من بين هؤلاء النجوم الذين كانوا ضحايا نجاح أسطورة الكرة الفرنسية نذكر الفتى الوسيم الكولومبي خاميس رودريغيز ذلك اللاعب الذي قدم نجما ساطعا سنة 2014 عقب مشاركة متميزة للغاية في مونديال البرازيل.العرب مراد البرهومي [نُشر في 2017/07/23، العدد: 10700، ص(23)] عاش ريال مدريد منذ فترة ليست بالبعيدة على موسم استثنائي بكل المقاييس، إذ كان موسم النجاحات اللافتة والتتويجات التاريخية، كان أيضا موسما للتألق الكبير وفرض الهيمنة محليا والسيطرة أوروبيا والسطوة عالميا، لقد فاز الفريق بعدة ألقاب أهمها دون شك كأس دوري الأبطال الأوروبي ولقب "الليغا" وقبلها وتحديدا في نهاية شهر ديسمبر الماضي كأس العالم للأندية. يا الله.. إنها بحق تتويجات جعلت من القلعة البيضاء فوق أعلى منصات التتويج والأقوى من الجميع، هي دون أيّ شك تتويجات تغري أيّ لاعب مهما كان اسمه وعلت شهرته بأن يحلم بالانتماء لكتيبة الفريق الملكي الذي قال كلمته الفصل، فحسم أغلب المنافسات لفائدته، وكسب شهرة خيالية وأموالا إضافية دعمت خزينته وجعلته دوما ضمن أغنى الأندية في العالم وأكثرهم قدرة على عقد صفقات وتعاقدات بمبالغ كبيرة للغاية، وكذلك منح لاعبيه رواتب مرتفعة وامتيازات لا يمكن تقديرها. حقق الريال كل هذه الإنجازات والمكاسب بلمسة سحرية جميلة ومتقنة من المدرب زين الدين زيدان الذي تحول من فخر كل المدريديين عندما كان لاعبا بارعا وأسطوريا إلى فخرهم عندما بات مدربا قديرا ومحنكا نجح في موسمين متتالين في الحصول على كأس دوري الأبطال في إنجاز غير مسبوق. لكن، رغم كل الإنجازات التي جعلت من القلعة البيضاء مطمحا ومطمعا لكل اللاعبين في شتى أصقاع العالم، إلاّ أن ثمة ركنا كان مظلما نسبيا في جنبات البيت المدريدي، هو ركن أطلق عليه البعض زاوية "المظاليم والمنسيين". هذه التسمية جاءت بسبب سياسة زيدان في تصريف شؤون الفريق والتعويل على اللاعبين، فرغم أنه اعتمد سياسة “تدوير” اللاعبين بين مباراة وأخرى إلاّ أنه تجاهل لأسباب فنية وكذلك لقناعات شخصية بعض اللاعبين ولم يمنحهم الوقت الكافي كي يبرهنوا على قدرتهم في اللعب باستمرار. ولئن خرج “زيزو” بطل الأبطال وكان من بين الرابحين الأوائل في هذه التجربة المتفردة والناجحة، إلاّ أن ذلك لم يعجب بعض اللاعبين الذين رفضوا دور “الكومبارس” رغم شهرتهم الواسعة. كانت مطالب هؤلاء اللاعبين تتمثل وببساطة في منحهم وقتا أكبر للعب ضمن الأساسيين، بيد أن هذا الأمر لم يكن متاحا في فكر زيدان الذي يفضل دوما منح الأفضلية لمن يراه مناسبا لتطبيق أفكاره وأساليبه الفنية، وبما أن المدرب الفرنسي نجح في رهانه ونال إعجاب إدارة النادي وأغلب أحباء الريال، فإن على هؤلاء اللاعبين القبول بما يطلبه زيدان أو الخروج لخوض تجربة خارج الأسوار. من بين هؤلاء النجوم الذين كانوا “ضحايا” نجاح أسطورة الكرة الفرنسية نذكر الفتى الوسيم الكولومبي خاميس رودريغيز ذلك اللاعب الذي قدم نجما ساطعا سنة 2014 عقب مشاركة متميزة للغاية في مونديال البرازيل، حيث صرف فلورنتينو بيريز رئيس النادي الملكي مبلغا كبيرا للغاية من أجل استقدامه، بل ومنحه شرف ارتداء القميص رقم 10. بدأت مسيرة النجم الكولومبي بشكل مثالي مع المدرب أنشيلوتي، لكن مع مرور الوقت بدأ موقفه وموقعه يتغيران خاصة مع زيدان الذي وجد لاعبين أفضل منه، لذلك جعله لاعبا احتياطا برتبة خمس نجوم. ورغم تطمينات زيدان الذي وعد اللاعب بفرصة أكبر في المستقبل شرط الاجتهاد أكثر، فإن ذلك لم يمنح خاميس جرعة من الأمل تدفعه للبقاء، فقرر مباشرة عقب نهاية الموسم الماضي حزم حقائبه والبحث عن وجهة جديدة بعيدا عن “جحيم زيزو” علّه يظفر بمكان دائم ضمن التشكيل الأساسي. وبعد الكثير من الأخبار التي نقلته إلى عدة أندية إنكليزية وفرنسية وإيطالية وجد اللاعب ضالته مع مدربه السابق أنشيلوتي الذي مازال يؤمن بقدراته، فاستقدمه إلى بايرن ميونيخ ليبدأ بالفعل تجربة جديدة ومختلفة بعيدا عن زاوية “المظاليم” في قلعة الريال. لاعب آخر سار على درب خاميس، إنه الدولي الإسباني ألفارو موراتا الذي رفض أن يكون مجرد مهاجم احتياطي في الفريق بعد كريم بن زيمة، ولئن تميز هذا اللاعب بأهدافه الحاسمة رغم قلة مشاركاته في المباريات الهامة ما جعل إدارة الريال بتوصية من زيدان تتمسك به، إلاّ أنه في نهاية المطاف فرض رأيه وآثر الرحيل نحو وجهة إنكليزية، حيث وقع منذ أيام مع تشيلسي ليبتعد بذلك عن الضغط الذي عاشه بسبب وجوده في أغلب الأحيان على دكة بدلاء فريق المدرب زيدان. كان تخمين موراتا يرتكز بالأساس على ضرورة خوض أكبر عدد ممكن من المباريات لأنه يدرك تماما مثل خاميس أن الموسم المقبل هو موسم مونديال روسيا 2018، والمشاركة باستمرار في المباريات قد تضمن المشاركة في منافسات أكبر تظاهرة كروية في العالم، أما البقاء في جحيم زيدان فلا طائل منه. اليوم وبعد خاميس وموراتا قد يأتي الدور على المدافع متعدد الخصال ونعني بذلك البرازيلي دانيلو الذي سئم بدوره دكة البدلاء، وبمجرد علمه بوجود اهتمام متزايد من قبل عدة أندية أخرى على غرار تشيلسي ومانشستر سيتي الإنكليزيين وكذلك يوفنتوس الإيطالي، حتى سارع إلى مطالبة إدارة الريال بفك ارتباطه والسماح له بخوض تجربة أخرى. وكان السبب الذي فسر به رغبته في الرحيل هو عدم رضاه عن بقائه دوما بعيدا عن التشكيل الأساسي، وبما أنه يدرك بدوره أن زيدان لن يمنحه الفرصة كاملة بوجود ظهيرين رائعين في الفريق هما مارسيلو وكارفاخال فإنه مازال مصرا على الرحيل والنأي بنفسه مثل خاميس وموراتا بعيدا عن الجحيم.. حجيم زاوية المظاليم أو لنقل جحيم زيزو. كاتب صحافي تونسيمراد البرهومي
مشاركة :