«هافينغتون بوست»: الدوحة لم تتعلم من التجارب السابقة

  • 7/21/2017
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

رأى مدير مركز السياسة الخارجية لمؤسسة التراث في واشنطن، ليوك كوفي، أن على الولايات المتحدة أن تضغط على قطر، وأن على الأخيرة أن تغير سياستها قريباً. وجاء في مقال للكاتب في موقع «هافينغتون بوست» الأميركي، أنه «لم تتكلل بالنجاح مساعي وزير خارجية أميركا ريكس تيلرسون لكسر الجمود المحيط بعلاقة قطر بجيرانها»، مشيراً إلى أنه «كلما طالت الأزمة، انعكست بالسوء على المصالح الأميركية في المنطقة». ورأى أنه «وإن كان على الولايات المتحدة أن تتخذ موقفاً محايداً في العلن للحفاظ على موقعها كوسيط، فلا بدّ للبيت الأبيض ووزارة الخارجية التحرك في السرّ لممارسة الضغط على قطر، ودفعها للتوصل إلى اتفاق مع جيرانها». سياسة عدوانية وأوضح أن «دول المنطقة أرهقت من دعم قطر المتواصل لجماعة الإخوان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومساندتها المريبة للفصائل المتطرفة في كل من سوريا وليبيا»، قائلاً إنه «لا يوجد من وسيلة لتجميل بشاعة المشهد القائم، وبالرغم من تشكيل قطر حليفاً لأميركا باستضافة قاعدة العديد، فإن ممارسات الدوحة الأخيرة، اتسمت بعدوانية السياسة الخارجية المضرة بمصالح الدول العربية المجاورة والولايات المتحدة على حدٍّ سواء. وإن عجز قطر عن وقف تلك الممارسات تحمّلها دون سواها مسؤولية الأزمة الدبلوماسية الأخيرة». وأضاف الكاتب الأميركي، أنه «في ليبيا، كانت قطر عازمة على التخلص من معمر القذافي، وبدا واضحاً عدم اكتراثها بالطريقة أو بالجهة التي يتم ذلك من خلالها. ولا تزال قطر حتى اليوم تدعم جماعات على صلة بالجماعات المتطرفة كسرايا الدفاع عن بنغازي، في حين تصطف الدول المعتدلة مع الفريق خليفة حفتر، الذي أخذ على عاتقه محاربة خطر التطرف في ليبيا». وأشار كوفي إلى أن «قطر تدعم كذلك جماعات إرهابية في سوريا، ويزيد الوضع تعقيداً، لجوء عدد من القطريين إلى تمويل مجموعات متطرفة، وعجزت الحكومة القطرية عن كبح جماح مثل تلك الممارسات». وأعلنت مصادر الخزانة الأميركية في فبراير الماضي، عن «مواصلة إرهابي متمول موصوف بالعمل جهاراً من الداخل القطري». دعم أعمى ويوضح مدير مركز السياسة الخارجية لمؤسسة التراث في واشنطن، أنه «يتجلى مصدر الغضب الأكبر في العالم العربي، باستمرار دعم الدوحة الأعمى لحركات متصلة بجماعة الإخوان في المنطقة، لا سيما تلك التي انبثقت عن أحداث الربيع العربي منذ عام 2011. ولا ترى الدوحة في الأمر المقلق لجيرانها أي خطأ، لا سيما أن علاقة صداقة وثيقة تربط بين الأمير حمد بن خليفة وأحد الرموز الدينية النافذة للإخوان، متمثلة بيوسف القرضاوي، المقيم بقطر منذ عام 1961، إذ عمدت قطر في تلك الأثناء إلى تأمين منصة لبث إيديولوجيات الإخوانيين عبر «جزيرتها» الإعلامية». ويعتبر الكاتب أن قطر يبدو أنها «لم تتعلم من التجارب السابقة في علاقتها مع جيرانها العرب، وتصعّب على نفسها والعالم الأمور، وتضمن برعونتها ألا تتحسن علاقتها مع الجوار هذه المرة قريباً». ولا يزال مبكراً الحديث عن كيفية انعكاس التحركات الدبلوماسية على علاقة الولايات المتحدة بقطر، بحسب كوفي، الذي يذكر أن الروابط العسكرية الأميركية في المنطقة معروفة بالبراغماتية والمرونة. وتشير أفضل السيناريوهات إلى توصل قطر وجيرانها إلى حلّ متفق عليه للأزمة الراهنة، بحسب ما يرى. وتعتبر منطقة الشرق الأوسط اليوم بأمسّ الحاجة للاستقرار، لا سيما بعد ما شهدته من فوضى وسفك دماء أعقبا مدّ أحداث «الربيع العربي». نقل القاعدة الأميركية أكد مدير مركز السياسة الخارجية لمؤسسة التراث في واشنطن، ليوك كوفي، أنه "يجب ألا نخدع أنفسنا بالاعتقاد أن قطر كانت تعمل بالتوافق مع المصالح الأميركية على امتداد الأعوام الماضية، بالرغم من كونها حليفتها، في فترة استضافتها لممولي الإرهاب. إلا أن الأمور لم تنجح»، ويؤكد أنه «لا بدّ من نقل قاعدة العديد، حيث توجد أماكن أخرى كثيرة ستسرّ باستضافة قاعدة أميركية أساسية تكون أكثر اصطفافاً مع مصالح الولايات المتحدة في المنطقة».

مشاركة :