مصدر الصورةGetty ImagesImage caption بدأ الرئيس التركي مساعي لحل أزمة الخليج بزيارة للمنطقة يبدأها بالسعودية قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "ليس من مصلحة أحد أن تطول الأزمة (الخليجية) أكثر من ذلك" واتهم من سماهم "الأعداء" بأنهم "يشعلون فتيل التوتر بين الإخوة." يأتي ذلك تزامنا مع بدء زيارة يقوم بها أردوغان للسعودية، والكويت، وقطر تستمر ليومين. ويحط اردوغان الرحال بالسعودية قبل توجهه للكويت، التي تلعب دور الوسيط الأول بين أطراف الأزمة، ثم يتوجه إلى قطر في إطار مساع لتسوية النزاع القائم بين الدول المقاطعة لقطر والدوحة. وقال اردوغان، أثناء مغادرته لمطار اسطنبول لبدء جولته في منطقة الخليج: "منذ بداية أزمة قطر، أعلنا انحيازنا للسلام، والاستقرار، والحوار." وأضاف أن "السعودية، بصفتها الشقيقة الكبرى في الخليج، هناك دور كبير لابد أن تلعبه لتسوية الأزمة." وأكد أردوغان على أنه يؤيد مساعي الوساطة التي يجريها الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير الكويت، في إشارة إلى أنه يرى أن الكويت لاعب أساسي في حل الأزمة. ومن المرجح أن يكون المجال محدودا أمام الرئيس التركي للتحرك في إطار مساع لحلحلة الأزمة، إذ تتخذ تركيا موقفا منحازا لقطر منذ البداية، لكنها حريصة على ألا تظهر في موقف مضاد للسعودية، وفقا لمراسل بي بي سي. في المقابل، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش السبت الماضي إنه "لا حوار مع قطر حتى تراجع سياساتها." وأضاف أن "دعوة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للحوار كانت محل ترحيب، لكن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا إذا أحدثت قطر تغييرا حقيقيا في سياستها." أما الشيخ تميم بن حمد فأبدى، في خطاب وجهه إلى الشعب القطري الجمعة الماضية، استعداده للدخول في محادثات لتسوية الأزمة الخليجية شريطة عدم المساس بالسيادة القطرية. ووضعت الأزمة الخليجية تركيا في موقف جيد منذ بدايتها، إذ سلطت الضوء على أن الدوحة هي الحليف الأول لأنقرة في الشرق الأوسط وأن بينهما اتفاق في وجهات النظر حول عدد من قضايا المنطقة، أبرزها الموقف المضاد للرئيس السوري بشار الأسد. وتؤسس تركيا قاعدة عسكرية في قطر منذ فترة، لكنها سرعت من وتيرة العمل في تأسيسها منذ بداية الأزمة ليصل عدد القوات التركية الموجودة في قطر إلى 150 مقاتل. واندلعت أزمة الخليج في الخامس من يونيو/ حزيران الماضي عندما أعلنت السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وسط اتهامات وجهتها تلك الدول للدوحة بدعم الإرهاب وتوطيد علاقاتها مع إيران، المنافس الأول للسعودية على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط. ونفت الدوحة مزاعم تورطها في أنشطة داعمة للإرهاب، وهو ما لقي دعما من أنقرة منذ بداية الأزمة وحتى بداية تدخل أردوغان في جهود الوساطة. ورغم الدعم التركي للدوحة على صعيد الأزمة الحالية، تحاول الإدارة التركية ألا يبدو انحيازها للحليف الأول في المنطقة (قطر) إظهارا للعداء للسعودية وباقي الدول المقاطعة للدوحة.
مشاركة :