الوطن.. نحن له كما يريد

  • 7/23/2017
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

الوطن هو المكان الذي نتجه إليه في نومنا، والأوطان بالنسبة لكل الناس في كل زمان ومكان هي الأمكنة التي يتجهون إليها في أحلامهم بتنوعها، وباختلافاتها، أحلامهم في النوم، وفي اليقظة، وفي أحلامهم الآمال، والأماني والتطلعات المبللة بماء القلوب. إن الأوطان التي لا تنضفر خيوطا من لآلئ وذهب في نسيج أحلام الناس، أو لا يغزلونها في أحلامهم، ولا تكون جزءا منها، ليست أوطانا حقيقية، مجرد أمكنة لعيش مؤقت. الأوطان حين لا تتوافر فيها شروط الحياة الكريمة وضمان حقوق الناس بكل أنواعها والحرية والمساواة، والأمن والاستقرار، لا تستحق أن تسمى أوطانا. الأوطان بالنسبة لكل الناس، في كل زمان ومكان هي الأمكنة التي يتجهون اليها في أحلامهم بتنوعها، وباختلافاتها، أحلامهم في النوم، وفي اليقظة، وفي أحلامهم الآمال، والأماني والتطلعات المبللة بماء القلوب. والوطن الذي لا يتجه الناس إليه في أحلامهم، يدفع الناس لا محالة إلى احتراف الحلم في اتجاه معاكس، في اتجاه الخلاص منه بالرحيل إلى أماكن غريبة، نائية أو قريبة، أمكنة تغتسل بالنور، تبسط لهم ايادي مورقة بالوعود بأشياء جميلة ومشتهاة وبأقواس قزح. قد يتحقق حلم البعض بالانفلات من قبضته المجدبة من الأحلام والوعود، وقد لا يستطيع البعض الآخر، فيضطرون الى البقاء، ويوطنون النفوس على الانتظار، أو ينأون عنه، بإرادة الروح أو بدونها،عبر مفازات الاغتراب الموحشة، يروون في عزلتهم النفسية أحلامهم المهددة بالذبول، وينسجون على مناويل الصبر صورا لأوطان بديلة بمدن خضراء وجميلة، يمنون النفوس بدخولها بأمن وطمأنينة في أزمنة يتمنون أن تكون قريبة، وقادمة لا محالة. فليكن هذا الوطن الممتد من الماء الى الماء، ومن كثيب في الشمال الى آخر في الجنوب، فليكن في كل الأيام، المكان الذي نتجه إليه دائما في احلامنا، في النوم واليقظة، وفي الأحلام والأماني، في الشدة والضيق، والسراء والضراء، نمنحه الحب والانتماء ملفوفين بأغلفة مطرزة بالصدق والإخلاص، ويهبنا كل ما يُقوِّي فينا الشعور بإنسانيتنا وما يجعلنا لا نخجل، ولا نتردد في أن نتباهى به ونفتخر أمام الآخرين. فليكن الوطن الذي لا نحلم بغيره وطنا، ولا نسلم أنفسنا للغربة حين تراودنا، حين تستدرجنا، تعرض أمام أعيننا مفاتنها ومباهجها لتغوينا إلى البعيد عنه، إن للخارج البعيد أو للداخل البعيد كنقيضه. فليكن هذا الوطن الكبير لنا كما نريد أن يكون لنا، فنحن له كما يريد أن نكون له، ودائما. السلام على كل الناس في الوطن في يومه الحولي، السلام على كل الذين يتجهون إليه في أحلامهم...السلام والأمان عليه..السلام والطمأنينة عليه!!

مشاركة :