استشهد فلسطينيان برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، فيما أصيب عشرات الفلسطينيين خلال مواجهات عمت الأراضي الفلسطينية أمس، في «جمعة الغضب» الثالثة استمراراً للتنديد بقرار واشنطن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة أن شابين فلسطينيين استشهدا برصاص جيش الاحتلال في مواجهات اندلعت بعد صلاة الجمعة على حدود قطاع غزة. وقال القدرة في بيان، «استشهد الشاب زكريا الكفارنة (24 عاماً) اثر طلق ناري أصابه مباشرة في الصدر شرق جباليا» في شمال القطاع، حيث أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين في «جمعة الغضب». وأعلن في بيان ثانٍ «استشهاد محمد نبيل محيسن (29 عاما) وهو من سكان حي الشجاعية وقد أصيب برصاصة في القلب» قرب نقطة نحال عوز العسكرية الاسرائيلية شرق مدينة غزة، مبيناً أن ستة شبان آخرين أصيبوا بالرصاص الحي في المواجهات التي اندلعت قرب الحدود شرق خان يونس جنوب القطاع، أحدهم في «حالة خطرة». ومن بين المصابين الناشط الفلسطيني محمد أبو حجر وهو في العشرينيات من عمره وكان يرتدي زي سانتا كلوز (بابا نويل)، حيث أصيب برصاصة في القدم نقل على إثرها إلى مستشفى «ناصر» بخان يونس في جنوب قطاع غزة. وتظاهر آلاف الفلسطينيين في مناطق مختلفة في القطاع، حيث توجه المئات من المتظاهرين إلى مناطق التماس مع قطاع غزة شرق الحدود في شرق خزاعة والفراحين وشرق مخيم البريج وشرق جباليا، حيث أشعلوا إطارات السيارات ورشقوا الجنود الإسرائيليين بالحجارة. غضب الضفة وفي الضفة الغربية المحتلة، دارت مواجهات ساخنة في عدد من المناطق، بينها شمال مدينة رام الله، بالقرب من مستوطنة بيت ايل، حيث أغلق شبان الطريق الرئيسي بالحاويات والإطارات المشتعلة، وألقوا الحجارة باتجاه جنود الاحتلال الذين قمعوا المتظاهرين بوابل من الرصاص والغاز السام، كما اعتدوا على الطواقم الطبية والصحفية. وأصيب 6 شبان بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، أحدهم ضابط إسعاف في العين، بعد أن أطلق عليه الجندي الرصاصة بشكل مباشر ومن مسافة الصفر تماماً، وآخرون بالاختناق الشديد جراء استنشاق كميات كبيرة من قنابل الغاز السام، كما اعتقلت قوات الاحتلال شاباً من داخل سيارة إسعاف في المواجهات التي اندلعت عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، واندفع الجنود نحو مركبة الإسعاف، واختطفوا الشاب المصاب من داخلها واعتدوا عليه بالضرب المبرح. كما اندلعت مواجهات في بيت لحم والخليل، حيث أصيب طفل بالرصاص الحي من سلاح كاتم للصوت أطلقها قناص من جنود الاحتلال خلال مواجهات في بيت أمر. وأطلق جنود الاحتلال، الرصاص تجاه سيارة فلسطينية بزعم محاولتها تنفيذ عملية دهس في حلحول شمال الخليل. وفي نابلس وسلفيت وقلقيلية وطولكرم خرجت تظاهرات غاصبة بعد صلاة الجمعة، تخللتها مواجهات مع قوات الاحتلال وأصيب فيها عدد من الشبان برصاص الاختلال. قمع مسيرة وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه تعامل مع 150 إصابة خلال مواجهات بين شبان والجيش الإسرائيلي عند نقاط الاحتكاك الساخنة وقرب الحواجز العسكرية عقب صلاة الجمعة. وأوضح انه تم نقل مصابين بالرصاص الحي ونحو 50 مصاباً بالرصاص المطاطي، أما سائر الإصابات فهي اختناقات بالغاز السام المسيل للدموع. وأكد الهلال الأحمر تسجيل إصابة بالرصاص الحي في بلدة سعير القريبة من الخليل، وإصابة بالرصاص الحي في شمال رام الله، وإصابة عند حاجز قلنديا شمال القدس، وإصابتان بالرصاص الحي من عيار صغير يُعرف باسم رصاص «التوتو» في بلدة سكاكا القريبة من نابلس. كما خرجت تظاهرة من المسجد الأقصى المبارك بعد صلاة الجمعة، تنديداً بالاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقمعت قوات الاحتلال المسيرة واعتدت على المشاركين فيها من الرجال والنساء.