قال محمد فايق، وزير الإعلام المصري الأسبق، إن قطر دولة صغيرة غنية، توهمت أنها دولة عظمى، دعمت الإرهاب ووفرت له ملاذاً آمناً، واعتمدت على سياسة الصوت العالي، مشيراً إلى أن تاريخها سلسلة متصلة من الانقلابات، وتتهم غيرها بما هو فيها، وخلافاً لكل دول الخليج هي دولة الفرد الواحد، لا دولة المؤسسات، وكل ما اتخذته الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) ضدها صحيح وتأخر كثيراً.ويري محمد فايق في حوار مع مجلة «الأهرام العربي»أن الإبقاء على عروبة قطر أمر مهم، مع التأكيد على أهمية إغلاق القنوات المتخصصة التابعة للجزيرة، فالإعلام لا يصنع دولة. وأضاف فايق: أن المشكلة لا تكمن في لماذا سمح لقطر بأن تستمر حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، لكن القضية تنحصر في النهج السياسي الذي تبنته، لا سيما أنها أقامت استراتيجيتها على ثلاثة محاور، الأول الصوت العالي، لا سيما أنها دولة صغيرة وغنية جدا، ثانياً العمل على الاستقواء بدولة عظمى، لذا منحها «الأمير القديم» كما يطلق عليه الآن الكثير من التسهيلات، ليتمكن من تحقيق الأهداف التي يسعى إليها وهي الشعور بأنه آمن، ثالثاً حرص على أن يكون لديه ملف شائك ومؤثر يرضي به القوى العظمى المعتمد عليها، وفي الوقت نفسه يشغل به الرأي العام، الأزمة تنحصر في أنه تخيل أنه أصبح دولة عظمى، وللأسف هو نفس المنهج الذي اتخذته ليبيا إبان حكم القذافي. حقيقة هو لم يصرح بذلك، لكن أفعاله كانت تعكس هذا التوجه، وذلك يحدث نتيجة أنها كانت دولة قائمة على الارتباط بفرد، ولم تتكون بها مؤسسات الحكم كدولة كبرى، وبذلك تختلف عن عدد كبير من دول الخليج المجاورة لها، التي تمكنت من بناء دولة مؤسسات قوية. وأضاف فايق: المشكلة تتمثل في قضية دعم قطر وتمويلها للمنظمات الإرهابية، حيث إنها ملاذ آمن لبعض الإرهابيين، هذا فضلاً عن تعاونها مع الإخوان المسلمين، حتى إن الجزيرة أصبحت من وسائل الترويج لهم، لا سيما فيما يتعلق بالهجوم على مصر، لكن برغم كل ذلك قطر ضحية لتفكير فردي أكثر منه سياسة جماعية. وأكد فايق، أن القرارات التي اتخذت ضد قطر جميعها سليمة. وحول تدخل قطر في الشؤون الداخلية للدول العربية، قال فايق، إن الأمر المرفوض هو تدخلها في شؤون الدول العربية، الذي حدث نتيجة التوسع في قنوات متخصصة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، مثل «إنشاء قناة الجزيرة الخاصة بمصر واليمن» وغيرها من الدول، هذا فضلاً عن أن الإخوان المسلمين في معركتهم مع القاهرة يستخدمون الجزيرة لتكون منبراً إعلامياً لهم، وهو منتهى التدخل في الشؤون الداخلية، البعض يرى أن هذا الفعل من قبيل التصرف بالطريقة التي تتعامل بها الدول العظمى في الوقت الراهن إعلامياً، والواقع أنه حتى الدول العظمى نفسها تتحرج من القيام بمثل هذه الأفعال، لذا فالقضية ليست في إلغاء قناة الجزيرة، بل هي الدفع بها لكي تعود إلى مسارها الصحيح. لأنها لو فكرت كدولة لن تنهج هذا النهج، لأننا في عالم لا توجد فيه فرصة للكيانات الصغيرة، لذا يتجه حاليا للكيانات الضخمة والاتحادات الدولية والتكتلات وقطر وحدها وسط دول الخليج لا تستطيع صناعة سياسة منفردة، إلا إذا وجدت في كيان أكبر، ومن الخطأ أن تصبح مخلباً لدولة كبرى. وأصاف، المشكلة ليست في عدد قنوات الجزيرة، لكن في القنوات الموجهة والمتخصصة في شؤون البلدان العربية، وهو ما يشكل تدخلاً صارخاً في شؤونهم الداخلية، حيث إن مبادئ باندونج كانت قائمة على فكرة التعايش السلمي وعدم التدخل في شؤون الغير. وحول رؤيته للخروج من الأزمة، قال فايق «بالنسبة لقطر أعتقد أن الموضوع انتهى، صحيح كان ردها به بعض «العند»، لكن يجب علينا ضبط النفس في التعامل مع هذه القضية، صحيح الضغط مطلوب ومن الضروري أن نأخذ في اعتبارنا أن فكرة إلغاء قطر من الخريطة العربية أمر كارثي، لأننا بذلك نخلق كياناً جديداً خارجاً عن المنطقة العربية، مما سيؤثر سلباً عليها، الهدف الأساسي في الموضوع هو العمل على وقف أي تدخل لها في الشؤون الداخلية للدول العربية، والفصل بينها وبين الإرهاب مع الحرص على إيقاف تشجيعها وتحريضها على الكراهية والتطرف العنيف يجب إيقافه سريعا، وما يجري حاليا جيد جدا، وما قامت به الدول لا شك خطوة جيدة لا أنتقدها.(وكالات)
مشاركة :