لا تقولون لأحد ولا أحد يدري!

  • 7/22/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

هي أكثر العبارات الرنانة هذا اليوم اشتريت آخر الهواتف الحديثة، ولكن لا تنقل لأحد هذا الخبر، تخرجت ولا أريد أن يعلم أحد، أنجبت فلانة وتريد هذا الخبر خفية!! في الحقيقة ما ذكرته ليست طرائف عن قصص الحمقى، بل هو واقع أسمعه وأشاهده حولي كل يوم. ما يدهشني ويصل بي لمرحلة تتدرج من قهقهة إلى ضحك صاخب أنَّ كل ما يُدار في الخفاء هو مجرد أخبار تصل إلى أدنى درجات السخف، بل هي أشبه أن تكون أخبارًا عن مراهقين أو أطفال لم يصلوا لسن التمييز، وإلا فماذا سيحدث للكون إن سمع بشراء هاتفك النقال؟ وهل ستتغير خارطة العالم بخبر تخرجك إن تسرب؟ وهل الطفل المولود مثلًا سيصعد بنا إلى سطح القمر؟ إن جملة “لا أحد يدري” من الجمل البليدة التي جرت العادة على قولها وتكرارها في المجلس الواحد ألف مرة أو يزيد! كنت ذات يوم في حضور إحدى المناسبات كان الحديث عامًّا والمجلس يكاد يضيق بنا من الزحام كانت جميع الحاضرات منصتات لحديث الأخرى، كل واحدة تبدأ بسرد موقف أو خبر لابد أن تستهل حديثها بتلك الجملة لاحظت أن الجميع اتفقن على ألَّا يعلم الجميع بأي حديث ذُكِر تأملت فيما ذُكِر فوجدته لا شيء يذكر من الأصل ابتسمت وانسحبت فورًا.! قد يقرأ الآن أحدكم ما أقول؛ فيضحك، وربما يظن أنني أسخر. أقول له ماذا لو سربت لك خبرًا مما ذُكِر في ذلك المجلس ستضحك حينها حقًّا؛ لتفاهة المطلوب منا إخفاؤه والتكتم عليه، وربما تأدية القسم الجماعي بعدم إظهاره.. يبدو أن المجالس الرحبة والحديث الجميل زمن انتهى بكل أسف؛ فالتفسيرات التي تسمعها عند خروجك من كل مجلس تجعلك في دهشة، وكأنك حضرت مجلسًا لم يكن هو ذاته الذي تسمع فيه تفسير نوايا فلان أو فلانة، ولماذا حدَّق حين قلنا كذا؟ وهل لاحظتم كيف تمرغ لون وجهه؟ وتحليلات تفوق علماء النفس بل لا تخطر على أكبر مدبري الجريمة أو مرتكبيها.. ثم تجدهم بعد كل ذلك يسألون لماذا تغير هؤلاء؟ كيف قطعوا بنا العلاقات؟ ما ذنبنا حتى نهجر؟ وأنت في حالة عصف داخلية، مرحلة تتطلب منك الهدوء والابتعاد، وكأنها قليلة هي الأسلحة التي وُجِّهت إليك. تأملوا المناسبات هل رأيتم الاحتشاد لها كما كان سابقًا؟! الجواب: لا طبعًا. ولكن لماذا؟ إنها المجالس البليدة القاتلة المحبطة لكل متقدم ومتعلم ومثقف وناجح مجالس التصغير والتقليل من نجاحاتك والفوضى في الآراء والتطلعات والأهداف مجالس “لا أحد يدري” إلا عما يخصك فهو سهل وبسيط ويسير جلده ونقاشه وتحقيره ونشره.. نسيت أن أخبركم:         أنا فيما ذُكِر أعلاه لا أسخر قَسَمًا.. خلود عجب رابط الخبر بصحيفة الوئام: لا تقولون لأحد ولا أحد يدري!

مشاركة :