شهدت العاصمة اليمنية صنعاء حالة من الاستنفار في أوساط الانقلابيين مع اقتراب قوات الجيش والتحالف من تخوم المدينة الجنوبية قادمة من صرواح مأرب، خصوصاً بعد أن أصبحت المناطق الجنوبية ووسط صنعاء في مرمى نيران الجيش، فيما واصلت قوات الجيش تقدمها في جبهات تعز الغربية والجنوبية، مع استمرار المعارك بمساندة التحالف العربي في بقية الجبهات، فيما قامت روسيا بإجلاء 62 من رعاياها. وفي التفاصيل، دارت في جبهات تخوم صنعاء أعنف المعارك، التي تركزت أهمها بالقرب من الجبال الفاصلة بين خولان بريف العاصمة الجنوبي ومنطقة صرواح بمحافظة مأرب، حيث تتمركز قيادة الشرعية والتحالف العسكرية. وأشارت مصادر عسكرية ميدانية في مأرب إلى أن المناطق الجنوبية ووسط العاصمة صنعاء باتت تحت رحمة نيران الجيش الوطني القادمة من جبهة «صرواح – خولان»، وتضم تلك المناطق من العاصمة أهم معسكرات المخلوع صالح من قوات الحرس والخاصة. تزامن ذلك أيضاً مع قيام روسيا بإجلاء 62 من رعاياها، وعدد آخر من مواطني رابطة الدول المستقلة «دول الاتحاد السوفييتي السابق» المقيمين في اليمن، على متن طائرة روسية هبطت أخيراً في مطار العاصمة، وهي تحمل مساعدات إنسانية لليمن. واعتبر مراقبون أن هذا الإجراء الروسي يعد مؤشراً على إدراك موسكو اقتراب موعد معركة تحرير صنعاء. من جهة أخرى، لقي أحد القيادات العسكرية التابعة للمخلوع صالح مصرعه متأثراً بجراحه جراء محاولة اغتيال تعرض لها قبل ثلاثة أيام في صنعاء، وقال مصدر محلي إن قائد كتائب الموت التابعة لميليشيات الحوثي بمحافظة الجوف، ياسر منصور السواري، توفي، أول من أمس، في صنعاء، متأثراً بجراحه جراء محاولة اغتيال قبل ثلاثة أيام من قبل مسلحين مجهولين. وفي صنعاء، أيضاً جددت المجالس المحلية بالمدينة الموالية للرئيس المخلوع تهديدها بالإضراب الشامل وتسيير التظاهرات، وإقامة الاعتصامات، بعد إقرار الحوثيين تحويل الإيرادات الزكوية من حساب المجالس المحلية إلى حسابات خاصة تابعة لحكومتهم. وقالت المجالس المحلية في اجتماع بأمانة العاصمة، بحضور أمين جمعان أمين العاصمة المعين من قبل الميليشيات والتابع للمخلوع صالح، إنه سيتم اللجوء إلى التصعيد واتخاذ كل الطرق الحقوقية القانونية والمشروعة حفاظاً على تطبيق قانون السلطة المحلية. وفي تعز، واصلت قوات الجيش بمساندة التحالف تقدمها في جبهات المدينة الغربية والجنوبية، مستغلة حالة الانهيار شبه التام في صفوف الميليشيات الانقلابية وفرار عناصرها، وتمكنت من السيطرة على مواقع عدة في الوازعية والمضاربة الواقعتين بين تعز ولحج من الجهة الجنوبية الغربية. كما تمكنت قوات الجيش من إفشال محاولة للميليشيات للتقدم في منطقة الأغابرة، وبالتحديد على موقع «ذي عهدة» والبراحة شمال المضاربة ورأس لحج، قبل أن تتحول المعركة من الدفاع من قبل جنود الشرعية إلى الهجوم الكاسح بمساندة وحدات من قوات التحالف المرابطة بالعند وعدن، وكبدت الميليشيات خسائر كبيرة. وواصلت قوات الجيش تقدمها في شمال وشرق المخاء، بعد استكمال تطهير منطقة الهاملي في موزع ومناطق جسر طنح ومناطق الجبيل والسواهرة النوبة والسلطنة والجبيل، فضلاً عن تعزيز وجودها على الطريق الرابط بين «حيس الحديد، ورسيان تعز»، وصولاً الى محيط معسكر خالد من الجهات الأربع، التي تشهد معارك عنيفة. وفي الجبهة الجنوبية للمدينة، تمكنت قوات الجيش من السيطرة على تبة الصالحين الواقعة شرق جبل صبر باتجاه دمنة خدير، بالتزامن مع تقدم الجيش في الصلو ووصوله إلى منطقتي الضعة والزنح. وفي صعدة، تعيش عناصر الميليشيات حالة من الانهيار النفسي والمعنوي جراء الهزائم التي يتعرضون لها في جبهات عدة، ما دفع قياداتهم إلى تفجير أنفسهم مع عناصرهم كما حدث مع المشرف الحوثي في صعدة، عبدالكريم صلاح العمري، المنتمي إلى منطقة ولد عمر في مران التابعة لمديرية حيدان، مسقط رأس زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي، حيث فجر العمري نفسه بقنبلة يدوية أودت بحياته وعدد من مرافقيه.
مشاركة :