الذين بُشروا بخطاب أمير قطر الشيخ تميم أصابتهم خيبة كبرى بعد الاستماع إليه، حيث لم يرق هذا الخطاب إلى مستوى الأزمة التي تعيشها بلاده، ولم يكن فيه أكثر مما رددته وسائل إعلام قطرية، بالأصالة أو بالوكالة، منذ اليوم الأول لهذه الأزمة. توقيت الخطاب، أيضاً، كان سيئاً؛ كونه يأتي في ظل أزمة أخرى كبرى بين الكويت وإيران، بعد أن أثبت القضاء الكويتي ضلوع إيران وميليشيا حزب الله في تجهيز ودعم خلية العبدلي بالسلاح للاعتداء على منشآت وطنية كويتية. وهذا يفترض أن يحرج قطر التي تدين بولاء واضح لإيران وتُبرئ حزب الله من كونه ميليشيا إرهابية تعادي دول الخليج وكل الدول العربية خضوعاً لحسابات ملالي طهران. بالاستماع إلى خطاب الشيخ تميم يبدو أن القطريين مغيبون عن الواقع وعن ما يدور في المنطقة، خاصة ما تتعرض له دول الخليج من تربصات إيرانية لا تحتاج إلى مزيد من الأدلة لكي يدركها القطريون الذين اختاروا الضفة الفارسية المعادية على الضفة الخليجية العربية المحبة والمخلصة. كنت أتمنى بحق أن يكتب الشيخ تميم خطابه بيده حيث بدا أن صناع الأزمة المرتزقة هم الذين كتبوه ليضعوا مزيداً من العصي في دواليب الحل الأوضح والأسهل. ولو أن الشيخ تميم كتب خطابه بنفسه لقادته بديهيات الانتماء وضرورات مراعاة قلق الأشقاء ومطالباتهم إلى أفضل بكثير مما سمعناه منه في هذا الخطاب الذي لم يكن أبداً على قدر انتظاره وقدر المتوقع منه.!! ما يظهر الآن أن قطر تصر على (ركوب رأسها) والذهاب بعيداً جداً عن أشقائها في الخليج وفي العالم العربي. ولو شققتم عن قلبي لوجدتم أنني لا أتمنى هذا لها لأنه يعني خسارتها الكاملة لنفسها وأهلها.