احرص على ما ينفعك.. قاعدة نبوية جليلة الفائدة

  • 7/22/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة -  الراية : تناول الشيخ عبدالله إبراهيم السادة في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع مريم بنت عبدالله أهمية الحرص والاجتهاد في الأمور النافعة ، وقال: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-« احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ ». وقال: هذه قاعدة من القواعد النبوية المحكمة التي دلّ عليها قول النبي وهي قاعدة نبوية جليلة الفائدة، عظيمة المعاني، انطوت على «كلامٍ جامعٍ نافع، مُحتوٍ على سعادة الدنيا والآخرة. فالأمور النافعة قسمان: أمور دينية، وأمور دنيوية، والعبد محتاج إلى الدنيوية، كما أنه محتاج إلى الدينية، فمدار سعادته وتوفيقه على الحرص والاجتهاد في الأمور النافعة منهما، مع الاستعانة بالله تعالى، فمتى حرص العبد على الأمور النافعة واجتهد فيها، وسلك أسبابها وطرقها، واستعان بربه في حصولها وتكميلها، كان ذلك كماله، وعنوان فلاحه، ومتى فاته واحد من هذه الأمور الثلاثة، فاته من الخير بحسبها، فمن لم يكن حريصاً على الأمور النافعة، بل كان كسلاناً، لم يدرك شيئاً، فالكسل هو أصل الخيبة والفشل، فالكسلان لا يدرك خيراً، ولا ينال مكرمة، ولا يحظى بدين ولا دنيا، ومتى كان حريصاً، ولكن على غير الأمور النافعة - إما على أمور ضارة، أو مفوّتة للكمال - كان ثمرة حرصه الخيبة، وفوات الخير، وحصول الشر والضرر، فكم من حريص على سلوك طرقٍ وأحوالٍ غيرَ نافعة لم يستفد مِن حرصه إلا التعبَ والعناءَ والشقاءَ. المنافع وأضاف: قال الشافعي - رحمه الله تعالى-: احرص على ما ينفعك، ودع كلام الناس، فإنه لا سبيل إلى السلامة من ألسنة العامة. ومثله قول مالك بن دينار: من عرف نفسه لم يضره ما قال الناس فيه» «وفي قوله صلى الله عليه وسلم: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز» أمرٌ بالتسبب المأمور به، وهو الحرص على المنافع، وأمرٌ مع ذلك بالتوكل - وهو الاستعانة بالله. فمن اكتفى بأحدهما فقد عصى أحد الأمرين، ونهى عن العجز الذي هو ضد الكَيس، وكما في الأثر: «الكيّس: من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز: من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله». فالعاجز في الحديث مقابل الكيّس، فمن فعل ما أمر به من التزود، فاستعان به على طاعة الله وأحسن منه إلى من يكون محتاجاً، كان مطيعاً لله في هذين الأمرين». قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الحَدِيث الصَّحِيح لسعد: «إِنَّك لن تنْفق نَفَقَة تبتغي بهَا وَجه الله إِلَّا ازددت بهَا دَرَجَة ورفعة، حَتَّى اللُّقْمَة تضعها فِي فِي امْرَأَتك» أصدق كلمة وقال الشيخ السادة: إن أصدق كلمة قيلت بعد القرآن والسنة هي كلمة علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «قيمة كل امرئ ما يحسنه»، وهذه الكلمة إنما هي تجلي معنى العبارة الأولى من هذه القاعدة النبوية وهي: «احرص على ما ينفعك» فاحرص على أن يكون هذا الذي تحسنه هو مما ينفعك في الدنيا والآخرة، وإياك أن تجعل قيمتك تافهة ساقطة، فلا تجعل قيمتك فيما لا تطمع أن تراه في صحيفة حسناتك من اللهو والعبث المحرم. اختيار النافع وأضاف: من أعظم ما يعين على اختيار النافع من الأعمال والأقوال والمشاريع: 1 - العلم، فإنه يهدي إلى الفرقان بين الأمور النافعة والضارة، وبين النافع والأنفع، وأصل هذا العلم: علم الشريعة، وما يعين عليه من علوم دنيوية تتصل بالأمر الذي سيقدم عليه الإنسان، امتثالاً لقوله تعالى:»فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ». 2- الاستشارة، فكم من رأي يبدو للإنسان سدادُه، ثم بعد الاستشارة يتبين له خلاف ذلك! ولهذا كان من حكمة الله تعالى أن يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالاستشارة مع أنه نبي يوحى إليه! ليقتدي به من بعده من الأئمة فضلاً عن عامة الناس، وقد قيل: ما ندم من استشار، ولا خاب من استخار. وتشتد الحاجة إلى الاستشارة كلما عظم شأن الأمر الذي يُقدم عليه الإنسان، كزواجٍ، أو مشروع علمي أو تجاري كبير. 3- أن يعلم العبد أن ما ينفع لفلانٍ من الناس فقد لا ينفع لك، فالنفوس ليست واحدة، والمواهب والملكات ليست سواء بين الناس، والقدرات والإمكانات ليست على نسقٍ واحد، فرب عملٍ يُنصح به زيد ولا ينصح به عبيد، والعكس صحيح.

مشاركة :