نيمار في سان جرمان.. جدلية الواقع والأوهام بين الواقعية والتحفيز والشائعات يجد أسلوب ”الركاكة” منفذا إلى بعض التعاليق والتصريحات الصحافية المهتمة بانتقالات النجوم الكبار خلال فترة الميركاتو الحالية، وتبرز مسألة انتقال النجم البرازيلي ولاعب برشلونة الإسباني نيمار إلى باريس سان جرمان الفرنسي مثالا للجدل الدائر بين أسلوب النفي والتصديق في جل التقارير الصحافية هذه الأيام.العرب [نُشر في 2017/07/20، العدد: 10697، ص(23)]بين النفي والتأكيد باريس - مثلت قيمة الشرط الجزائي للنجم البرازيلي نيمار لاعب برشلونة الإسباني (200 مليون يورو) العنوان الأبرز في كل من إسبانيا وفرنسا والبرازيل. وفي حين أكد إداري في برشلونة الإسباني أن النجم البرازيلي نيمار باق مع النادي الكاتالوني بنسبة 200 بالمئة، تتحدث وسائل الإعلام عن أن باريس سان جرمان الفرنسي مستعد لدفع أكثر من 200 مليون يورو للحصول على خدمات النجم البرازيلي. وسبق لسان جرمان أن حاول التعاقد مع نيمار العام الماضي، فكانت النتيجة أن حصل النجم البرازيلي على عقد جديد مع برشلونة حتى 2021 مع زيادة في راتبه السنوي. وأكد مصدر في النادي الباريسي لصحيفة “ليكيب” أن سان جرمان لا يريد الخوض في الحديث عن نيمار “مجددا”، مضيفا “ثمة بند جزائي ضخم وعلينا أن نكون واقعيين”. تصديق وتكذيب لكن وسائل الإعلام ودون الاستناد إلى أي مصدر تتحدث في الساعات الأخيرة عن توجه لانتقال نيمار إلى “بارك دي برينس”. وذكرت صحيفة “سبورت” الكاتالونية أن النجم البرازيلي “منزعج في برشلونة” بسبب “دوره (الحالي) في الفريق ورغبته في أن يصبح قائدا (..) لكن عليه إدراك أنه ليس ثمة طرق مختصرة لبلوغ القيادة، وهو أمر يكتسب ببطء، بشكل طبيعي، وبشكل تدريجي”. ووصل الحديث عن نيمار وسان جرمان إلى إيطاليا حيث أكد الصحافي في شبكة “سكاي سبورت إيطاليا” عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن رئيس سان جرمان القطري ناصر الخليفي “مستعد لدفع البند الجزائي لبرشلونة” والذي يصل إلى 222 مليون يورو. وذكّرت صحيفة “سبورت” بالتصريح الذي أدلى به نيمار للتلفزيون البرازيلي في العاشر من الشهر الحالي، حين قال “من يدري ما سيحصل غدا؟ أنا تكيفت مع الوضع، لكن كل شيء قد يحصل، من يدري؟”. وتصدرت الحديثَ عن احتمال انتقال نيمار إلى سان جرمان عناوينُ ثلاث صحف رياضية إسبانية أساسية، وهو أمر نادر إلى حد ما. وعنونت “ماركا” مقالها بـ”باريس سان جرمان مستعد لدفع البند الجزائي في حال حصل على موافقة نيمار: 222 مليون يورو” مع راتب سنوي قدره 30 مليون يورو. أما صحيفة “آس” فعنونت “نيمار يغازل باريس سان جرمان”، مشيرة إلى أن والد اللاعب الذي يتولى أيضا مهمة إدارة أعماله، سيأتي إلى فرنسا خلال هذا الأسبوع من أجل التفاوض مع الخليفي، فيما تؤكد “سبورت” أن “باريس سان جرمان يريد نيمار”.المشككون يتساءلون عن السبب الذي يدفع نيمار إلى القدوم إلى فريق أذله برشلونة، لكن الواقع يكشف عكس ذلك ووصل الأمر بالصحافي البرازيلي مارسيلو بيشلر إلى أن يكتب في موقع “إسبورتي إنتراتيفو” بأن نيمار “وافق على عرض باريس سان جرمان” وبأن الإعلان الرسمي سيتم “في غضون أسبوعين”، أي إما في نهاية يوليو وإما في أوائل أغسطس ويعني ذلك بعد أيام قليلة من المباراة الودية المرتقبة بين برشلونة وغريمه ريال مدريد في ميامي، ومباراة كأس السوبر الفرنسية بين سان جرمان وموناكو المقررة في طنجة المغربية (المباراتان في 29 من الشهر الحالي). لكن الصحيفة الوحيدة التي سارت عكس التيار كانت “موندو ديبورتيفو” الكاتالونية التي أكدت بعد ظهر الثلاثاء في موقعها أن نيمار “لن يترك” برشلونة، مضيفة “أن والد اللاعب أعلمه بأنه ليست هناك أي نية على الإطلاق للرحيل”. وعلى الصعيد الرسمي أعرب برشلونة عن ثقته بنسبة “200 بالمئة” من بقاء المهاجم البرازيلي في صفوفه، وذلك على لسان نائب رئيس النادي الكاتالوني جوردي ميستري الذي أجاب “200 بالمئة” ردا على سؤال للصحافيين عن بقاء نيمار مع برشلونة في موسم 2017-2018. أما باريس سان جرمان، فاكتفى بالقول إن “النادي لا يعلق على أي شائعة حول التعاقدات في سوق الانتقالات الحالي”. ويتساءل المشككون عن السبب الذي يدفع نيمار إلى القدوم إلى فريق أذله برشلونة الموسم الماضي في دوري أبطال أوروبا بالفوز عليه 6-1، لكن في الواقع هناك أسباب عدة تدفعه إلى الانتقال إلى باريس، أولها الابتعاد عن السلطات الإسبانية التي تلاحقه بتهمة التهرب من الضرائب. أسباب واقعية أما السبب الثاني، فهو أنه سيتقاضى 30 مليونا يورو سنويا، أي ضعف راتبه الحالي ما سيجعله صاحب المركز الثاني في العالم من حيث الراتب بعد الأرجنتيني كارلوس تيفيز (38 مليون يورو سنويا في الصين)، وسيتخطى بالتالي عملاقي ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو (23.6 مليون يورو) وزميله في النادي الكاتالوني ميسي (20 مليون يورو). كما أن هناك سببا آخر يشجع نيمار على القدوم إلى سان جرمان وهو تعاقد الأخير مع زميله السابق في برشلونة والحالي في المنتخب البرازيلي داني ألفيش ووجود “الجالية” الأميركية الجنوبية في نادي العاصمة الفرنسية، إذ يضم الأخير البرازيليين ماركينيوس وتياغو سيلفا ولوكاس والأوروغواياني إدينسون كافاني والأرجنتينيين إنخل دي ماريا وخافيير باستوري وجيوفاني لو سيلسو، إضافة إلى الإيطالي- البرازيلي تياغو موتا. والسبب الإضافي الذي قد يدفع نيمار إلى تحد جديد في العاصمة الفرنسية، هو أنه فاز بكل الألقاب الجماعية الممكنة مع برشلونة، لكن من أجل الفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، يجب الخروج من ظل ميسي. ويسعى مسؤولو سان جرمان إلى ابتكار خطة عملاقة لتكوين فريق قوي يحقق أحلام رئيس النادي بالمنافسة على دوري أبطال أوروبا واستعادة هيبة الفريق الباريسي محليا بعدما فقد لقب الدوري الموسم الماضي لصالح موناكو. وبدأت خطة الفريق تدخل حيز التنفيذ بتغيير الهيكلة الإدارية، حيث أطيح بالمدير الرياضي باتريك كلويفرت، لتتم الاستعانة بأنتيرو وماكسويل.
مشاركة :