أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن تصريحات أمير قطر تميم بن حمد لشبكة «سي بي إس» الأميركية، لم تقدّم أي جديد يساهم في حل الأزمة، ولم تحد عن خطاب المظلومية وإنكار المسؤولية عن الأزمة في خطاب موجّه للغرب وليس للبيت العربي. وكتب معالي د. أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في تغريدة على تويتر «لا جديد في برنامج «60 دقيقة»، حالة المظلومية والإنكار مستمرة، خطاب موجه إلى الغرب، بقاعدته وكنيسته، مقابلة منسية لن تُقدم ولن تساهم في حلّ». وفند محللون وخبراء استراتيجيون أكاذيب أمير قطر التي أطلقها في حوار له مع شبكة «سي بي اس» الأميركية، مؤكدين أن ما جاء في الحوار يحمل مغالطات وادعاءات لا أساس لها من الصحة، وتكشف أن الدوحة مستمرة في عنادها ولا تريد الوصول إلى حلول مع دول المقاطعة الأربع (مصر والسعودية والإمارات والبحرين). وأوضح الخبراء في تصريحات متفرقة لـ«البيان» أن تميم لجأ إلى الأكاذيب لتحسين صورة نظامه الداعم للإرهاب أمام الرأي العام الغربي، وتناسى أن تورطه في دعم الجماعات المتطرفة أصبح مكشوفاً أمام العالم كله بعد إيوائه داخل بلاده شخصيات وضعتها مؤسسات دولية على رأس قائمة الإرهابيين، مشيرين إلى أن أمير قطر يردّد نفس المزاعم في كل ظهور له بدلاً من الاعتراف بأخطائه ومحاولة البحث عن نقاط تلاقي مع جيرانه في الخليج. ورأى الكاتب الصحافي مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، في تصريحات لـ«البيان» أن تميم دأب خلال الفترة الأخيرة - وتحديداً منذ قرار قطع العلاقات مع نظامه - إلى ترديد مغالطات وأكاذيب في محاولة منه لكسب تعاطف الشعب القطري وكذلك السعي نحو التحالف مع قوى إقليمية تناصب الخليج العداء، مشيراً إلى أنه غازل الإيرانيين ولم يقدم ما يثبت حسن نواياه تجاه جيرانه من دول الخليج. وتساءل: كيف يدعي أمير قطر أن سيادة بلاده خط أحمر على الرغم من أن تلك السيادة المزعومة تم دهسها تحت أقدام القوات الإيرانية والتركية التي سمح لها تميم بدخول بلاده لحماية نظامه والتصدي لأي مظاهرات شعبية تطلب الإطاحة به، وتابع مكرم: أي سيادة تلك وأرضه مسرح للقواعد العسكرية الأميركية التي ساهمت في احتلال العراق وفي نشر الفوضى في ليبيا وسوريا؟!. كذب مفضوح ورأت الخبيرة في الشؤون الإيرانية وأستاذة الدراسات الفارسية بجامعة حلوان، د.فاطمة الزهراء جمال الدين، حديث أمير قطر للقناة الأميركية محاولة بائسة لتجميل صورة نظامه، مؤكدة أن الحديث تضمن أكاذيب واضحة سردها الأمير القطري عن علاقة الدوحة بطهران ومنها ادعاؤه بأن قطر لجأت لإيران بعد قرار دول المقاطعة قطع علاقاتها مع الدوحة، مشيرة إلى أن هذا الكلام كذب مفضوح، لأن العلاقات القطرية الإيرانية علاقات قديمة جداً وممتدة منذ سنوات بعيدة. وفي رأي اللواء حمدي بخيت الخبير العسكري عضو مجلس النواب المصري، فإن ما تطرق إليه أمير قطر من خطورة القيام بعمل عسكري ضد الدوحة، وأن ذلك سيؤدي إلى فوضى كبيرة في منطقة الشرق الأوسط سيناريو تخيلي لا يمكن لأحد تصديقه. وفند بخيت ذلك قائلاً لـ«البيان»: «منذ اندلاع الأزمة مع النظام القطري لم يخرج تصريح ولا تلميح من أي مسؤول في الدول الداعية لمكافحة الإرهاب يشير إلى إمكانية اللجوء لعمل عسكري». تميم يخادع ورجح المحلل السياسي التونسي منذر ثابت لـ«البيان» أن المقابلة التي بثتها قناة «سي بي إس» الأميركية مع تميم كانت برغبة من نظام الدوحة، وكان الهدف منها هو توجيه رسالة استعطاف إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ودعوته للتدخل بهدف فك العزلة عن قطر. وأضاف ثابت إن تميم لم يدرك أن هناك تحوّلات جذرية في موازين القوى في المنطقة، وأن الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب تمثل قوة إقليمية ودولية أكبر من أن تخضع لأي محاولات أجنبية للتدخل في قراراتها السيادية، وقد تأكد ذلك في أكثر من مناسبة، حيث سبق لدول عدة منها بريطانيا وألمانيا وفرنسا وحتى الولايات المتحدة ذاتها، أن حاولت البحث عن حل للأزمة، ولكن الرد من الدول الأربع كان واضحاً وهو ضرورة أن تستجيب قطر للمطالب الـ 13. نشر الكراهية وحول إشارته إلى أن العالم سيشهد بعد عقود كيف غيرت قناة «الجزيرة» مفهوم حرية التعبير في المنطقة، قال أستاذ الإعلام في الجامعات الليبية عبد الكريم العجمي لـ«البيان» إن حرية التعبير قضية نبيلة وسامية، ولكن لا علاقة لها بما تقوم به قناة «الجزيرة» التي تم توجيهها لخدمة أهداف بعينها، ومنها الترويج للفكر الإخواني والجماعات الإرهابية دون غيرها، وسيشهد العالم بعد فترة كيف أن هذه القناة لم تكن وسيلة إعلام بقدر ما كانت غرفة عمليات عسكرية ومخابراتية ذات مرجعية نازية شريرة، ساهمت في تدمير دول وتمزيق مجتمعات واستباحة أوطان وإهدار ثروات وفي هدر دماء آلاف الأبرياء وبث الكراهية والحقد بين أبناء الشعب الواحد والأمة الواحدة. التحالف مع إيران وفيما يخص إشادة أمير قطر بإيران، قال المحلل السياسي التونسي عمر الحاج علي لـ«البيان» إن تنظيم الحمدين لم يخرج منذ جلباب الملالي منذ أكثر من 20 عاماً، وإن التعاون بين النظامين كان قائماً، ويستهدف بالأساس دول الخليج العربي، كما أن التحالف بين الإسلام السياسي السني ونظيره الشيعي، انطلق منذ وصول الخميني إلى الحكم، عندما بايعه الإخوان المسلمون وساندوه في حربه ضد العراق، وعندما اعتبروا ثورة الخميني إعلاناً عن صحوة إسلامية حاولوا ترجمتها في أكثر من بلد عربي، إلى أن جاء ما يسمى بالربيع العربي الذي لعب فيه النظامان دوراً موحداً، لم يحصل فيه أي تناقض إلا في الساحة السورية، عندما انحازت الدوحة للمشروع التركي. وأبرز المحلل السياسي الليبي محمد أحمد الهوني لـ«البيان» أن أمير قطر سعى إلى تقديم خدمة لإيران لدى الرأي العام الأميركي بإبرازها كدولة وفرت لبلاده الغذاء والدواء بعد ما وصفه بتطبيق الحصار على بلاده، رغم أن العالم يدرك أن الأمر لا يتعلق بحصار، وأن أبواب البحر والجو كانت مفتوحة أمام القطريين، كما أن ثرواتهم الطائلة كافية لتوريد كل احتياجاتهم من أي بلد من العالم. وأضاف الهوني أن محاولات الإساءة المتعمدة لدولة الإمارات والمملكة العربية السعودية مقابل الإشادة بإيران، يؤكد أن نظام الدوحة تخلى عن كل القيم العربية الإسلامية وعن ثوابت العمل الخليجي والعربي المشترك، واختار أن ينحاز إلى العدو الذي ما انفك يتأمر ضد عروبة الخليج وأمن واستقرار المنطقة. منعرج أخطر وقال الكاتب الصحافي جهاد أبو بيدر: لا أعلم لماذا تتّجه سياسة قطر لتدويل الأزمة وأخذها لمنعرج أخطر مما هي فيه، وزجّ اسم ترامب وأنه لن يسمح لأي محاولة لتغيير نظام الحكم في قطر هو منحى غير مطروح من الدول المقاطعة ومحاولة بائسة للالتفاف على المطالب الواضحة التي ترفض قطر مناقشتها. ورأى المحلل السياسي بلال العبويني أن التصريحات الأخيرة لأمير قطر تميم بن حمد توضح حجم الأزمة التي على ما يبدو أنها تسير باتجاه إدامتها ما لم تتوسط فيها إدارة الرئيس الأميركي. الخبير السياسي، علي نجم الدين يؤكد أن المتابع لسياق ما يجري في الأزمة من مقابلات لقطر وما تحملها من تصريحات من جهات متعددة، يدرك أن أمير قطر وصل لمرحلة يشعر بها في العزلة والخوف مما بعد ذلك، فالتهميش والعزلة يظهران في إجاباته غير المترابطة أو المتزنة.
مشاركة :