السيسي من أكبر قاعدة عسكرية: تمويل الإرهاب لن يمر دون محاسبةالحضور العربي على أعلى مستوى في افتتاح مصر لأكبر القواعد العسكرية على مستوى القارة يؤشر على وحدة الصف العربي ضد التهديدات الإرهابية بالمنطقة والتي تستفيد من تمويلات ودعاية ضخمة من قبل قوى عملت لفترة طويلة على زعزعة استقرار دول الجوار.العرب أحمد حافظ [نُشر في 2017/07/23، العدد: 10700، ص(3)]صف موحد ضد التطرف القاهرة - أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن مشاركة أمراء وقادة من الدول العربية في افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية على الحدود الغربية، السبت، رسالة قوية لرعاة الإرهاب بأن هناك تضامنا عربيا قويا في مواجهة التهديدات التي تحاك ضد الشعوب العربية وأن مواجهة هذه التهديدات سوف يكون بتحرك مشترك. وشارك في افتتاح القاعدة العسكرية الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد البحرين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، والشيخ محمد الخالد الحمد ممثل أمير الكويت نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي، والأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة. ونشر الشيخ محمد بن زايد صورا لحضوره افتتاح القاعدة العسكرية وتخريج طلبة الكليات الحربية عبر حسابه على موقع تبادل الصور إنستغرام، وعلق على الصور قائلاً “محمد بن زايد والرئيس السيسي وضيوف مصر يشهدون افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية وتخريج طلبة الكليات الحربية”. والتقطت كاميرات التصوير خلال حفل الافتتاح الشيخ محمد بن زايد وهو يقوم بتصوير العرض العسكري للقوات الجوية بهاتفه المحمول صحبة أمراء الدول العربية وهو ما يظهر مدى إعجابهم بالعرض خلال حضورهم برفقة الرئيس السيسى وقيادات القوات المسلحة المصرية. وقال السيسي إن “الإرهاب ظاهرة معقدة، لها جوانب متعددة، ولعل من أهمها دور الدول والجهات التي تقوم برعاية الإرهاب وتمويله.. فلا يُمكن تصور إمكانية القضاء على الإرهاب من خلال مواجهته ميدانياً فقط، والتغافل عن شبكة تمويله مادياً، ودعمه لوجيستياً، والترويج له فكرياً وإعلامياً”. وارتجل السيسي خلال كلمته قائلا “عندما قلنا كفاكم تدخلا في شؤوننا، فهذا أمر شرعي.. كل دولة رغم أننا جيران في منطقة واحدة وديانة واحدة، فلكل منّا خصوصياته.. مصر فيها 100 مليون يأكلون في اليوم الواحد مثل ما يأكل شعب بعض الدول في سنة كاملة.. اتركونا في حالنا أحسن لكم، فلن نسمح بالمزيد”. وأضاف الرئيس المصري أن بلاده “لن تمرر محاسبة الدول الراعية والممولة للإرهاب والتطرف والتي تنفق مليارات الدولارات لضرب استقرار الدول العربية الشقيقة ويتشدقون بحقوق الأخوة والجيرة.. وأقول لهؤلاء لن تستطيعوا النيل من مصر ولا أشقائها بالمنطقة، وما تفعلونه لا يمكن التسامح معه أو تمريره دون حساب”.القاعدة إضافة قوية للجيش المصري وتحتوي على معدات عسكرية من مختلف الأسلحة بما فيها البرية والبحرية والجوية، فضلا عن مبان مشيدة وفق أحدت الطرز لاستخدامها في التدريب المشترك مع القوات الأجنبية وهذه المرة الأولى التي يتحدث فيها السيسي عن تسخير إمكانيات مصر العسكرية لحماية الأشقاء العرب ضد أيّ تهديدات محتملة، منذ مقاطعة الدول العربية الأربع (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) لقطر على خلفية دعمها وتمويلها للإرهاب، ما فسّره سياسيون بالقاهرة على أنه رد فعل على دعم الدول الخليجية لمصر في حربها ضد الإرهاب وتأكيدهم أن القاهرة في قلب الخليج. وتقع قاعدة محمد نجيب العسكرية على بعد 60 كيلومترا غرب الإسكندرية، وتبعد عن مدينة السلوم القريبة من الحدود الليبية بحوالي 450 كيلومترا، وتضم فرقا عسكرية قوامها 20 ألف جندي وبها تمثيل لجميع فروع الجيش على مساحة 18 ألف فدان وتبعد 6 كيلومترات عن البحر المتوسط. وتعد هذه القاعدة إضافة قوية للجيش المصري وتحتوي على معدات عسكرية من مختلف الأسلحة بما فيها البرية والبحرية والجوية، فضلا عن مبانٍ مشيدة وفق أحدت الطرز لاستخدامها في التدريب المشترك مع القوات المسلحة العربية والأجنبية. وقال المتحدث العسكري المصري “إن القاعدة هي الأكبر في أفريقيا والشرق الأوسط، وتعكس كفاءة الجيش ومواكبته كل حديث ومتطور في الشؤون العسكرية، وتمثل تجمعًا عسكريًا قادرا على حماية الحدود الغربية من أيّ اعتداءات مهما بلغت شراستها”. ويرى خبراء عسكريون أن مصر تدرك أن التفوق العسكري ضمانة قوية لتعاظم وجودها في قائمة الدول التي يمكن أن يتم الاعتماد عليها في حلّ أزمات كثيرة تشهدها المنطقة لا سيما مكافحة الإرهاب، ومن خلال قوتها يمكن تحقيق التوازن المطلوب لاستقرار الأوضاع في الشرق الأوسط. وتوعد صدقي صبحي وزير الدفاع المصري بردّ الصاع صاعين لمن يحاول المساس بأمن مصر والأمة العربية، ومن يفكرون في ذلك لن يفلتوا من العقاب. وأضاف “يخطئ من لا يعي قوة ومكانة الجيش المصري، وسوف يظل عصيّا على كل من يحاول النيل منه والتطاول عليه والتقليل من شأنه، وسوف يدحض مخططات رموز الإرهاب والتطرف أينما كانت”. ويرى متابعون أن تلميحات السيسي ووزير دفاعه وتهديداتهما بالوقوف بقوة ضد المساس بأمن مصر والمنطقة العربية موجهة إلى قطر وأتباعها، وأن هذه التلميحات المباشرة رسالة قويّة بأن التحركات القطرية المشبوهة مرصودة ولن يكلل لها النجاح، ومواجهتها سوف تكون بمنتهى الحسم. وقال طلعت موسى أستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية، إن رسالة التهديد موجهة للدوحة وغيرها، من الداعمين للإرهاب ومن يفكرون في ضرب المشروعات الاستراتيجية في المنطقة الشمالية والغربية من منشآت اقتصادية عملاقة في البحر والصحراء مثل حقوق الغاز المكتشفة حديثًا أو محطة الضبعة النووية التي سوف يتم تشييدها بالتعاون مع روسيا. وأوضح لـ”العرب” أن مصر تدرك أن هناك تهديدات محتملة سوف تأتي من ليبيا أكثر من أيّ وقت مضى، ومطامع كثيرة لدى تركيا وإسرائيل في حقول النفط بالمنطقة الغربية، بالتالي فإن موقع القاعدة له دلالات عديدة ورسالة موجهة لكل من يهدد الأمن القومي سواء كان تنظيمات إرهابية أو دول داعمة لها. وأشار إلى أن مشاركة قادة عرب في حفل الافتتاح يعكس أنها نشأت لحماية الأمن المصري والعربي، وأن إعادة تمركز القواعد العسكرية مقدمة لمواكبة التهديدات التي تحاك ضد مصر والدول العربية في آن واحد وعلى مختلف الجبهات. وذهب متخصصون إلى أن اهتمام مصر بإنشاء قاعدة متكاملة على الحدود الغربية يوحي بوجود معلومات بأن الوضع في ليبيا ربما يأخذ منحنى أخطر والتهديدات الأمنية من ناحية الغرب في تصاعد.
مشاركة :