل الوقوف على أفضل تشكيلة قبل بدء الموسم. وكان لوكاكو افتتح رصيده من الأهداف مع مانشستر يونايتد خلال المباراة ضد سولت ليك سيتي.وعلق مورينيو على المسابقة بالقول: «المستوى سيكون مشابها تماما لمسابقة دوري أبطال أوروبا، وهذه ستكون تجربة جيدة للغاية، لكن النتيجة النهائية ليست مهمة».وفي انتظار ضم مرتقب من قبل يونايتد لمزيد من اللاعبين، بينهما اللاعب الكرواتي لإنتر ميلان الإيطالي إيفان بيريسيتش بحسب تقديرات وسائل الإعلام الإنجليزية، قال مورينيو إنه يخطط لبناء فريق قوي يستمر لفترة طويلة سعيا لإعادة استقرار مفقود في النادي منذ اعتزال مدربه السابق «السير» أليكس فيرغسون بعد مسيرة 27 عاما.وقال مورينيو الذي قاد النادي الإنجليزي في موسمه الأول معه، إلى لقب الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» لموسم 2016 - 2017: «أتطلع للبقاء مع يونايتد في السنوات الـ15 المقبلة.. نعم، لمَ لا». وأضاف مورينيو، 54 عاما، الذي لم يمض أكثر من ثلاثة أعوام متتالية في صفوف الأندية التي أشرف على تدريبها حتى الآن: «علي الاعتراف بأن الأمر صعب جدا بسبب الضغوط التي تحيط بعملنا. الكل يضع الضغوط على المدربين، والناس يقولون نريد الفوز».وتابع: «الضغوط كثيرة ولا يقتصر عملي على أرض الملعب والنتائج التي يحققها الفريق من أسبوع إلى آخر».وقال مورينيو إن «الاستقرار لفترة طويلة يمنح أي ناد فوائد جمة، وهذا واضح في تجربة السير أليكس فيرغسون الذي قاد يونايتد للفوز بثلاثة عشر لقبا للدوري الممتاز ولقبين لدوري الأبطال خلال 26 عاما قضاها في النادي».وأضاف مورينيو: «هذا النادي ولسنوات طويلة اقترن اسمه بفيرغسون... الناس اعتادت على ذلك وتفهمت الفوائد العظيمة للاستقرار. بعد ديفيد مويز ولويس فان غال أدخل عامي الثاني مع النادي، وأتمنى أن أستمر وأن أمنح النادي الاستقرار الذي ينشده».ورغم فوزه بكأس رابطة الأندية الإنجليزية والدوري الأوروبي في أول مواسمه فإن مورينيو يعلم جيدا أن الضغوط لن تفارقه في الموسم الجديد.وقال: «تحقق نجاحا هائلا في عام وفي العام التالي يفارقك النجاح وترحل. حدث معي ذلك في تشيلسي كما تكرر الأمر مع كلاوديو رانييري في ليستر. وسيحدث لآخرين. الناس في وقتنا الحالي اعتادوا على الفترات القصيرة».ويستضيف يونايتد، الذي احتل المركز السادس في الدوري الموسم الماضي، منافسه وستهام في مستهل مشوارهما في الموسم الجديد في 13 أغسطس (آب) المقبل.أما نظيره في سيتي، الإسباني جوسيب غوارديولا، فيخوض موسمه الثاني أيضا مع النادي الإنجليزي، وينتظر منه تحقيق نتائج أفضل من الموسم المنصرم، عندما حل الفريق ثالثا في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وخرج من الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا.ووصل سيتي أول من أمس إلى الولايات المتحدة، بينما لا يزال مشجعو الفريق ينتظرون من غوارديولا على الأقل، الانخراط بقوة في سوق الانتقالات الصيفية، حيث يرجح أن أولويته هي المهاجم التشيلي لنادي آرسنال ألكسيس سانشيز رغم رفض ناديه كل عروض بيعه.على جانب آخر، واصل آرسنال استعداداته الرائعة للموسم الكروي الجديد بفوز ثمين 3 - 2 على بايرن ميونيخ الألماني بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1 - 1 في الوقت الأصلي لمباراتهما أمس في بطولة كأس الأبطال الودية الدولية.على استاد شنغهاي، وضمن منافسات «مجموعة الصين» بهذه الدورة الودية، تقدم بايرن حامل لقب الدوري الألماني (بوندسليغا) على آرسنال (المدفعجية) بهدف في وقت مبكر بالدقيقة التاسعة سجله البولندي روبرت ليفاندوفسكي من ضربة جزاء، قبل أن ينتزع أليكس إيوبي التعادل لآرسنال في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع للمباراة بضربة رأس، ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي حسمت الفوز لصالح آرسنال.وبهذا، حافظ آرسنال على سجله خاليا من الهزائم حتى الآن في استعداداته للموسم الجديد، حيث سبق له الفوز 2 - صفر على سيدني الأسترالي و3 - 1 على مواطنه ويسترن سيدني.
مشاركة :