الدكتور مهند العزاوي خبير استراتيجي في السياسة لا يوجد صديق دائم ولا عدو دائم ، ولكن يوجد مصالح دائمة “ونستون تشرشل” يبدوا العالم مضطربا وغير متوازنا واضحى ينشغل في أزمات مركبة وظواهر نازفة متعددة , ولم يقتصر على عالمنا العربي فحسب بل يتصل بكافة دول العالم التي تعاني من مخاض التحولات والمتغيرات السياسية , لاسيما ان النظام الدولي قد غادرنا بلا رجعة , ولم يعد هنا سياقات اممية جامعة تضع بوصلة حلول للظواهر والأزمات المركبة والمعقدة التي تتناسل وتنشطر في بيئة يسود مناخها الحرب والنزاعات , ولعل من ابرز هذه التحولات انتشار ظاهرة الإرهاب المسلح والذي جرى عولمته من خلال انشاء تنظيمات وجيوش متعددة الجنسيات مؤدلجة وتحمل مشاريع وهمية تتسق بالخيال الديني السياسي , وتجعل منه محرك ومرجل لديمومة عملها الساعي لهدم وتدمير الدول وفق شعارات وبيارق مزيفة على حساب الامن والسلم الدوليين فضلا عن صيانة امن الدول ومجتمعاتها . العلاقات الدولية العلاقات الدولية هي ابرز اقسام العلوم السياسية ويعتمد تحليل وتفسير مسارات العلاقات بين الدول والمنظمات وجماعات الضغط والشركات المتعددة الجنسيات وتلك العناصر الفاعلة في الواقع السياسي الدولي , وكذلك التحولات والمتغيرات التي من الممكن ان تحدث في مسار هذه العلاقات المركبة ما بين الدول والعناصر الأخرى . كما تُعرف أيضاً بأنها دراسة التفاعلات بين أصناف محددة من الكيانات الاجتماعية و تشمل أيضاً دراسة الظروف المناسبة التي تحيط بهذه التفاعلات. أيضا العلاقات الدولية هي علاقات شاملة تنطوي على مختلف الجماعات في مجال العلاقات الدولة سواء كانت هذه العلاقات الدولية رسمية أو علاقات دولية غير رسمية. وينطوي مفهوم العلاقات الدولية على جميع الاتصالات بين الدول والعناصر التي جرى ذكرها .أما مصطلح العلاقات الدولية فهو يهتم بكافة أشكال التداخل بين الوحدات المعروفة بالدول القومية بجانب المنظمات الدولية و الشركات متعددة الجنسيات و التجارة الدولية مفهومالنظام الدولي: تناول الدكتور عصام عبد الشافي تعاريف العلاقات الدولية وقد أشار الى مفهوم “النظام الدولي” قائلا عن “ولتز” بأنه (عبارة عن مجموعة من الوحدات التي تتفاعل فيما بينها، فمن ناحية يتكون النظام من هيكل أو بنيان ويتكون من ناحية أخرى من وحدات تتفاعل معها)، وكان “ستانلي هوفمان” أكثر تحديداً في رؤيته للنظام الدولي، فهو يرى(( أنه عبارة عن نمط للعلاقات بين الوحدات الأساسية الدولية، ويتحدد هذا النمط بطريق بنيان أو هيكل العالم، وقد تطرأ تغيرات على النظام مردها التطور التكنولوجي أو التغير فى الأهداف الرئيسية لوحدات النظام أو نتيجة التغير في نمط وشكل الصراع بين مختلف الوحدات المشكّلة للنظام)) . أما “مورتون كابلان” فقد عرّفه (((أنه “وجود مجموعة من القواعد والقيم والمعايير المترابطة التي تحكم عمل العلاقات بين الدول وتحدد مظاهر الانتظام والخلل فيها خلال فترة معينة من الزمن))). يختلف مفهوم النظام السياسي الدولي، عن مفهوم المجتمع الدولي، من عدة نواح، فالمجتمع الدولي هو المجتمع الذي ينتظم كافة الدول فى عضويته، وهو الذي يمنحها الاعتراف، كما أنه يتعامل معها جميعا على قدم المساواة دون تفرقة أو تمييز، وهو الذي يقر لها بصلاحيات السيادة الوطنية الكاملة وغير المشروطة على أراضيها، الخ، أما النظام السياسي الدولي فإنه أكثر تحديدا في مفهومه وكذا في الأسس التي يرتفع فوقها بنيانه. فإن النظام السياسي الدولي قد يكون عالميا، أو قاريا، أو إقليميا، وقد أخذ النظام العالمي طابعه المؤسسي المحدد مع عصبة الأمم أولا إثر انتهاء الحرب العالمية الأولى، ثم تطور فيما بعد مع قيام الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أن النظام السياسي الدولي، ليس مرادفا للأمم المتحدة مثلا، فهو أكبر من ذلك بكثير، بجانب الأمم المتحدة توجد منظمات دولية إقليمية عديدة، تمثل روافد لهذا النظام السياسي الدولي، وهى بما تحويه من أنشطة وتؤديه من أدوار، تؤثر في أدائه وفى توجهاته، كما أن هناك الكثير من العلاقات الدولية التي تتم خارج إطار الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية الإقليمية، وتؤثر بصورة أو أخرى في أداء النظام السياسي الدولي هذه وجهة نظر الدكتور عصام عبد الشافي . العلاقات والمصالح نجد ان الكثر من المفاهيم والمصطلحات والاسس السياسية أضحت تعاني من نقص في الوصول الى التوصيف الصحيح للواقع السياسي الدولي والإقليمي والمحلي , نظرا لاتساع العناصر الفاعلة والمؤثرة في العلاقات الدولية وشكل المصالح المتبادلة والمتغيرات والتحولات السياسية , وبما ان القاعدة السياسية الفقهية تقول (( في السياسة لا يوجد صديق دائم ولا عدو دائم ، ولكن يوجد مصالح دائمة)) “ونستون تشرشل ” وبالرغم من التراكم الزمني لهذه المقولة الا ان الواقع السياسي يشير وبوضوح فاعلية هذه المقولة كدليل عمل سياسي في العلاقات الدولية , ونشهد المتغيرات في شكل واليات ومسالك العلاقات الدولية بين الدول المتمركزة كالولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا حيث تجمعها المصالح وتختلف في الاليات والمسالك ولكن لكل طرف استراتيجيته السياسية الساعية للتنافس والصراع حول مصادر الطاقة الاستراتيجية وكذلك استراتيجية التواجد البري والبحري فضلا عن الرقع الاقتصادية الفعالة , ويدور في فلكهم الدول المؤثرة ذات الاقتصاديات والمسارات التنموية الفاعلة وبما تمتلكه من قدرات عسكرية واقتصادية متوازنة تشكل الساعد السياسي والعسكري للدول المتمركزة , وكل الدول تعمل وفقا لمصالحها مما يعودنا الحديث لابد ان نقول ((المصالح الدولية وليست العلاقات الدولية)) لان المصالح هي التي تحدد نوع وطبيعة العلاقات الدولية وديمومتها وازدهارها او افولها وتحولها لمرحلة النزاع والصراع النظام العالمي المعاصر في ظل التحولات المتغيرات السياسية الحاصلة ودخول العناصر الفاعلة الغير دولية على مسار العلاقات الدولية كـ الشركات المتعددة الجنسيات ذات التخصصات المختلفة , جماعات الضغط , المنظمات , التشكيلات المسلحة الغير متوازية التي تدار عن بعد التي تشكل العمود الفقري للحرب المركبة المعاصرة , وكذلك انفراط عقد النسق الدولي السابق واندثار القانون الدولي , وتمدد ظواهر الدول الفاشلة , المليشيا سلطة , التنظيمات الإرهابية , الفساد العالمي , الجريمة المنظمة , تجارة النزاعات , تجارة السلاح , تجارة الامن , جعلت من العلاقات الدولية تسير في اتجاهات متعاكسة لا تتسق بالقيم السياسية التطبيقية وحتى الاكاديمية, خصوصا ان الفراغ القانوني الذي برز من خلال احتكار الدول الكبرى للقرار وتمييع تطبيق القانون الدولي أسس لمشروع الفوضى السياسية الدولية , مما ينعكس سلبا على العلاقات الدولية والإقليمية وكذلك الافقية بين الدول المتاخمة , ونحن الان في مخاض تشكيل نظام دولي جديد يحدد معايير مختلفة للقيم الاكاديمية التي وضعت في العلوم السياسية سابقا ولم تعد المسميات والمفاهيم منطبقة على الواقع السياسي المعاصر مما يثقل المشهد السياسي الدولي بمفاهيم معاصرة متعددة .
مشاركة :