3 شهداء ومئات الجرحى في »جمعة الغضب«

  • 7/22/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أسقط رصاص الاحتلال ثلاثة شهداء فلسطينيين في القدس ورام الله بينما أصيب المئات، في «جمعة الغضب» في عدد من المناطق الفلسطينية والتي خرجت رفضاً للإجراءات الإسرائيلية حول المسجد الأقصى وعلى رأسها البوابات الإلكترونية. فيما شدّدت دولة الإمارات والأردن على ضرورة فتح المسجد الأقصى كلياً وفورياً أمام المصلين، واحترام إسرائيل الوضع التاريخي، دعت الكويت إسرائيل إلى الكف عن استفزاز مشاعر المسلمين والكف الفوري عن الانتهاكات. بينما طالبت مصر الاحتلال بتغليب صوت العقل بما يحول دون انجراف الأوضاع إلى مستنقع خطير يصعب الخروج منه فيما أمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتجميد كافة الاتصالات الرسمية مع إسرائيل إلى أن توقف الإجراءات الأمنية الجديدة التي فرضتها عند المسجد الأقصى. واستشهد ثلاثة فلسطينيين أمس وأصيب نحو 400 آخرون جراء اندلاع مواجهات في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين بعد صلاة الجمعة، إذ زاد الاحتلال حدة التوتر بعد التدابير الأمنية التي فرضها في محيط المسجد الأقصى أبرزها وضع آلات لكشف المعادن عند مداخله، ما أثار غضب المصلين والقيادة الفلسطينية. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد شابين فلسطينيين في القدس، إذ قتل الأول ويدعى محمد محمود شرف «17 عاماً» إثر إصابته بالرأس في مواجهات اندلعت في حي رأس العمود في القدس الشرقية المحتلة. واستشهد الثاني ويدعى محمد أبو غنام برصاص قوات الأمن الإسرائيلية في حي الطور في المدينة. وتمّ تشييع جثمان الشابين ودفنهما في القدس. وأفادت الوزارة بعدها باستشهاد شاب ثالث برصاص الاحتلال، إثر مواجهات اندلعت في بلدة ابو ديس القريبة من القدس في الضفة الغربية، مشيرة إلى استشهاد فلسطيني متأثراً بجروح أصيب بها بالرصاص الحي في القلب في ابو ديس بعد نقله لتلقي العلاج في أحد مستشفيات رام الله. وأدى آلاف الفلسطينيون صلاة الجمعة في شوارع القدس الشرقية المحتلة، بعد أن منعت شرطة الاحتلال الرجال دون سن الخمسين من دخول البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة لأداء الصلاة، وفق ما ذكر مراسلون لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي شارع صلاح الدين الرئيسي خارج أسوار البلدة القديمة في القدس، أدى المئات صلاة الجمعة، قبل اندلاع مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية التي استخدمت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع لتفريق المصلين. وبدت قوات الاحتلال في حالة تأهب في شارع صلاح الدين وأبواب البلدة القديمة في القدس منذ صباح الجمعة. كما جرت مواجهات في مدينتي الخليل وبيت لحم الفلسطينية، فيما اندلعت مواجهات على حاجز قلنديا العسكري بين مدينتي القدس ورام الله بعد صلاة الجمعة، وفق ما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني ومراسلون صحافيون. واقتحم جنود الاحتلال مستشفى المقاصد وأطلقوا قنابل الغاز والصوت والرصاص داخله وعلى رجال الأمن المحيطين بالمستشفى لاعتقال المصابين ومحاولة اختطاف جثامين الشهداء لنقلها لثلاجاتهم، إلّا أنّ الشباب الفلسطينيين تمكنوا من تهريب جثمان شهيد من على أسوار المستشفى وقاموا بدفنه بسرعة قبيل اختطافه. إغماء جماعي وفي غزّة، أصيب 20 فلسطينياً بحالات إغماء جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة من رفح جنوباً وحتى بيت حانون في الشمال، خلال المواجهات التي اندلعت نصرة للمسجد الأقصى. وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، إنّ 20 فلسطينياً على الأقل أصيبوا بحالات إغماء بينهم ستة مسعفين، مؤكدة تضرر سيارتي إسعاف نتيجة اصابتهما بشكل مباشر بقنابل الغاز. تظاهرات أردنية في الأثناء، خرج آلاف الأردنيين أمس في تظاهرات في عمان ومدن أخرى تنديداً بالاجراءات الإسرائيلية الأخيرة في المسجد الأقصى، مؤكدين دعمهم خيار المقاومة في وجه اعتداءات الاحتلال. وشارك أكثر من ثمانية آلاف شخص في تظاهرة انطلقت من أمام المسجد الحسيني الكبير وسط عمان. وصدحت حناجر المشاركين بهتافات بينها «بالروح بالدم نفديك يا أقصى»، و«اهتف وسمع كل الناس احنا للأقصى حراس»، و«على الأقصى رايحين شهداء بالملايين». موقف الإمارات على صعيد متصل، أكّد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية أيمن الصفدي، على ضرورة فتح المسجد الأقصى كلياً وفورياً أمام المصلين، واحترام إسرائيل الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات. جاء ذلك خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه سموه مساء أول من أمس من أيمن الصفدي وبحثا خلاله الجهود المبذولة لإنهاء التوتر في المسجد الأقصى، واستعادة الهدوء وفق أسس تحمي المقدسات وتضمن الأمن والاستقرار فيها. وشدد الوزيران على ضرورة بذل المجتمع الدولي جهوداً سريعة وفاعلة لإنهاء التصعيد وتطويق الأزمة، عبر ضمان احترام إسرائيل التزاماتها القانونية والدولية وإلغاء كل إجراءاتها الأحادية. واطلع وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني سمو الشيخ عبدالله بن زايد على الجهود والاتصالات التي تقوم بها المملكة لاستعادة الهدوء ووقف التوتر فيما اتفق الوزيران على استمرار التشاور والتنسيق. إدانة كويتية وفي إطار ردود الأفعال على بطش الاحتلال وقمعه المصلين باستخدامه العنف المفرط، دانت دولة الكويت أمس بشدة الممارسات الإسرائيلية المتصاعدة بحق الفلسطينيين في القدس الشريف والمسجد الأقصى، مطالبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي بفتح المسجد الأقصى وبشكل كامل. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية، دعوته إلى رفع القيود كافة التي تحول دون أداء المصلين شعائرهم بيسر وطمأنينة، وممارسة حقهم المشروع في أدائها واحترام الوضع القائم وكل الأعراف والمواثيق التي تحكم ذلك الوضع، والكف عن استفزاز مشاعر المسلمين حول العالم. وطالب المصدر المجتمع الدولي بممارسة مسؤولياته، وحمّل اسرائيل على الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية، والكف فوراً عن الانتهاكات التي لن تقود إلا إلى مزيد من العنف والتهديد للأمن والاستقرار والسلام في المنطقة. قلق مصري في السياق، طالبت مصر إسرائيل بالوقف الفوري للعنف والتصعيد الأمني ضد الفلسطينيين في القدس ومحيط المسجد الأقصى، معربة عن قلقها البالغ من تداعيات هذا التصعيد، واستيائها الشديد لوقوع قتلى ومصابين من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء جراء الاستخدام المفرط للقوة. وشددت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس، على ضرورة احترام إسرائيل لقدسية الأماكن الدينية، وحق الفلسطينيين في ممارسة الشعائر الدينية في حرية وأمان دون إجراءات تعسفية أو قيود مجحفة، تؤجج مشاعر الاحتقان لدى أبناء الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية بأكملها، وفق مكتب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية. ودعت مصر في البيان الحكومة الإسرائيلية إلي تغليب صوت العقل للحيلولة دون انجراف الأوضاع إلي مستنقع خطير يصعب الخروج منه، من شأنه أن يؤدي إلي وأد الجهود المبذولة لتشجيع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي علي استئناف المفاوضات بهدف التوصل إلي تسوية نهائية وعادلة للقضية الفلسطينية. تخوّف عربي بدوره، دان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، استخدام قوات الاحتلال للقوة المفرطة والرصاص الحي ضد الفلسطينيين العزل. وقال الناطق الرسمي باسم الأمين العام، الوزير مفوض محمود عفيفي، إن أبو الغيط يرى أنّ التوتر الحالي يفتح الباب أمام المزيد من التصعيد في الموقف، في ظل تزايد الغضب الفلسطيني والعربي والإسلامي جراء هذا العنف، وإزاء الإجراءات التي بدأت السلطات الإسرائيلية في اتخاذها، التي تمثل في مجملها قيوداً على حق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية والصلاة في المسجد الأقصى الشريف والدخول إلى حرم المسجد. إلى ذلك،لقي مستوطنان إسرائيليان حتفهما في عملية طعن،أمس، قرب مستوطنة حلميش، غرب رام الله.

مشاركة :