تصعيد كبير تشهده البلدة القديمة شرق القدس بعد قرار إسرائيل إبقاء أجهزة الكشف عن المعادن عند الأبواب المؤدية إلى المسجد الأقصى.العرب [نُشر في 2017/07/21]منع دخول المدينة القديمة وجبل الهيكل على الرجال دون الخمسين رام الله (فلسطين)- قالت مصادر فلسطينية إن الشرطة الإسرائيلية حوّلت الجمعة البلدة القديمة شرق القدس إلى ثكنة عسكرية قبيل تظاهرات فلسطينية احتجاجا على التوتر الحاصل منذ أيام في المسجد الأقصى. وبدأت قيادات ومرجعيات فلسطينية في القدس اجتماعا طارئاً للبحث في آخر التطورات المتعلقة بالمسجد الأقصى في ضوء قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر الإبقاء على وضع البوابات الإلكترونية على مداخل المسجد. وبحسب مصادر فإن الشرطة الإسرائيلية "حولت البلدة القديمة في شرق القدس إلى ثكنة عسكرية بفعل الانتشار الواسع لآليات وعناصر الشرطة وتعمل على عرقلة وصول الفلسطينيين إلى محيط المسجد الأقصى". كما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية فجر الجمعة عددا من القيادات الفلسطينية في شرق القدس من بينهم مسؤول ملف القدس في حركة فتح الوزير السابق في السلطة الفلسطينية حاتم عبد القادر. وكانت فصائل فلسطينية دعت إلى إعلان النفير العام الجمعة وتظاهرات ومواجهات مع السلطات الإسرائيلية في كافة المناطق الفلسطينية احتجاجا على إجراءات إسرائيل الأخيرة بحق المسجد الأقصى. في هذه الأثناء دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح لاجتماع عاجل الجمعة، في مقر الرئاسة في رام الله. وذكر بيان صادر عن الرئاسة أن الاجتماع سيبحث "الإجراءات الإسرائيلية الخطيرة في القدس بشكل عام، وفي المسجد الأقصى المبارك بشكل خاص، ولاتخاذ القرارات المناسبة للتعامل مع التطورات الراهنة". وكان عباس طالب لدى تلقيه اتصالاً هاتفياً من كبير مستشاري الرئيس الأميركي ومبعوثه إلى الشرق الأوسط غاريد كوشنير، الإدارة الأميركية بالتدخل العاجل لإلزام إسرائيل بالتراجع عن خطواتها في المسجد الأقصى بما فيها إزالة البوابات الإلكترونية. وشدد عباس على أن الأمور "في غاية الخطورة، وقد تخرج عن السيطرة إذا لم تقم إسرائيل بالتراجع عن إجراءاتها المتخذة في القدس بشكل عام وفي المسجد الأقصى وعلى بواباته بشكل خاص". وكان قتل ثلاثة فلسطينيين الجمعة الماضية بعد أن شنوا هجوما مسلحا على عناصر من الشرطة الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى ما أدى إلى مقتل اثنين منهم. وعقب الحادثة أغلقت إسرائيل المسجد الأقصى حتى ظهر الأحد وأعادت فتحه بعد أن نصبت بوابات الكترونية للتفتيش والمراقبة على مداخل المسجد الأمر الذي رفضه الفلسطينيون. وسببت الخطوة الإسرائيلية مواجهات يومية بين مصلين فلسطينيين يرفضون دخول الأقصى عبر البوابات الالكترونية والشرطة الإسرائيلية التي تصر على إجراءاتها. ورفض الفلسطينيون دخول المسجد منذ ذلك الحين وأقام المئات الصلوات في الخارج حيث وقعت اشتباكات مع الشرطة الاسرائيلية. كما منعت الشرطة الاسرائيلية الرجال دون سن الخمسين من دخول البلدة القديمة في القدس حيث تزداد حدة التوتر بعد التدابير الامنية التي فرضتها اسرائيل للدخول الى الحرم القدسي. وأعلنت الشرطة في بيان ان "الدخول الى المدينة القديمة وجبل الهيكل سيقتصر على الرجال فوق الخميس بينما يسمح بدخول النساء من جميع الاعمار". وتستقطب صلاة الجمعة عادة العدد الأكبر من المصلين. وأشارت تكهنات سابقة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قد يأمر بإزالة آلات كشف المعادن قبل الصلاة. ولكنه قرر عدم إزالتها عقب مشاورات أجراها مع قادة أمنيين وأعضاء في وزارة الأمن الداخلي. وقال مسؤول اسرائيلي إن وزارة الأمن الداخلي "منحت الشرطة تفويضا لاتخاذ أي قرار لضمان حرية الوصول إلى المناطق المقدسة مع حفظ الأمن والنظام العام" في الوقت ذاته.
مشاركة :