أكد كريم الصلح المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة جلف كابيتال، أن إمكانيات النمو في الاقتصاد الرقمي في المنطقة العربية هائلة ومثيرة، وأن الشركة متحمسة للاستثمار بشكل أكبر في شركات التكنولوجيا بمنطقة الخليج، وهي سبّاقة في عدة مجالات مقارنة بمناطق أخرى في العالم، علماً أننا اليوم عند منعطف هام تتوفر فيه العديد من عناصر البنى الرقمية الأساسية. واعتبر أن استحواذ «أمازون» على «سوق.كوم» أمر في غاية الأهمية وسيكون لهذه الصفقة بالقطع تأثير إيجابي من نواح عديدة. فأولاً، هي تؤكّد على المكانة الهامة للقطاع الاستهلاكي في الشرق الأوسط على الصعيد العالمي. كما تؤكّد ثقة اللاعبين العالميين الرئيسيين بمستقبل الاقتصاد الرقمي في منطقتنا. والأهم من ذلك، أنها تبرهن وجود مواهب مذهلة في المنطقة تستطيع أن تنشئ شركات عالمية المستوى تعتبر مغرية للمستثمرين العالميين والإقليميين وأخيراً، فإن هذه الصفقة تعتبر تطوراً جيداً لقطاعي رأس المال المغامر والملكية الخاصة في المنطقة، لأن البيع لشركة «أمازون» يفتح مسار تخارج جديداً، من خلال بيع شركات المحافظ الاستثمارية إلى مشترين استراتيجيين عالميين يعملون في نفس قطاع الشركات التي يستحوذون عليها. مزايا وأضاف كريم الصلح أن منطقتنا من أكثر المناطق المثيرة للاهتمام، وكذلك هي من أكثر المناطق الواعدة من حيث النمو في الاقتصاد الرقمي، فدول التعاون تتمتّع بأحد أعلى معدلات ارتباطية الهاتف النقّال في العالم. وإذا نظرنا إلى مقياس تبنّي المستهلكين للتقنيات الرقمية، فإن الإمارات والبحرين هما من البلدان التي تسجّل أعلى المعدلات، حيث لديهما انتشار للهواتف الذكية بنسبة 100% و70% في تبنّي منصات الوسائط الاجتماعية، أي أعلى حتى من الولايات المتحدة. واليوم، نجد أن مساهمة الاقتصاد الرقمي في إجمالي الناتج المحلي في المنطقة ضئيل، حيث لا يتعدى 0.4% ولكن المؤشرات كافة تُبيّن أن هذا الوضع في طريقه للتغيير. إذا ما أجرينا مقارنة لمنطقتنا مع بعض مناطق العالم الأخرى، نجد أنه في الولايات المتحدة، ساهم الاقتصاد الرقمي بنسبة 8% في إجمالي الناتج المحلي علم 2015 ولذلك فإن المنطقة ما زال لديها مجالات واسعة للنمو والإمكانيات هنا هائلة. فبعض المحلّلين يتنبؤون بأن السوق الرقمي الموحّد في عموم منطقة الشرق الأوسط، والذي سيضمّ 160 مليون مستخدم للتقنيات الرقمية في 2025، قد يسهم بما قد يصل إلى 3.8% سنوياً في إجمالي الناتج المحلي أي ما يوازي حوالي 95 مليار دولار. والأهم من ذلك، فإن لدى شركات التجارة الإلكترونية المحلية إمكانيات للنمو، ليس على الصعيد الإقليمي فحسب، بل على المستوى العالمي أيضاً. استثمارات وعن استثمارات جلف كابيتال الحالية في الاقتصاد الرقمي حتى الآن، قال: نمت شركة «محطات العالم» Destination of the World التابعة لمحفظتنا الاستثمارية، وهي شركة للتجارة الإلكترونية تأسست في الإمارات وتختص ببيع الليالي الفندقية بالجملة وللشركات حصرياً حتى أصبحت من كبرى شركات التجارة الإلكترونية في العالم في سوق الضيافة بالجملة وقد استثمرنا أيضاً في «سبورتر.كوم» البائع للمكملات الرياضية والغذائية في منطقة الخليج، والتي تعمل في قطاع سريع النمو من الاقتصاد الرقمي، وكذلك في «الإمارات للمزادات» أحد أكبر بيوت المزادات على الإنترنت في المنطقة. وأوضح أنه خلال السنوات الماضية بدأنا نتطلع إلى تملّك أسهم في شركات تعمل في القطاع الاستهلاكي المزدهر وفي الاقتصاد الرقمي وتحديداً في مجال التجارة الإلكترونية وعليه، فإن صندوقنا الثالث والأحدث للملكية الخاصة الذي أغلق عند 2.75 مليار درهم (750 مليون دولار) والذي بلغت استثماراته نحو 35% من قيمته الإجمالية، خصّص بعض هذه الاستثمارات للاقتصاد الرقمي. ومن المهم أن أذكر هنا أن «جلف كابيتال» استثمرت حتى هذا التاريخ أكثر من 500 مليون درهم في منصات التجارة الإلكترونية، كما أننا ندرس إجراء المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع. ولدينا أيضاً شركات ضمن محفظتنا الاستثمارية تعمل في قطاع خدمات النفط والغاز وقطاع الطاقة والمياه وخدمات الأعمال والقطاع اللوجستي. قطاعات وذكر أن استراتيجية «جلف كابيتال» الأوسع هي الاستثمار في قطاعات دفاعية سريعة النمو من الاقتصاد مثل الرعاية الصحية والتعليم والقطاع الاستهلاكي وقطاع الأغذية وقطاع التكنولوجيا. وأضاف أننا كشركة للاستثمار البديل، نستثمر من خلال صناديق للملكية الخاصة والدَّيْن الخاص في الشركات الصغيرة والمتوسطة في الشرق الأوسط. ونستثمر في تلك الشركات من خلال تملّك أسهم فيها، أو من خلال تمويلها عبر صندوقي المديونية الخاصة اللذين أطلقناهما. تطوير وعما إذا كانت الشركات الصغيرة في المنطقة تبحث عن حلول مالية بديلة، قال: علينا أن نتذكّر أن الحصول على التمويل من أكثر الأمور صعوبة التي تواجهها الشركات الصغيرة في أنحاء العالم وبالأخص في المنطقة العربية، حيث لا تستطيع 63% من تلك الشركات أن تؤمّن التمويل اللازم لها. ثقافة الابتكار قال كريم الصلح إن «جلف كابيتال» تركّز من خلال مساهمتها في المسؤولية المجتمعية على الشباب وريادة الأعمال والتعليم. وقد أطلقنا مع «ميد» منذ 6 سنوات «جوائز جلف كابيتال للشركات الصغيرة» التي تحتفي بالشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة وتشجّعها. ومن خلال هذه الجوائز، يتم تعزيز ثقافة الابتكاروالابداع وريادة الأعمال لدى قطاعات الأعمال في المنطقة.
مشاركة :