وسواس الاكتناز القهري - مقالات

  • 7/22/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

(س) امرأة في العقد الرابع من العمر، لم تتزوج قط وتعيش لمفردها مع والدتها الكبيرة في السن في البيت الكبير الذي ورثته من والدها. في هذا البيت العديد من الغرف والذي يسمح لأخواتها واخوانها بأن يأخذوا راحتهم في يوم الزيارة الأسبوعي. لكن في الحقيقة لا هم يرغبون في هذه الزيارة، ولا هي، حيث لا يوجد المكان الكافي للتجمع والجلوس، وطوال وقت الزيارة (س) متوترة خوفاً من أن يكسر الأطفال او يتلفوا شيئاً من مقتنياتها الكثيرة، فهي قد ملأت البيت بكل ما تتصوره ولا تتصوره حيث لا ترمي أي شيء مهمل بل يوماً بعد يوم تجمع خردوات أكثر وأكثر وتكدسها في جميع الغرف إلى أن بدأت الأم تضيق ذرعاً من هذه الفوضى وعدم الترتيب وكذلك الاخرون أكثروا من التذمر والشكوى، الأمر الذي يزيدها تشبثاً واكتنازاً لما لا فائدة منه.واضح أن (س) مصابة بوسواس الاكتناز القهري أو Compulsive Hoarding. لهذا الاضطراب أسباب بيئية مثل التعرض لصدمة وحادث عنيف أو تجربة قاسية من الحرمان أو الخوف والقلق من الحرمان، وأسباب بيولوجية حيث كشف الفحص الإشعاعي للدماغ لعينة من هؤلاء المرضى، وجود خلل أو مشكلة في الجزء المتعلق باتخاذ القرارات بشكل عام وهذا يجعله في موضوع الاكتناز يتخذ قرارات خاطئة في أماكن غير مناسبة لاقتناء أمور لا يحتاج إليها وعدم القدرة على اتخاذ القرار في رمي ما لا يحتاج إليه.كما لهذا الاضطراب أسباب وراثية، فالوسواس بشكل عام اضطراب وراثي قد يظهر في العائلة بأشكال مختلفة من الوساوس.العلاجلا يوجد حتى الان علاج دوائي خاص بهذا الاضطراب وما يصفه الأطباء في هذه الحالة، هو غالباً مضادات للاكتئاب او القلق لأنهما كثيراً ما يصاحبان وسواس الاكتناز. أكثر الادوية الرائجة في الاستعمال هي التي تمنع إعادة امتصاص السروتونين، وبالتالي ازدياد نسبته في الجسم فهو كما معروف عنه يسمى بهرمون السعادة.أما بالنسبة للعلاج النفسي، فقد بينت النتائج جدواها وتأثيرها المهم خصوصاً العلاج المعرفي السلوكي والذي يتم من خلاله تغيير أفكار المريض وسلوكياته وبالتالي نمط حياته بشكل عام. ففي هذا العلاج يتعلم المصاب أمورا كثيرة منها:- تشخيص وتحدي الأفكار التي تحفزه على جمع الكثير من المواد الزائدة. فالمصاب اساساً لا يعتقد بأن هذه الأمور زائدة وبلا فائدة واقتناؤها واكتنازها هو المضر لصحته النفسية وحياته الاجتماعية. لكن في العلاج يصل إلى تصديق هذه الفكرة والقدرة على التخلص من هذه الأدوات.- يكتسب القدرة على مقاومة الرغبة الملحة في اقتناء المزيد.- يكتسب القدرة على تصنيف الأدوات الى ضروري ومهم وبلا فائدة وبالتالي التخلص مما لا فائدة منه. حيث إن هذا الشخص يعتقد أن كل ما يجمعه ضروري ومهم وان لم يكن اليوم فيوماً ما سيحتاج إليه بشدة.- تعزيز مهارات اتخاذ القرار وحل المشكلة.- هؤلاء الأشخاص تزيد لديهم الرغبة في العزلة بمرور الزمن مما يؤدي الى ازدياد رغبتهم في التكنيز، لذلك إحدى ضروريات العلاج هي تحفيزهم على بناء علاقات اجتماعية فعالة.بالطبع لا يقتصر العلاج على هذه الأمور، فلكل شخص علاجه الخاص به، لكن هذه بعض الأمور المهمة التي يجب على المعالج أن يتطرق لها في علاج هذه الحالة.mosawi.75@gmail.com

مشاركة :