رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم الخميس أنشطة التنقيب عن الغاز في المياه القبرصية في البحر المتوسط ووصفها بأنها "خطيرة"، خلال زيارة الى القسم الشمالي للجزيرة الذي احتلته انقرة قبل 43 عاما. وقال يلديريم في خطاب القاه في نيقوسيا بمناسبة الذكرى ال43 لغزو القسم الشمالي من الجزيرة ان "تركيا تعتبر ان حقول النفط والغاز في شرقي المتوسط فرصة للتعاون". ونقلت وكالة أنباء الاناضول عن رئيس الوزراء قوله ان "المبادرات الاحادية للجانب القبرصي اليوناني في غير محلها وخطيرة وتفضي الى طريق مسدود". تأتي هذه التصريحات الحازمة بعد اقل من اسبوعين على فشل المفاوضات في سويسرا لتوحيد الجزيرة المقسمة منذ 1974 ويتبادل الجانبان تحميل الآخر مسؤولية فشلها. وكان اكتشف احتياطي من الغاز يقدر ب127.4 مليار متر مكعب في 2011 قبالة سواحل قبرص في حقل افروديتي. لكن استثمار الحقل لم يبدأ بعد. وتأمل قبرص في العثور على كميات تمكنها من بناء مصنع تسييل وتصدير الغاز الى أوروبا وآسيا بحلول 2022. وثروات الغاز في الجزيرة من أبرز نقاط الخلاف بين القبارصة اليونانيين والاتراك وحذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الشركات العالمية من الاستثمار في حقول الغاز قبل التوصل الى اتفاق بين الطرفين، والا فانها تجازف بخسارة علاقتها مع انقرة. وفي رسالة مكتوبة في ذكرى اجتياح الجزيرة، اتهم اردوغان القبارصة اليونانيين باظهار "تعنت" في مباحثات السلام، في مقابل "النوايا الطيبة" للقبارصة الأتراك. وقال ارودغان "بسبب هذا الامر، انتهت المباحثات للأسف من دون التوصل الى حلول في عملية المفاوضات". وأوضح اردوغان أن تركيا، التي تحتفظ بعشرات الالاف من الجنود في الجانب الشمالي لقبرص، ستواصل دغم القبارصة الأتراك وستكون "ضامنا" للسلام في المنطقة. وردا على عمليات التنقيب والحفر، اوفدت أنقرة فرقاطة الى المياه الدولية قبالة سواحل جنوب غرب قبرص لمراقبة هذه العمليات. وقبرص التي تضمّ مليون نسمة، مقسمة منذ ان اجتاح الجيش التركي عام 1974 شطرها الشمالي، ردا على انقلاب كان يهدف الى إلحاق قبرص باليونان. ومذّاك، لا تمارس الجمهورية القبرصية التي انضمت عام 2004 الى الاتحاد الاوروبي، سلطتها سوى على الشطر الجنوبي حيث يعيش القبارصة اليونانيون. وفي الثلث الشمالي المحتلّ، أعلن القبارصة الاتراك في شكل أحادي في العام 1983 إقامة "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى انقرة. ويحتفل القبارصة الأتراك في 20 تموز/يوليو كل عام بذكرى "عملية سلام قبرص". وبالنسبة لمعظم القبارصة اليونانيين، فإن الغزو أدى إلى احتلال 37 بالمائة من أراضي الجزيرة المتوسطية، وخسارة كبيرة في الأرواح والممتلكات وتقسيم مستمر حتى اليوم.
مشاركة :