ثبّت خطاب أمير قطر مساء البارحة إدانة النظام في تبنيه لدعم التطرف والإرهاب، وأخفت كلمات إنشائية تم سردها في 16 دقيقة شجاعة الاعتذار والإقرار بالخطأ، ويبدو أن فريق إعداد بيان أمير قطر لم يكن موفقاً في تحديد غاياته، وترتيب أولوياته، ووقع في الخلط بين الجوهري وبين الشكلي، فالخطاب ظاهره داخلية وباطنه تضمين رسائل لم تخل من اعتراف ضمني باقتراف مخالفات مجرمة في القانون الدولي، وربما لم ينضج الفريق المتخصص في الصياغة ليعلي من لغة المهادنة، واستعطاف الفريق المتضرر من تجاوزات قطر، ففي العرف السياسي أن مطلع الخطاب عادة ينصب على الأهم بدءا من آخر المستجدات، ويتدرج بذاكرة استرجاعية لما آلت إليه الأمور وصولاً إلى الأسباب، ولعل النجاح لم يحالف صياغة المفردات الباردة المتضمنة في غالبها إشادة بشعب مغلوب على أمره، في ظل مكابرة قيادته وتنكرها لما أقدمت عليه من إساءة دفع ثمنها القطريون الأبرياء. ويؤكد المحلل السياسي الدكتور عبدالله الطاير أن الغالب الأعم على كلمة أمير قطر استجداء العالم ليقبل على الدوحة مستثمراً في حين أن الاستثمارات لن تأتي لعاصمة تحتضن رموز التطرف والإرهابيين، ما يعني أن حكومة قطر استشعرت مؤخراً ما جنته على شعبها بسبب سياسات رعناء.
مشاركة :