مزيد من الضغوط على مسلحي جرود عرسال وقائد الجيش يتفقد الوحدات في جرود بعلبك

  • 7/20/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تسارعت أمس، وتيرة الضغوط على المسلحين السوريين الذين يحتمون في جرود عرسال، البلدة اللبنانية الحدودية مع سورية، والتابعين لـ «جبهة النصرة» تحديداً لدفعهم إلى قبول تسوية تقضي بالانسحاب إلى داخل القلمون أو تحمل عواقب معركة يشنها «حزب الله» ضدهم، ومن ثم ضد مسلحي تنظيم «داعش» الذين رفضوا الدخول في أي مفاوضات مع الحزب. وكان تردد وفق مصدر بقاعي، أن المهلة المعطاة للمسلحين بقبول التسوية تنتهي اليوم. ومن الضغوط صدور بيان أمس، عن رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري يطلب فيه من «الأخوة السوريين في المخيمات في محيط البلدة ويقدر عددها بـ110 مخيمات «التزام خيمكم وبيتكم في حال حدوث أي طارئ، وعدم الظهور المسلح»، منبهاً «من لا يلتزم بتحمل عواقب أعماله»، فيما توجه إلى المسلحين في الجرود بمطالبتهم «باتخاذ موقف شجاع وجريء بالانسحاب إلى الداخل السوري حقناً للدماء وتجنيباً للناس خسائر معركة غير متكافئة وليس لها أي نفع لقضية الشعب السوري ومن الحكمة ولا يعد عاراً أو جبناً، فقد انسحب خالد بن الوليد يوم موته وأنقذ جنوده من موقعة نهايتها واضحة ومصيرهم فيها محتوم، عودوا إلى الديار وامضوا حيث شئتم وأنّى ارتأيتم ولطالما كان الشعار الأول الحرية، حرروا ما بقي عندكم من عسكريين لبنانيين وحرروا أهلكم المدنيين من الضيق وحررونا معكم مما نعيشه من واقع مرير». وتوجه البيان إلى العراسلة طالباً منهم «الصبر والثبات والحكمة والشجاعة والصدق والإخلاص وعلينا ألا نغادر ولا نغامر متسلحين بالوعي والإدراك، كي لا نقع في آتون الفتن، ونشد على أيدي شبابنا في عرسال الذين تطوعوا للدفاع عنها مهما كلف الأمر من تضحيات». وتوجه الحجيري إلى الجيش اللبناني بتحيات تقدير «وما يراه بعضهم حصاراً نراه درعاً واقية حمت عرسال لسنين ولا تزال وعرسال إلى جانبكم». وأثنى على «الجهد الذي يقوم به اللاجئون السوريون لنشر الوعي بين أبنائهم وتعميم فكرة عدم القيام بأي أعمال ضد الجيش اللبناني والدعوة إلى رفع العلم اللبناني في المخيمات».   قائد الجيش في جرود بعلبك وتفقد قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون بعد ظهر أمس، القوى العسكرية المنتشرة في منطقة الطفيل ومحيطها في جرود بعلبك (تتداخل أراضي الطفيل بين لبنان وسورية وكان «حزب الله» ضغط على أبناء البلدة للعودة إلى الداخل اللبناني، ولا يزال أهاليها ينتظرون الضوء الأخضر لسلوك طريق مهدها الحزب من داخل الأراضي اللبنانية للوصول إلى البلدة). وحرصت الوكالة الوطنية للإعلام (الرسمية) على نفي أن تكون جولته طاولت جرود نحلة وعرسال. واطلع العماد عون، وفق مديرية التوجيه في قيادة الجيش، «على أوضاعها وحاجاتها، واجتمع مع الضباط والعسكريين وزودهم التوجيهات اللازمة. وشدّد على اتخاذ كل التدابير الميدانية لحماية البلدات والقرى الحدودية، وتأمين سلامة أهلها من أي خرق إرهابي، وأكّد قدرة الجيش وإصراره على مواجهة مختلف المصاعب التي ستعترضه في إطار جهوده الآيلة إلى دحر التنظيمات الإرهابية، بالاستناد إلى الكفاءة القتالية التي أثبتها في أكثر من محطة وتجربة، وإلى الالتفاف السياسي والشعبي حوله». وشدد قائد الجيش على «أنّ الجيش الذي استطاع أن يحمي لبنان في أصعب الظروف التي مرّ بها، سيحميه حاضراً ومستقبلاً مهما كلّفه ذلك من أثمان وتضحيات، ولن يصغي إلى ضجيج بعض الأصوات المغرضة التي تعلو بين الحين والآخر، للتشويش على أداء واجبه المقدّس في الدفاع عن الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره».   السفير السوري وفي سابقة، رد السفير السوري لدى لبنان علي عبدالكريم علي على المواقف التي أعلنها رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في شأن التنسيق مع حكومة سورية حول عودة النازحين السوريين، واعتبر أن «التعاون قائم بين لبنان وسورية والجيشين اللبناني والسوري والقوى الأمنية في البلدين وهناك تنسيق وتكامل دائم». وسأل: «متى كانت بعض الأصوات حريصة على كرامة السوريين؟»، مشيراً إلى أن «ما يتعرض له السوريون في أماكن النزوح في لبنان والأردن وغيرهما من الدول لا يحفظ كرامتهم». وقال في حديث تلفزيوني إن «بعض الأصوات لا يريد احترام العلاقات بين البلدين ونقدر كلام رئيس الجمهورية ميشال عون ومصلحتنا هي كشعب واحد في بلدين، ومن يريد عودة النازحين عليه أن يقول كلاماً مسؤولاً وكلنا معنيون بالأمم المتحدة، وإذا أرادت الحل فهي لها نشاط في سورية، لكنها ليست إنجيلاً ولا قرآناً». وقال: «على الحريري أن يحترم العلاقة بين البلدين وعدم الخروج عن الأعراف»، مشدداً على أن «مصلحة لبنان أن يلتزم الاتفاقات الثنائية»، مشيراً إلى أن «خطاب القسم تحدث عن الحرب الاستباقية على الإرهاب وترجمتها هي بالتكامل بين الجيشين». ولاحقاً، أصدرت السفارة السورية لدى لبنان بياناً انتقدت فيه «تعرض المواطنين السوريين العاملين في لبنان لسوء في المعاملة وممارسات غير لائقة وصلت حد فرض العمل «سخرة»، معتبرة الأمر «انتهاكاً للقيم والأعراف وأواصر الأخوة التي تربط بين الشعبين الشقيقين». وأهاب بالجميع «الابتعاد من المبالغة وزرع بذور الشقاق لأن مثل هذا السلوك ضار للجميع». وأثنت السفارة على موقف الرئيس ميشال عون ودعوته إلى نبذ التحريض والتعبئة ضد النازحين السوريين، وطمأنت الجميع إلى أنها «تابعت الأمر مع الجهات المعنية، ولقيت تعاوناً وتجاوباً، وهي لا تدخر جهداً للقيام بكل ما من شأنه المحافظة على كرامة المواطنين السوريين وحقوقهم». وكان وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أعلن صباحاً عبر حسابه في «تويتر» عن توقيف شعبة المعلومات الشبان الذين اعتدوا على نازح سوري، كانت وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت شريط فيديو صوره المعتدون عليه بالضرب والشتم بذريعة الدفاع عن الجيش اللبناني. وأعلنت الوكالة «الوطنية للإعلام» عصراً أن مخابرات الجيش «نفذت عملية نوعية داخل بلدة عرسال، أدت إلى توقيف كل من اللبنانيين ع. ك وخ. أ. المتهمين بالتعاون مع تنظيم «داعش»، وتم نقلهما إلى إحدى الثكنات للتحقيق.

مشاركة :